آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:31ص

رأيي الشخصي !!

الخميس - 12 مايو 2022 - الساعة 03:35 ص

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


جريمة إغتيال مراسلة الجزيرة كان ينبغي تناولها في زاوية الجرائم الإنسانية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي تقديرا لدور الفقيدة في نقل الحقيقة ونصرة وطنها هذا أولا، أما ثانيا والأهم فهو للتركيز على فضح جرائم الصهاينة ومسلسل إستهدافهم لكل من يخالف عقيدتهم ويرفض مشروعهم العنصري، وأيضا لإسقاط حجة كل من يسعى اليوم  إلى تحسين صورة المحتل بكونه كيان جدير بالتعايش الإنساني وبناء العلاقات معه .

وفي إعتقادي، أن من سارعوا إلى جر تلك الجريمة البشعة إلى زاوية المنظور الديني وبالتالي تحويلها إلى مادة للجدل رغم أن نصوص الشرع في هذا الجانب واضحة ولم تكن هناك حاجة لإقحام الدين وإبراز موقف معين له من جريمة إرتكبها بالأساس أعداء الدين والإنسانية معا إنما قدموا بذلك خدمة رخيصة جاءت عمليا لصالح تشتيت الموقف العربي الموحد باتجاه جرائم إسرائيل المتواصلة، والمؤسف أيضا أنهم احبطوا سخطا شعبيا واسعا كان من شأنه التحول نحو مواقف الدول المطبعة للعلاقات مع الكيان الإسرائيلي وتفسير مبرراتها لدعم تلك العلاقة .

- أولئك !!
ألم يكفهم القول "أن رحمة ربي قد وسعت كل شيء، وشملت جميع الخلائق"؟
ألم يكفهم وصف شيرين بشهيدة الواجب أو شهيدة القيم الإنسانية أو حتى شهيدة الصحافة الحرة وثمن الحقيقة تحاشيا للإثارة الجوفاء وحجب صدى جريمة الاحتلال بغباء؟ وهل كان من الضروري أصلا إضفاء الطابع الديني على واقعة اغتيال ابوعاقلة والخوض في موجبات الشهادة عند المسلمين؟

.. وبدلا من توجيه زخم الجريمة باتجاه مخاطبة الرأي العالمي حول حقيقة ما يصنعه الكيان الإسرائيلي في فلسطين ذهبوا لتوجيهها بسذاجة إلى الداخل والبحث عن رأي الدين في حيثيات وصفها، وهل يجوز أو لايجوز؟ هولاء كعادتهم يقفون دائما عند النقاش حول وجهة البعرة رغم أن البعير يمر من أمام أعينهم كل يوم ..!!

محمد الثريا