آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-09:44م

يا حلو يا أخضر اللون ..!

الجمعة - 29 أبريل 2022 - الساعة 09:03 م

محمد علي العولقي
بقلم: محمد علي العولقي
- ارشيف الكاتب


و بدأ العيد في عدن قبل أوانه .. بدأ مبكرا على صخب بيارق الهاشمي .. هناك في (الشيخ) حيث نادي الوحدة تحول إلى نافورة فرح معلبة بأضواء الأخضر، و حيث يشرب الوحداوية كؤوس الفرح من ماء نبعه.
* هذا النادي العريق الذي صار لمحبيه أوفى رفيق و أحلى رحيق..هنا في (الشيخ) أصبح الوحدة شهيق عدن و زفيرها ..و إلى أن يستيقظ فرسان العميد من سباتهم الذي طال و طول سيبقى الوحدة عنوانا مثيرا للكرة العدنية ..
* هذا (الأخضر) صار صديقا للبطولات .. خليلا للكؤوس .. رفيقا لألقاب ترفع الرؤوس .. و تهدي النفوس .. ففي كل بطولة العروسة للعريس (الوحدة) و الجري للمتاعيس ..
* سنوات الجفاف طالت على الوحدة حتى ظن البعض أن (اللعنة) صيفت على مياهه الجوفية و رقعته الجغرافية.. نفرت عنه البطولات و ابتعدت عنه الألقاب .. و لأن دوام الحال من المحال فإن شمس البيارق أشرقت على عدن من عين حمئة .. توارى من تصدروا المشهد و بقي الوحدة يفوز و ينتصر و يلتهم الألقاب واحدا بعد الآخر، فيما يكتفي منافسوه بمحاولات خجولة تنتهي دون حمص أو فاصوليا. 
* شهية صقر وحدة عدن مفتوحة .. يبدو شرها و هو يطارد فرائسه .. يلتهم ما خف وزنه و ثقل.. و لا يبقى في سماء عدن سواه.. يفرد جناحيه و يسن منقاره لجولة قادمة و البادي أظلم ..
* بالأمس عملها نادي الوحدة يا ناس شل الدوري و شل الكأس على رأي المنولوجست العدني الضاحك محمد علي كعدل .. و اليوم كر و فر في مختلف الملاعب فأنهى المتاعب و تجاوز كل المصاعب .. وعاد من جديد يرسو على حناجر محبيه وهم ينشدون بالطول بالعرض الأخضر يهز الأرض ..
* اليوم أكمل لكم الوحدة أفراحكم .. جاء بالعيد من وحي الفوز ببطولة (المريسي) الرمضانية .. جاء من جديد ليشعل معبد الذكرى حين كان وحدة عدن تاريخا يحمل بين دفتيه جوانب وطنية بحتة ..
* هذا الملثم الأخضر احتفل بعيد الفطر على مائدة شمسان .. التهم كل حبات البرتقال  وما تبقى عصره في بوفية ملعب الشهيد الحبيشي .. هذا هو الأخضر اليوم توحش  و صار غولا لا يشبع بطولات و لا يرتوي ألقابا ..
* منذ أن فرض الوحدة نفسه كيانا يوازي تاريخ مماليك و دويلات و هو يزهو بأرقامه.. يفاخر و يمشي الهوينا.. الوحدة اليوم يذود عن الكرة الجنوبية يصونها و يحميها من ترف المزورين و المتلاعبين بالتاريخ.. في تقديري لا توجد قوة كروية عظمى في الجنوب كوريا سوى قوة نادي الوحدة..و هو الوحيد القادر على تصفية حسابات الكرة الجنوبية مع من جردوها من نياشين مجدها في زمن السطو على معالم و تراث و تاريخ الجنوب.
* لم يكن فوز الوحدة ببطولة (المريسي) غريبا على عشاقه.. بل الغريب و المريب أن تذهب البطولة إلى سواه .. بالأرقام الوحدة بسط نفوذه على كل شيء .. فاز ثم فاز إلى أن أصبح ديكتاتورا مدمنا للانتصارات .. و راقص لاعبوه الشباك بغزارة أمطار المنخفض الجوي .. و صان أمان مرماه حارس رفع يافطة كتب عليها:
ممنوع الاقتراب أو التصوير أمام مرمى وحدة عدن ..
* لكم اليوم يا بيارق الهاشمي أن تشربوا نخب فوزكم حتى يذهب الظمأ و تبتل العروق.. لكم اليوم أن تغنوا للعيد.. أن تحولوا ليالي عدن إلى كرنفال أخضر جهيش مليان فيه كل ألوان متعة و فنون  (الفنتاستيك) ..
* لكم اليوم حروف الهجاء تتشكل و تمنحكم أحلى برقيات التهاني .. لكم اليوم غير بحر عدن واجهة بوصلته ليفيض  عليكم من خيره و كرمه .. لكم اليوم غير الشعر مضارب بني عبس و حلت القافية ضيفا على ديار الفيحاء .. لكم اليوم يتوقف الزمن قليلا ليمنحكم مقامة من مقامات زمان الوصل .. لكم اليوم تنحاز الملاحم فتكتب على جبين رابيتكم الخضراء (إلياذة) عشق ضلت طريقها عن بلاد الأغريق، فهبطت عليكم من وحي دائرة المعارف تهلل و تنشد لناديكم: يا حلو يا أخضر اللون..!