آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:01ص

دور المجتمع المدني في تحقيق السلام في اليمن

الجمعة - 29 أبريل 2022 - الساعة 01:24 م

عبدالرحمن علي علي الزبيب
بقلم: عبدالرحمن علي علي الزبيب
- ارشيف الكاتب


يمتاز المجتمع المدني بالمرونة وسرعة التحرك والاستقلال وهذه المميزات تجعل منه منظومة فاعلة في تحقيق السلام وبناء جسور إيجابية للتواصل بين الأطراف لإعادة الثقة والوصول الى نهاية للحرب ووقف اطلاق نار دائم كما ان للمجتمع المدني دور إيجابي في رفع مطالب الشعب ووضعها ضمن أولويات أي مفاوضات ..

البعض يطرح ان هناك غياب وتغييب لدور المجتمع المدني في اليمن في مفاوضات وجهود السلام في اليمن رغم الانتشار الواسع لمنظمات المجتمع المدني والذي يزيد عددها عن عشرة الف منظمة في جميع محافظات اليمن استمرار حصر مفاوضات وتفاهمات السلام في اطراف الحرب دون اشراك للمجتمع المدني سيكرر الفشل والاخفاق في المحاولات السابقة الذي لم يكتب لها النجاح لعدم وجود طرف ثالث في تلك المفاوضات يكون شوكة ميزان وعامل تقريب بين الأطراف وضاغط على المتنصل من أي تفاهمات إيجابية .

كلما كان المجتمع المدني ملامس لهموم واحتياجات واولويات الشعب كلما كان له دور اكبر في أي جهود إيجابية باعتباره معبر عن صوت الشعب .

لن تتوقف أي حرب الا بمفاوضات يضع كل طرف ألوياته وشروطه والمجتمع المدني يعتبر طرف ثالث مستقل عن الطرفين .

مشاركة المجتمع المدني في تلك المفاوضات سيكون له دور إيجابي في تعزيز الشفافية في جلسات المفاوضات وعامل ضغط إيجابي لتقارب الأطراف والوصول الى نقاط تفاهم يبنى عليها اتفاق سلام و ازالة أي شكوك او تخوفات لدى الأطراف ..

وفي هذا النطاق تم يوم الأربعاء 28-4-2022 عقد اجتماع إيجابي ضم منظمات مجتمع مدني يمنية و ناشطين حقوقيين من عدد من محافظات ومناطق اليمن بمشاركة السفير البريطاني في اليمن و بتنسيق من مؤسسة تمدين شباب لمناقشة دور المجتمع المدني في إنجاح الهدنه وتحقيق السلام المستدام في اليمن ..

تم دعوتنا من شباب تمدين للمشاركة وبالفعل كان النقاش والطرح إيجابي ورائع  لتوضيح أولويات الشعب اليمني لتحقيق سلام مستدام في اليمن والدور الإيجابي للمجتمع المدني لتحقيق ذلك..

في البداية طرح رئيس مؤسسة تمدين شباب موضوع الملف الاقتصادي في اليمن وأهم منحه أولوية وتحييده عن النزاع لما للملف الاقتصادي من دور هام في تحقيق السلام في اليمن وتوقيف التدهور في الوضع الإنساني في اليمن تدهور الاقتصاد في اليمن يفاقم من اثار الحرب ويعرقل تحقيق سلام مستدام في اليمن لتأثير تدهور الملف الاقتصادي على وضع الشعب كما تطرق رئيس تمدين شباب الى أهمية الاشراك الحقيقي للمجتمع المدني في جهود  ومفاوضات السلام كون المجتمع المدني اليمني اكثر الماماً بالوضع والأطراف وبإمكانه لعب دور إيجابي ومحفز لتحقيق السلام .

 أوضح السفير البريطاني في اليمن أهمية استغلال فرصة الهدنة للبناء عليها وقف اطلاق نار شامل و ان يكون للمجتمع المدني دور إيجابي لإنجاح الهدنه وتحقيق وانفاذ كافة النقاط الذي تم التوافق عليها ومنها فتح مطار صنعاء الدولي و فتح كافة الطرق والمنافذ وكافة الملفات الأخرى وصولاً لتحقيق سلام مستدام في اليمن وأشار الى ان هناك توافق عالمي لإيقاف الحرب في اليمن وان تكون الهدنه فرصة لتعزيز الثقة بين الأطراف وصولاً الى مفاوضات سلام.

بدورها أوضحت منظمات المجتمع المدني  المشاركة في الاجتماع رؤيتها ومقترحاتها لإنجاح الهدنة وتحقيق السلام في اليمن وتطرقت الى اهم الأولويات كالتالي :

1-    تحريك ملف الاسرى والمعتقلين وتنفيذ عمليات تبادل اسرى شاملة وواسعه بين الأطراف لما لذلك من دور إيجابي لتعزيز الثقة بين الأطراف وخلق مزاج إيجابي يعزز جهود تحقيق السلام وان توقف ملف اسرى الحرب له دور سلبي لإنجاح الهدنه وتحقيق السلام كما يستلزم تحسين الوضع الإنساني للسجناء والمعتقلين وتحسين أوضاع مراكز الاحتجاز ..

 

2-    المسارعة في معالجة ملف خزان صافر العائم في الحديدة والذي قد يتسبب انهياره في تلوث بيئي خطير على اليمن وعلى دول الإقليم وكارثة بيئية خطيرة يمتد اثارها لسنوات وعقود قادمة واهمية ان يكون للمجتمع المدني دور إيجابي في تفاهمات ومفاوضات معالجة ملف صافر وان تكون الهدنه فرصة لإحداث اختراق إيجابي في هذا الملف لمعالجته .

3-    أهمية تعزيز الشراكة الإيجابية بين منظمات المجتمع المدني في شمال وجنوب وشرق وغرب اليمن وان يتم انشاء شبكات مجتمع مدني تشمل منظمات مجتمع مدني من جميع مناطق ومحافظات اليمن لتعزيز جهود التعاون الإيجابي والتكامل بينها وان يكون ملف السلام من اهم الملفات التشاركية التي تعمل عليها منظمات المجتمع المدني ضمن شبكات وطنية وافساح المجال للمجتمع المدني للتحرك دون قيود في جميع مناطق اليمن.

4-    تفعيل دور المرأة اليمنية في جهود السلام لما لها من تأثير إيجابي في المجتمع ونشر روح وثقافة السلام في المجتمع .

5-    ابدى المشاركين تخوفهم من انتهاء فترة الهدنة الشهرين         دون احداث خطوات إيجابية في النقاط الذي سبق وتم التوافق على انفاذها اثناء الهدنه من فتح مطار صنعاء وفتح الطرق والمنافذ وتبادل شامل لأسرى الحرب ويأمل الجميع أن يتم تمديد الهدنه لفترة أخرى لإفساح المجال للوصول الى معالجة إيجابية وتحقيق وانفاذ النقاط المتوافق عليها .

وقد توافق الجميع على أهمية تعزيز دور المجتمع المدني لتسريع الخطوات الإيجابية نحو تحقيق سلام مستدام في اليمن وان يتم اشراك المجتمع المدني في كافة جهود ومفاوضات السلام في اليمن ...

وبالاطلاع العام على فرص  تحقيق السلام وأهم  الملفات الذي سيكون لمعالجتها دور إيجابي لتحقيق لإنجاح الهدنه وتحقيق سلام مستدام في اليمن :

1-    صرف جميع مرتبات جميع موظفي الدولة في اليمن وفقاً لكشوفات عام 2014م المتوافق عليها منذ انقطاعها وحتى الان واستمرار الصرف دون توقف ودون شروط وبما يحسن ذلك من الوضع الإنساني لمليون ونصف اسرة يمنية كانت تعتمد على مرتبات موظفي الدولة لإعالتها وتغطية احتياجاتها والذي فاقم انقطاع المرتبات من الوضع الإنساني لتلك الاسر كما ان توقف المرتبات أثر بشكل خطير على توزيع السيولة النقدية وتفعيل العمل النقابي الإيجابي الضاغط لتحقيق ذلك.

2-    المسارعة في ايفاء المجتمع الدولي بالتزاماته في إيداع الوديعة النقدية في البنك المركزي اليمني بالإضافة الى المبلغ الذي تم الالتزام به في مؤتمر المانحين الأخير لما لذلك من دور في تحسين قيمة العملة الوطنية وانعكاس ذلك ايجاباً في خفض أسعار السلع والخدمات الذي ارتفعت الاسعار بشكل خطير وفاقمت من تدهور الوضع الإنساني في اليمن وإمكانية الحصول على دعم إضافي .

3-    توسيع أنشطة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في اليمن خلال فترة الهدنه وايصالها الى اكثر عدد ممكن من الشعب اليمني وبذل الجهود لعقد مؤتمر مانحين جديد وطارئ لتغطية تكاليف أنشطة الإغاثة الاستثنائية والموسعة خلال فترة الهدنة .

4-    بذل جهود إيجابية لتمديد الهدنة لإفساح المجال لتحقيق اختراق إيجابي وتحقيق تقدم في النقاط الذي تم التوافق على انفاذها خلال فترة الهدنه خصوصاً وان فترة الهدنة قد انقضى نصفها دون تحقيق تقدم إيجابي في النقاط المتوافق عليها عدا وقف اطلاق النار مع اختراقات محدده لها في عدد من المناطق كون انتهاء فترة الهدنه دون تحقيق تقدم إيجابي في النقاط المتوافق على تنفيذها اثناء الهدنه سيتسبب في استئناف الحرب واطلاق النار وبشكل اكثر عنفاً من سابق بسبب انعدام الثقة بين الأطراف وتبدد الامل في السلام خلف دخان بارود الحرب رغم املنا في تحقيق وانفاذ النقاط المتوافق عليها خلال فترة الهدنه الا انه تمديدها سيمنح فرصة أخرى لتحقيق مالم يتم تحقيقه.

5-    اصلاح اختلالات العمل المصرفي  في اليمن وتوحيد البنك المركزي اليمني او على الأقل التوافق على الية موحدة ومستقله لإدارة العمل المصرفي ومعالجة الاختلالات التي تسببت في انهيار العملة الوطنية بشكل متسارع بسبب انقسام وازدواجية العمل المصرفي وتغييب دور البنوك الخاصة في العمل المصرفي والذي تسبب في تحويل العمل المصرفي الى محلات وشركات خاصة يصعب تفعيل رقابة البنك المركزي عليها واهميه توحيد سعر العملة الوطنية بسعر محدد وثابت في جميع المحافظات.

 

6-    أهمية التمهيد لتحقيق عدلة انتقالية بكافة أركانها من جبر ضرر ومسائلة واتخاذ إجراءات لتحقيق سلام مستدام في اليمن تحد من تكرار الحرب مرة أخرى في اليمن بمعالجة جذورها.

7-    تعزيز روح التعايش بين جميع أطياف اليمن دون تمييز ولا استثناء ولا اقصاء كون التعايش سيوقف اهم محفزات الحرب من أفعال وردود أفعال.

8-    تعزيز حرية الصحافة والاعلام والحد من القيود عليها وتسهيل تحركات الصحفيين في جميع انحاء اليمن دون قيود لنقل الحقائق من الواقع وتعزيز دور صحفيي وناشطي الداخل اليمني لصناعة مزاج شعبي إيجابي نحو السلام .

وفي الأخير :

نؤكد على أهميه تفعيل دور المجتمع المدني في إنجاح الهدنه وتحقيق السلام في اليمن ..

استمرار اقصاء المجتمع المدني من المشاركة الإيجابية في جهود السلام في اليمن سيوصل المفاوضات والتفاهمات الى طريق مسدود ومثل كل مرة كل طرف يحمل  الطرف الاخر مسؤولية فشل المفاوضات والاخفاق في تنفيذ ما تم التوافق عليه واصبح الجميع في قناعة بأهمية دخول طرف ثالث في المفاوضات وجهود السلام البعض طرح دخول دول أخرى الى جوار الأمم المتحدة لإحداث اختراق إيجابي لتحقيق السلام في اليمن وايضاً بالإمكان ان يكون المجتمع المدني المستقل في اليمن طرف ثالث ايضاً .

دخول المجتمع المدني في جهود السلام كطرف ثالث مستقل ومحايد سيحلحل ويحرك أي مفاوضات سلام ويضمن عدم انتكاستها بسبب ضعف وغياب الثقة بين الأطراف سيكون للمجتمع المدني دور إيجابي في صناعة جسور ثقة ومتابعة انفاذ إجراءات في الميدان تسارع من الخطوات نحو تحقيق سلام مستدام في اليمن .. وسيكون في اقل تقدير شاهد يوضح حقيقه ما حصل ومن تسبب في اخفاق وفشل جهود السلام لتحقيق ضغط إيجابي للعودة الى مسار السلام .

المجتمع الدولي اصبح في قناعة كاملة بأهمية إيقاف الحرب في اليمن واصبح موضوع إيقاف الحرب وتحقيق السلام منوط بالأطراف المحلية بما فيها المجتمع المدني المحلي ..

هناك كثير من الملفات الهامه عالقة ومتوقفة بسبب عدم وجود من يبادر لتحريكها باليات وطرق جديدة يثق الجميع فيها ويسعى لإنفاذها والمجتمع المدني المستقل قد يحقق مالم يستطيع الاخرين تحقيقه ...

الشعب اليمني انهكته الحرب والبنية التحتية المدمرة وتعطل الخدمات العامة من كهرباء وماء وصحة وغيرها وانقطاع مرتبات موظفي الدولة وتوقف التعليم وضعف مؤسسات الدولة وغياب العدالة وتمزيق النسيج الوطني الذي سيتسبب كل ذلك في كوارث لعقود قادمة مازال هناك فرصة كبيرة لتوقيفها قبل ان تتفاقم والأمل معقود في المجتمع المدني في ان يقوم بدور إيجابي مستقل ومهني لتحقيق سلام مستدام في اليمن .