آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

( لن تُبنى عدن إلا بأبنائها )

الجمعة - 06 مايو 2022 - الساعة 01:33 ص

الشيخ أحمد المريسي
بقلم: الشيخ أحمد المريسي
- ارشيف الكاتب


لن تبنى عدن وتنهض وتعود إلى مجدها وعزها ونموذجيتها ورقيها كما كانت في عهدها الزاهر والنظير إلا على أيدي وأكتاف أبناءها الشرفاء والمخلصين والوطنين من قيادتها وكوادرها من أصحاب الإدارة الفنية والمهنية وفي جميع التخصصات والمجالات ومن ذوي الخبرات والكفاءات والذين يعملون بمهنية وبشكل مؤسسي كمنظومة عمل متكاملة تحكمهم الأنظمة واللوائح والقوانين ويكون الجميع أمامها سوى في الحقوق والواجبات بصرف النظر عن انتمائتهم والذين يجيدون الفصل بين العمل السياسي والعمل المؤسسي والخدماتي التي تحقق به مصالح الناس ولا تضرهم ولا تحكمهم الأحزاب والتنظيمات والكيانات والانتماءات والولاءات الضيقة هؤلاء هم رجال الدولة والتي تبنى على أياديهم الأوطان.

عندما كانت عدن مضرب الأمثال والنموذج الذي يحتدى به في رقيها  وتحضرها ومدنيتها على مستوى دول الشرق والغرب ودول الخليج كان ذلك لأنها كانت تدار بأيدي أبنائها وفق لعمل مؤسسي الكل يعمل كمنظومة متكاملة وفق برامج ودراسة وتخطيط وتنفيذه وكل وزارة ومؤسسة وإدارة كانت تعمل على التمييز والمنافسة الحسنة والإيجابية في تقديم وتقييم أعملها ومشاريعها الإقتصادية والتنموية والخدماتية في إطار مشروع نهضوي متكامل يؤسس لبناء دولة تقوم على أسس تطوير وبناء البنية التحتية وكافة الخدمات بما يؤوام ويتناسب مع التطورات والتغيرات والهجرة الداخلية من الأرياف والمدن الأخرى المجاورة ومن حيث الازدياد في أعداد السكان والذي يوثر سلب في الجانب الديمغرافي والتوسع العمراني والسكاني والطرقات وتأمينها والصحة والتربية والتعليم والسياحه والإقتصاد والتنمية والثقافة والإعلام وفي كل مناحي الحياة عمل يسير وفق برامج وتخطيط مدروس ومنظم وهذه هي الإدارة التي اشتهرت وعرفت بها مدينة عدن انذاك إلى ما قبل الوحدة.

عدن لن تبنى بالفوضة والعشوائية والجهوية والقبلية والعنصرية والمناطقية والتمييز وتحويلها إلى ملعب للصراع السياسي وميدان للمعارك العسكرية وتصفية الحسابات السياسية والثأر والضغائن والانتقام والاحقاد لتحقيق مصالح شخصيةوفئوية وعلينا أن نراجع حساباتنا منذ ما بعد الإستقلال وحتى يومنا هذا بشكل واقعي وموضوعي ونية صادقة وبصوت عالي وصريح حتى نستطيع أن  نقف على الأسباب التي أدت إلى إنهيار مدينة عدن التي كانت في مقدمة الأمم وأصبحت اليوم في ديل الأمم رغم ماتحتوية وتملكه من مقومات وإمكانيات وخصائص ومميزات وثروات وموقع وتحويلها إلى أشبه بمدينة مهجورة أو قرية نائية ونضع على هذا الأساس الحلول والبدائل والمعالجات كلنا مجتمعين ومعنين إذا كان كل من يدعي حب عدن عليه أن يتبث ويؤكد لنا بلملموس صحة ذلك فما بين حب عدن وكرهها خيط رفيع وأقولها بكل صراحة وصدق عندما دخلت واقحمت السياسة في خدمات الناس وعملت على الإضرار بمصالحهم وحياتهم ومعيشتهم هنا كانت هي البداية الحقيقية في إنهيار وانتكاس مدينة عدن وعندما صارت مؤسسة المياه تدار إدارتها سياسة ومؤسسة الكهرباء صارت تدار إدارتها سياسة وقس عليها في كل إدارة ومرفق ومؤسسة ومنشئة من منشآت مدينة عدن وتم بموجب ذلك اقصاء وتهميش وإبعاد القيادات والكوادر والخبرات والكفاءات من أبناءها تحت مبرر يمارس فيه الظلم والقهر وبعنوان عريض أسمه سياسية وإذا ضلت هكذا تدار مدينة عدن بهذه العقليات والمفاهيم والممارسات فلن تنهض عدن ولن تقوم لها قائمة فالعدل أساس الملك والحكم وبناء الدولة وهو أساس لكل نهضة وتقدم ورقي.  

#المريسي.