آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:20م

بنا سيكون القضاء بخير

الإثنين - 02 مايو 2022 - الساعة 02:24 ص

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان
- ارشيف الكاتب


ترتقي المجتمعات بالنقد البناء , نقدا متخصصا وعلميا ,وهو تقديم آراء صحيحة و وجيهة حول عمل الآخرين , وتسقط بالنقد الهدام وهو السب والتجريح الشخصي .

 

النقد البناء ينم عن قلق وغيرة بكل ما يتعلق بالصالح العام , ومن مصلحة الصالح العام , ان نحفظ له قيمه وقاماته , وإن أخطأت تلك القامات , ننتقدها بخيارين  .

 

خيار النقد الإيجابي البناء الذي يصلح , وخيار النقد التدميري الذي يحبط المجتمع ويفقده قيم وقامات .

 

اليوم نعيش في حالة انفلات , جعل من النقد أسلوب تدمير , فغابت الحقائق تحت غبار هذا الانفلات , الكل ينادي بالدولة , و النظام والقانون , وتفعيل القضاء , وإعادة دور منظومة العدالة , في واقع مشحون بالعنف , وغير آمن وضامن للحق .

 

وبمجرد ما ان يصدر قرار دولة , او حكم قضاء , ومسودة نص قانوني , لا تتوافق ومصالح البعض , وقناعاته , يصب غضبة عليها ويلعن أصحابها .

 

بمعنى ادق أننا نفتقد لثقافة احترام النظم والقوانين , احترام قرارات الدولة , احترام أحكام القضاء , مع العلم ان الدستور ضابط لقرارات الدولة , والخروج عنه يبطل أي قرار , و منظومة العدالة ضابطة للحكام القضائية , وفيها مساحة كافية للاعتراض والاستئناف , وهناك دوائر متخصصة في مراقبة تلك الأحكام ,وهي المعنية بمراجعتها ,ومحاسبة المخلين .

 

لا نحتاج ان يزج الناس بأنفسهم في قضايا لها ضوابط ,ونثير حولها ضجيج , وفوضى لا يحمد عقباها , يكتفي المتضرر ان يقدم دعوة , ومتابعتها مع جهات الاختصاص , والكل يحتكم لمنظومة العدالة , وهي منظومة يعرفها رجال القانون و يعملون من خلالها , تحفظ حقوق الناس , واحترام الدولة والمؤسسات , ومنها القضاء بهيئته وشخوصه .

 

من المعيب شن حملة ضد القضاء , ويستهدف فيها شخوص بعينهم , في  تشخيص غير مستحب , يضر بمنظومة العدالة , وبقيم وقامات مشهود لها بالكفاءة , ولها دور اجتماعي فعال في مدينة عدن ,ليس دفاعا عن القاضي الفاضل فهيم عبدالله الحضرمي , ولكنه دفاعا عن دور هذه الشخصية التي صالت وجالت في عدن وقت ما غاب الكثيرين في احلك الظروف , حينما كانت عدن بحاجتهم .

 

عرفته رئيسا لمنظمة تجديد للتنمية , و له مواقف نحترمها , عندما ساندنا في إعادة فتح مدارس عدن, واستمرار عملية التعليم في عدن , التي تعرضت لتخريب متعمد , بعذر الاضراب السياسي , أتذكر تلك الجهود الجبارة و المضنية التي خضناها من اجل اقناع دعاة الإضراب , ان التعليم حق عام , و يسقط الحق الخاص أمام الحق العام , كانت جهود أفضيت لإنقاذ جيل كامل من الضياع , رغم الحملة الشرسة التي تعرضنا لها وتعرض لها القاضي , واتذكر الندوة الخاصة بمستشفى الجمهورية , التي خرجت بمخرجات ساعدت تذليل الكثير من الصعاب امام إدارة المستشفى , أتذكر حضوره الفاعل للقاءات التي عقدتها الحركة الديمقراطية  في قاعة الفخامة , حول بسط والسطو على أراضي عدن , وقدم استشارات قانونية مهمة لحماية عدن .

 

باختصار دعوا القضايا تأخذ طريقها القانوني, بعيدا عن تشويه القضاء والقضاة, او التحريض ضدهم , ونحافظ على قامات وقيم المجتمع, وعلى كل من له دور فاعل ومؤثر إيجابي في الوسط الاجتماعي .

 

من سلبياتنا اسقطنا الدولة وسقطنا معها, ثم أسقطت القيم, و بهذه الطريقة نسقط ما تبقى لدينا من أركان إيجابية نراهن عليها في الحفاظ على مجتمع متماسك, ومؤسسات تعمل بحدودها الدنيا , وقضاء يحاول ان يرسي عدالة, ويتعثر في واقع منفلت ومشحون, ولله في خلقة شؤون .