آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-05:04م

إتفاق اليمن إنجاز خليجي

الخميس - 28 أبريل 2022 - الساعة 12:23 ص

عبد السلام بن عاطف جابر
بقلم: عبد السلام بن عاطف جابر
- ارشيف الكاتب


 

في مقالين سابقين خلص التحليل إلى أن القرارات التي صدرت من الرياض، هي جزء من مشروع استراتيجي أعده الأشقاء. وأن مشاورات الرياض كانت كرنفال يمني لتبني القرارات. وقد ثبت صواب التحليل. . .  وتناول هذه الحقيقة يعتبر ثناء  على فعالية تدخل الأشقاء، وليس ذم وتهمة تستدعي قيام البعض بحجب المقالات.  

لأن الذي  حدث عمل صائب بكل المقاييس، وكان مطلوباً منذ سنوات.. سواءً صنعه اليمنيون أو الأشقاء . أكانت قرارت لصناعة السلام مع الحوثي فقط، أو كانت مشروع طويل المدى ليمن جديد.

وأتذكر قبل سنوات أني كتبت مقالات وتغريدات، تدعو التحالف للتغيير؛ لأنه لن ينتصر إلا بتنصيب سلطة شرعية جديدة قادرة على الانتصار بدلاً  من الفاسدة الفاشلة التي نصّبها وشرعنها في 2015 . . وكثير من السياسيين طرحوا نفس الطرح.

وبقراءة سياسية لأحداث الأيام الماضية يتبين أنها نتاج مشروع كبير،   أعده  عباقرة خلال أشهر.. وليس  وليد  حوار  عدة  أيام  في الرياض.. وأفضل  ما يوصف به أنه إنقلاب  أبيض، حتى  الرئيس هادي نفسه شارك فيه.

لقد مرت سبع سنوات من الفشل.. وخلال العامين الماضيين تزايدت التصريحات الدولية الضاغطة على السعودية بأن الحسم  العسكري غير ممكن.. ومع مرور الوقت وتطورات الصراع في أوروبا من المتوقع  تطور الضغط إلى قرار  بوقف  إطلاق النار.

ولم يعد أمام السعودية إلا جولة قتال واحدة تحقق اجتثاث المشروع الإيراني أو تضمن  عدم سيطرته على كل اليمن . . . وهذ  يتطلب  مشروع استراتيجي ينصب قيادة استثنائية، ودستور وهيكل دولة مبتكر،  بدلاً من أدوات الهزيمة (دستور وهيكل جمهورية 1990)

وهذا  ما حدث؛ ومخرجات الرياض بداية المشروع . . . وضعت اليمنيين تحت نفس الضغط الدولي. لأنهم سبب الفشل سبع سنوات، وتكبد المملكة الخسائر المهولة. . . . تجاوزت المملكة خلالها  عن الفاسدين والعاجزين، وغضت الطرف عن  الانتهازيين والمتعاطفين مع العدو، ولم تعاقب الخونة والمتواطئين.

ووضع المشروع موضع التنفيذ مع دخول القتال سنته الثامنة؛ يعني دخول  الأطراف السياسية اليمنية مرحلة الفرصة الأخيرة. فإما تنفيذ المشروع وتحققق أهدافه مهما كلف الثمن أو اعتزال العمل السياسي إلى الأبد.. أو عقاب المتسببين بتعثر المشروع.

والطرف الذي يلتزم بتعهداته ، وينفذ المهام الموكلة إليه، يضمن في المستقبل دعم الأشقاء، وتحقيق ماوعدوه به سراً خلف كواليس مشاورات الرياض. ونتمنى أن يكون المجلس الانتقالي هذا الطرف.

فكما قلنا سلفاً  "المشروع مطاط" أعده عباقرة يستحقون الثناء على براعتهم. لقد نجحوا في جعله قادر على تحقيق أهدافه  مهما تغيرت السيناريوهات على الأرض..يحمل أوجه متناقضة في آن  واحد.؟
فله وجه يقول أنه (مشروع يضمن وجود دولة يمنية على الأرض المحررة لايحكمها المشروع الإيراني). في حالة صدور قرار دولي بوقف اطلاق النار قبل تنفيذه.

ويراه آخرون (مشروع معركة فاصلة لتحرير الشمال من سيطرة -أنصار الله- أتباع إيران وعودة اليمن الموحد). إذا نفذت الأطراف الشمالية واجباتها في المعركة.

ووجه ثالث يقول (مشروع استقلال دولة الجنوب) . إذا نفذ الجنوبيون  المهام الموكلة إليهم، التي  تعهد بها المجلس الانتقالي. ولن يتحقق هذا  إلا إذا وحد الانتقالي الجنوبيين، وأخرجهم  من حالة التمزق والإقصاء،  والتي تشبه حالة الجنوب في حرب 1994.

وهنا يتبادر سؤال منهجي لابد منه؛ هل يجوز للأشقاء هذا التدخل، أم أنه  "احتلال سعودي إماراتي" كما يقول الكثير من السياسيين اليمنيين.؟
في المقال القادم إن شاء الله بحث عن جواب لهذا السؤال.

وللحديث بقية
عبدالسلام بن عاطف جابر