( كلاب الديبي )

كثيرا ما كنا نسمع ونحن صغار أيام الوجود البريطاني واحتلاله لمدينة عدن وضواحيها وحتى بعد الوجود البريطاني ونيلنا الإستقلال الوطني وخروج أخر جندي بريطاني من مدينة عدن وحتى عندما بلغنا مرحلة الصبا والشباب كان يدور الحديث ويتداول عندما كانت تأتي مناسبة معينةاو سببا ما لذكر تلك الكلاب التي كان يراها البعض مخيفة ومرعبه والبعض الأخر يصفها بالشراسة والوحشية وأخر يراها ذكية وقوية ومتدربة وتقوم بمهام عسكرية وأمنية تخدم أسيادها وأولياء نعمتها بحسب الطلب من الجهات المشرفة عليها في المعسكرات التي كانت تتبع قوات الجو والبحر الملكية البريطانية التي كانت منتشرة وتتواجد على طول وعرض مدينة عدن مثلA.R.F وسيدسر لين وامتي سكشن وبرسلي وجبل حديد وآرم بليس والتي كانت متواجدة فيها وكان الحديث الذي يتداول بين بعض الناس العامة والخاصة في الحوافي والشوارع والأسواق وحتى في المجالس والمبارز والمقايل فيما بينهم البين ونحن على مقربة منهم أو نسمع أمهاتنا وأباءنا يتحدثون عن كلاب الديبي والتي كان يصفها البعض وكلا بحسب وجهة نظره ورأيه وقناعته وموقفه من تلك الكلاب التي كانت تضرب بها الأمثال والتشبيهات على اختلافها عندما كانوا يصفوا بها شخصية معينة أو فئة وجماعة معينة في سلوكها وممارستها وتصرفاتها وصفاتها قد تكون هذه الكلمات والعبارات غريبة على جيل اليوم ولكنها كانت حاضرة عندجيلنا والأجيال التي سبقتنا بعدد من سنين العمر وكان هناك مثل دائما ما كنا نسمعه ونحن صغار وحتى ونحن شباب عندما تحصل مشكلة أو خلاف يكون فيها الشجار والتباينات والخصومة والزعل والتجمعات والتكتلات والخلافات والتعصب على شخص ما أو على جماعة ما كانت تظهر تلك الأمثلة والتي يقال فيها عند حصول تلك التعصبات وما فيها من شراسة وعنف ومواقف مثيرة أن فلان أو جماعة فلان مثل كلاب الديبي بشراستهم وعنفهم وما يلحقوه من خوف ورعب وعنف وضرر بالآخرين طبعا هذا رأي جماعة 

وهناك آراء أخرى تقول أن تلك الشخصية أو تلك الجماعة أو الفئة هم مثل كلاب الديبي في عملها وخبثها ودنائتها مثل التجسس ومراقبة الناس والتنصت على أخبار وأحوال الناس وتوصيل الأخبار ونقل المعلومات وتوصيلها لجهات معينة وهذا كان حاصل من بعض الجماعات العميلة التي كانت تعمل ضد أبناء عدن والجنوب من الثوار والفدائيين والمناضلين من عناصرجبهة التحرير والتنظيم الشعبي جبهة التحرير وبعض الشرفاء من الجبهة القومية والقطاعات الأخرى الذين تعرضوا للاغتيلات والاعتقالات والإخفاء القصري والسجون بسبب تلك الكلاب البشرية التي كانت تعمل ضد الثوار من أبناء عدن وبعض أبناء الجنوب.  

ولتعريف كلمة كلاب الديبي هي في الأصل كلاب بوليسية متدربه وتحمل رتب عسكرية وهي تتبع القوات الجوية والبحرية المكلية والتي كانت تقوم بمهام عسكرية وأمنية تلاحق وتتعقب فيها المجرمين والمطلوبين امنيا والخارجين عن القانون في ذلك الوقت للسلطات الإستعمارية وربما كان المقصود بالخارجين عن القانون والمطلوبين أمنيا هم في الأصل الثوار والفدائيين والمناضلين من أبناء عدن خاصة والجنوب عامة لملاحقتهم وللزج بهم في غياهب المعتقلات والسجون لإجهاض الثورة آنذاك أعتقد أننا عرفنا من هم الكلاب وما هو المقصود من المصطلح والمفهوم والمعنى الذي كان يطلق على كلاب الديبي والتي هي الكلاب البوليسية.

#المريسي.