آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:59ص

العزة لمن غاب عن المشهد السياسي اليوم

السبت - 30 أبريل 2022 - الساعة 12:00 ص

قاسم القاضي
بقلم: قاسم القاضي
- ارشيف الكاتب


من غابوا عن المشهد السياسي في اول مجلس رئاسي انتقالي للوحدة غابوا اليوم كذلك عن مجلس القيادة  الرئاسي تلك الاطراف السياسية التي  غابت سابقا كانوا خير مافعلوه  . بعد  ان  ظن الجميع  خاصة  الاطراف الحاضرة ان من خرجو  عن المشهد حينها قد  خسروا وان خروجهم عن المشهد السياسي هو انتصار  واستبشار جعل تلك الاطراف  المنفردين بالتوقيع على الوحدة وتمثيلهم للجنوب في اول مجلس  رئاسي انتقالي للوحدة اليمنية قبل  ان يذهبوا الى مرحلة التعددية السياسية والتي وجدوا انفسهم بعدها خارج السلطة 
تلك الاطراف المنفردة كانوا مطمئنين  وفرحين بعدم اشراك الاخرين معهم فتبدلت الاحوال وخابت الاطراف المشاركة وخسروا  بعد  ان اثبتوا  على انفسهم  انهم  اغبى ساسة عرفهم  التاريخ  خاصة بعد ان عادت الاطراف المنفردة خاسرة ومعترفة بذنبهم. معلنين توبتهم الظاهرة وهم غير مؤمنين بها، ومن اجل الوطن ومصلحة الشعب عادت الاطراف  الغائبة ملبين نداء الشعب  لطي  صفحة الماضي  وتوحيد الصف متقاضين عن ماسلف بعد ان صدقوا  توبة المنفردين الظاهرة ولايعلم ما في  القلوب الا الله،  نتذكر  جميعا ذلك وقد وثق التاريخ كل الحقائق.

التاريخ  لايجبرك  ان  تعيد اخطائك ولا يتبلى عليك،  بل   هم  من  اختاروا وسلكوا  طريقا مكرر  بالفشل  فما كان للتاريخ  الا   ان  يعيد اليوم عنهم  نفس السطور  ونفس السيرة الخاسرة والعقلية الخالية ، فمن   البديهي والعلمي ايضا في لغة السياسة وهو ادنى علم فيها ان السياسة هي فن الممكن  ومن  المفهوم  عنها انه لا عدو دائما  ولاصديق  دائم  وانما هناك  مصالح  تبقى دائمة وايضا  يمكن القول عنها   ان  عدو  الامس صديق اليوم.  تلك ابسط المفاهيم  السياسية  ويمكن  لأغبى  سياسي  ان  يفهمها ، اذا  فكيف تضمن  بقائك  في سلطة   وانت تستبعد وتقصي اقرب الاطراف السياسية  التي  تنتمي  لنفس  منطقتك الجغرافية . كيف  يعقل  ان ترى نفسك سائدا وانت مقبل  وملزم  في مشاورات  حقيقة مع  اطراف  الوحدة بما فيهم الحوثي الذي  ينتظر  منه العالم  مجرد الموافقة  وقبوله  في  اي  مشاورات سلام  سيمنحه العالم  اجمع  اكبر. الضمانات للحفاظ على الوحدة بمافيهم  الدول  الداعمة لك،  جميعهم يستعدون  لمنحه ضمانات كافية  لذلك .
اليوم وبما  انك  قد  اصبحت  جزء  من  منظومة  العمل السياسي للسلطة في  البلاد  بشكل عام فهذا  يعني انك قد اصبحت  حسب  نظريتك ستكون  طرف مناصف لسلطة الوحدة  اليمنية ً في مرحلة انتقالية مزمنة سيشترك فيها  كل الاحزاب السياسية  يعني فانت بالتاكيد  مقبل على منافسة  سياسية  متعددة،  اي  انك  بعد اي  مفاوضات سلام  شاملة ستكون  مجبر على خوض التحدي  لانتخابات عامة تحتم  عليك  جمع  نصف  الاصوات في  الجنوب  والشمال حتى تحصل  على نصف السلطة في كل  مقاعدها  وبما انك  قد كسبت شرعيتك من خلال  مصادقة  مجلس النواب عليك فهذا يعني انك  ستكون  متمسك  بشرعية  هذا المجلس  الذي منحك.  الثقة وهذا يعني انك لو بلغت  عنان  السماء  لن  تحصل حتى  على  ربع  مجلس النواب 
 ولن  تجد نفسك بعد اول منافسة الا  خارج  السلطة ، ولهذا  ستبقى  العزة  لمن  غاب  عن  المشهد السياسي .. لعدة  اسباب. 
اولاً  ان تلك  الاطراف خاصة  الجنوبية الغائبة  هي في  نظر  كل  الجنوبيين  والشعب  اليمني  بشكل  عام  بريئة  من   اجهاض  مشروع  الدولة اليمنية  التي  اسقطها  الحوثي  والتحالف. 
ثانياً  انها  لم  تدعي  يوما  انها  الممثل الوحيد  لمشروع  الدولة  الجنوبية  وثورتها  وحراكها السلمي  واهدافه  وتطلعاته..  كما ان فشل المنفردين  مرتين  بالتوقيع  على الوحدة  قد  استكملوا  عدد مرات  الكذب الخداع ولن تجد اي  عقل  يصدقهم  او يثق  بهم  واصبحت  ورقة الجنوب وقضية الجنوب  ودغدغة مشاعر الشعب  اسطوانة  مشروخة  لن  تاتي  نفعا  بعد الان  .
 


قاسم القاضي **