آخر تحديث :الثلاثاء-22 أكتوبر 2024-10:26ص

اللون العدني

الأربعاء - 27 أبريل 2022 - الساعة 10:02 م
حسين الوحيشي

بقلم: حسين الوحيشي
- ارشيف الكاتب


مما لاشك فيه أن هناك معطيات وعوامل كثيرة ساعدت على ظهور اللون العدني استناده إلى شقين لاينفصلان عن بعضهما

الشق الأول/ البعد التاريخي والثقافي لمدينة عدن كميناء بحري والهبة السماوية التي خصها المولى عز وجل في موقعها الجغرافي كمدينة ساحلية لموقع حساس وشديد الأهمية استراتيجيا واقتصاديا وبالتالي نهضة اقتصادية وتبادل تجاري مع دول شرق افريقيا وشرق آسيا يرافقه تأثر ثقافي من ثقافات تلك الدول المرتبطة بنشاط تجاري مع أيقونة المدائن عدن حيث كانت ترسوا تلك السفن في الميناء و أثناء تفريغ حمولتها تقام الرقصات والاهازيج للتعريف عن ثقافة وفولكلور تلك المدن وينتج عنه اشكال وأنماط وايقاعات ساهمت فيمابعد بتاثير فني واضح على تراث هذه المدينة على مدى مئات السنين..


الاغنية العدنية والارهاصات الموسيقية المجاورة
التزمت الموسيقى الهندية بالايقاع الطبلة وقليل من الوتريات اهتمت بالرقص
التزمت الموسيقى العراقية بالمقامات العراقي بالشجن وايقاع الدوربوكة يكاد ينعدم الرقص
التزمت الموسيقى السورية واللبنانية والفلسطينية  بالايقاع الراقص لدبكة والمواويل 
ولكن تطورت الموسيقى عندهم بالغناء الكنسي
والذي بالتالي حررهم من الدبكة قليلا
الكويت مزجت بين العراقي والربابة البدوية
من الاردن وسيناء والسعودية طغت الربابة على موسيقاهم 
جاء الى عدن الدان البدوي من شق عدن
وجاء القنبوس من المخاء والحديدة 
وجاء معها الايقاع الافريقي السريع
وجاءت الموشحات الانشادية الدينية من تهامة والمناطق الزيدية
واتت ااشعار الاغنية الصنعانية
وكذلك جاء الفن السواحلي من شرق افريقيا
اللون اللحجي المميز
ومن الفن المصري القديم والحداثي لمسيقار العرب عبد الوهاب جاء الاغنية المصرية الرقيق الغنية بالفن الاوربي واللاتيني والافريقي
ومن كل ذلك المزيج والرفاهية الاقتصادية والتواصل والتأثر والتاثير جاءت الاغنية العدني

وتحررت من سيطرت الايقاع والنمطية والقولبة و تغيرت وتعددت الكوبليهات في الاغنية العدني وتنوع الاركستراء الموسيقي وادرج الوتريات مع النحاسيات فكان هناك الشيلو والكونتر باص والاكورديون الهارمونيك والربابة والعود والقانون والطبول الاتيني والدف والصنجات وتعامل وقبل  كل انواع الادوات الموسيقية ومع شاعرية الكلمة ورومنسية الادب وغزارة المعاني وشبق الحب

وان في الندوة العدنية وريادة الاستاذ خليل محمد خليل ويحي مكي وجميل غانم
الهندي الفارسي المقامات العراقية الدان البدوي اليافعي اللحجي التهامي المصري

كما أن هناك ايقاع اختصت به عدن عن غير بقاع الدنيا باايقاع المصمودي والشرح الثقيل والذي كان ملازما لرواد الغناء العدني فترة الأربعينات والخمسنات كمثل الرائد خليل محمد خليل وسالم بامدهف الذي حافظوا على هذا اللون كما هو دون اضافات تذكر.. ومن هنا يأتي الموسيقار احمد قاسم الذي أضاف أسلوب ونمط حداثي تجديدي غير مطروق من قبل لما حمله من منهاج علمي رصين لعلم الموسيقى بأضافة إبعاد درامية موسيقية لأعماله الغنائيه مستفيدا من دراسته الموسيقية المنهاجية في مصر وكذا زملائه الاخيار النجباء كمحمد عبده زيدي ومحمد سعد عبدالله اضافه الى ظهور اصوات شابه بداية ومنتصف الستينيات كمحمد عبده سعد وياسين فارع وابوبكر فارع ومحمد صالح همشري وغيرهم..

هذا بعض مما يميز الاغنية العدنية با بن غوذل


حسين سالم صالح الوحيشي