آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-12:41م

شخص في حياة قرية

الجمعة - 06 مايو 2022 - الساعة 01:40 ص

علوي الوازعي
بقلم: علوي الوازعي
- ارشيف الكاتب


ذات منشور استرسلت فيه عن ذكريات العيد في عيد  نزعت منه كل الذي في فراءه من الشغف والبهجة .

قال الصديق جميل فارع الوازعي  .
وأنا أين من العيد على سبيل المزاح يإبن خالتي..؟

وللحقيقة ان جميل ليس بالنسبة لي ولكن لقرية بكاملها كان يعني الكثير ،كجزء من حياتنا الأجمل ، موغل في عمق الذكريات ومنتشر بطريفه وتليده ،ولايحتاج جميل ليعرف أين هو ليس من عيدي الشخصي  بل من التاريخ السعيد لقرية لم تعد سعيدة ، بل إن الإطناب في كتاب اسمه جميل هو إعتساف ، وإختصار يظلم ولا ينصف ..!
جميل البساطة والتواضع ،واللسان الذي ورثه بحذافيره من خالنا الحبيب المرحوم أبو مهيب الظرافي ،ظرف وكياسة ورزانة .

لا  أريد أن أتحدث عن جميل المصلح الإجتماعي الذي كان يقلقه أي خلاف بين إثنين وتجده يبادر من تلقاء نفسه من قريب أو بعيد ليكون له دور حاسم في إعادة الأمور الى مسارها ..ولو أضطره أن يخسر من جيبه  ولا عن جميل الذي كان نافذة الأخرين علينا ونافذتنا على الأخرين .

ولا عن جميل الملهم الذي كان بالنسبة لي شخصيا هو  المحفز لطرق أبوابا كثيرة غير مألوفة في حياتنا الجافة والقاحلة .
ولا أريد أن أتحدث عن جميل الذي كان لمجرد أن يعلم بوصولنا صنعاء بعد إنقضاء الدراسة ونحن أطفال حتى يكون قد أقبل إلينا ليأخذنا الى مركز البلهارسيا لمعالجتنا من البلهارسيا ،مجانا .

أريد أن اتحدث عن جميل العادي والبسيط ،والسهل الممتنع جميل المنقوش في طفولتنا وصبانا وشبابنا ولا نستطيع ان نتذكر أجمل أيامنا دون أن يكون جميل مرتبطا بتلك الذكريات إرتباط الخطوط بالكف .
أشاهد وزيهة  العيد (الشعلة ) المجمعة من الأحطاب ، فاذكر جميل ..اسمع فرقعات  الطماش فيحضر إلى ذهني  الطماش أبو حمامة مقترنا بجميل.

حتى وانا في صنعاء كنت كلما شاهدت قمر العيد تذكرت سمرات العيد وأعراسه وأفراحه وتذكرت  جميل ، وكلما سمعت وقع طبول السمرات يطل مع كل وقع جميل .

كان يكفي أن يقال جميل عاد من المدينة لترانا وقد تحلقنا حوله لا زلنا الى اليوم  نجتمع في حضوره أكثر من أي حضور أخر .

جميل الذي أستطاع أن يتملص من اشتراطات العمر ...جميل الذي بلغ من العمر الستين ويزيد ولازال يصر على ممارسة كرة القدم معنا وبشعف المراهقين ..ولازال رغم تفاديه للإحتكاك يسجل أهدافا بلمسات رأسية او بالقدم مدهشة .

أما جميل كموروث خصوصا في جانبه الصوتي ،حين يشدو بملالاة  شعبية ما حتى ننصت  لتدفقات الشجن المتدفقة من خلال صوته ..فتلك حكاية أخرى تحتاج لوقفة معه .


أطال الله بعمرك يا ابن خالتي وتوجك بتاج الصحة والعافية .

وكل عام وأنت جميل ياجميل .

كتب /علوي الوازعي