آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:59ص

وقتلوك يا شيرين !!!

الأربعاء - 11 مايو 2022 - الساعة 09:07 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


نعم لقد اغتالتك يد الغدر والخيانة ,,,
أغتالوك ...لا لشيء إلا لأنك تحملين مشعل الحرية , وَتَوْقِدين شمعة النور ليرى شعبك طريق الخلاص , وترفعين راية الكفاح ضد العنصرية الصهيونية المقيتة , وتصرخين بأعلى صوتك لإجلاء حقيقة النظام الإسرائيلي المتوحش .

لقد اغتالوك في وضح الصباح , وقتلوك في عز النهار , وأزهقوا روحك الطاهر مع فلق الفجر ...
هكذا في تحدِِ فاضح للقوانين الدولية , وللأعراف الصحفية , والمعاهدات الأممية ,ودونما اعتبار لقيمتك كأمرأة لها اعتبار خاص , وحرمة خاصة ..ناهيك أنَّك عزلاء لا تملكين إلا مذياعكِ وقلمك , وصوتكِ ..

وهكذا هي الصهيونية العالمية اليهودية الذين يسري الشر في عروقهم, ويجري الخبث في شرايينهم ..
وهكذا هو  دأبهم , وهكذا هو سلوكهم , وهكذا هي تصرفاتهم الوقحة ...

كل ذلك لأنهم محميَّون من قبل  النظام العالمي الأعرج ,,
ولأنَّ القوانين الدولية دائماً ما تُجيَّر لصالحهم .
ذلك ما حدا برئيس وزراء النظام الإسرائيلي القبيح  أن يتبجح اليوم بعد هذه الجريمة الشنعاء ويقول بأنَّ شيرين قُتِلَتْ برصاص فلسطيني , مع أنَّ كامرات العالم نقلت الحادثة نقلاً مباشراً ووثقت الجريمة فور وقوعها بدقة لا تحمل الشك... أن من  قتلها هم الصهاينة المغتصبون ,,

لقد تجاوزت إسرائيل بهذه الحادثة كل الأعراف , والقوانين , والأنظمة , والمواثيق ..وضربت عُرض الحائط بأنظمة الأمم المتحدة , واتفاقيات حقوق الإنسان , وحرية الصحافة ...لأنها تعلم عجز الأنظمة العربية والإسلامية , وهشاشتها , وجبن قادتها ..الذين لن يجرُؤ أحد منهم أن يتخذ موقفاً صريحاً وواضحاً تجاهها .

هكذا ظن اليهود الصهاينة أنَّهم بقتل تلك الصحفية المتميزة , النشيطة , المعتزة بهويتها , المحاربة لانتزاع حرية شعبها , المناضلة في ميادين الشرف لفضح جرائم الكيان القاصي ..
هكذا ظنوا أنهم قادرون على إسكات صوت الحق , ووأد روح المقاومة ,  وإطفاء شعلة الجهاد...
والأغبياء لا يعلمون أنَّ دمها الطاهر هو بمثابة الزيت الذي يغذي فتيلة النضال , وأنَّ رفاتها النقي سيتحول إلى سماد يعجل بنمو شجرة الحرية , وأنَّ كلماتها التي اسكتوها ستدخل كل بيت مسلم على امتداد رقعة العالم ,,
ذلك ما تجلى بوضوح اليوم
من خلال الارتدادات التي تتجاوب لها أرجاء المعمورة ..
فلقد أصبحت شيرين اليوم  لغة السمَّار , وحديث الركبان , وفاكهة المجالس ..

فبقدر ألمنا وحزننا وقهرنا على فقدها ....
إلا أنَّ عزانا أنها قُتِلَتْ في ميادين الشرف والجهاد , وأنَّها كانت محاربة جسورة لا تُبارى في ميدانها , وأنها فارسة الكلمة بجدارة , وصوت قوي في نقل الحقيقة ,,

لقد ماااات شيرين ...ولكنها أحيت ضمائر أحرار وحرائر العالم ,,

فمتى يتم حماية الإعلاميين والصحفيين وأصحاب الرأي بقوانين نافذة تحافظ على حياتهم , وتحد من الإعتداء عليهم , وتحاسب مرتكبي الحوادث بحقهم .. خاصة وقد تكررت مثل هذه الجرائم البشعة بحق أصحاب الكلمة , وحملة التنوير من قبل الأنظمة الديكتاتورية
في العالم  بشكل عام , والعالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص .

فلا وألف لا ...لإسكات صوت الحقيقة ,,