آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:54ص

‏وداعاً أحمد باعشن

الأحد - 15 مايو 2022 - الساعة 10:02 م

عوض علي حيدرة
بقلم: عوض علي حيدرة
- ارشيف الكاتب


فقدنا في المهجر الأمريكي, الرجل البار، الصادق الصدوق والصاحب الأصيل، رجل الخير والعطاء، المغفور له باذن الله، أحمد حسين أحمد باعشن، والذي وافته المنية مساء يوم الثلاثاء 26 رمضان 1443 هـ ، جراء مرض عضال الم به، واستلمنا رسالة من الاخ العزيز محمد حسين باعشن يبلغنا فيها بخبر وفاة شقيقه أحمد، طالباً منا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة.

لقد عُرف عن الفقيد أحمد، الكرام والصدق والامانة والوفاء وحب الخير للاخرين. كانت بداية معرفتي به قبل اكثر من 25 عام وتحديداً في عام 1997، وذلك اثناء مشاركتنا في مظاهرة للجنوبيين في نيويورك ضد نظام صنعاء. وحينها اصر محمد باعشن على سفري معه الى ولاية دالاوير بعد ان عرف اني قد وصلت حديثا الى امريكا، وقد استقبلنا المرحوم احمد بحفاوة وترحيب، حيث وفر لنا السكن، وبدات العمل في السوبر ماركت الذي يملكه هو اخوه محمد، على الرغم ان اوراق الاقامة الخاصة بي لم تستكمل بعد، اشتغلت معهم لمدة سنتين، لم يشعرني احد منهما خلال فترة عملي بأني عامل عندهم، بل على العكس كان المرحوم أحمد يناديني بالعم عوض ويعاملني باحترام شديد.

كان المرحوم أحمد رجل أعمال ناجح جدا وصادق في تعامله مع الآخرين، وكان يحرص على فعل الخير والإنفاق في سبيل الله للفقراء والمحتاجين، وهي صفات ورثوها عن والدهم حسين باعشن- الله يرحمه - الذي كان مغترب في الحبشة وصاحب املاك، حيث كان يقدم الأطعمة المشروبات للفقراء والمحتاحين، وعقب الإطاحة بنظام الإمبراطور هيلا سيلاسي، قام النظام الجديد بمصادرة أملاكهم، مما اضطر أحمد للسفر إلى أمريكا واخوه محمد إلى السفر الى السعودية، وفيما بعد لحق محمد اخاه أحمد الى امريكا.

في امريكا، بدأ المرحوم أحمد مشوار كفاحه من تحت الصفر، نحت في الصخر ليكسب الرزق الحلال،  حيث بدأ يعمل في شركة جي أم سي الامريكية لصناعة السيارات، وقام بتوفير مبلغ مالي وفتح المحل الخاص به، وكان يعمل في شركة السيارات خلال النهار، وبعد نهاية الدوام يذهب إلى العمل في الدكان في المساء.

هكذا كانت حياة الفقيد أحمد باعشن، الانسان الحضرمي الأصيل الملتزم لدينه وعمله واسرته، ذو اخلاق عالية، لا يعرف السهرات ولا الملاهي، وهذه العينة من الناس هم الذين يدخلون حياتنا على هيئة رحمة أنزلها الله من السماء يحبون الخير للناس.

ان الحياة حق والموت حق، وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أحمد لمحزونون، ونسأل المولى جل جلاله أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم غفرانه وان يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. ولا نقول إلا ما يرضى ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون"