آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

تأدية اليمين الدستورية ليس حديث عهد 

الأحد - 24 أبريل 2022 - الساعة 09:38 م

حسن علوي الكاف
بقلم: حسن علوي الكاف
- ارشيف الكاتب


مرت فترات تاريخية يتم فيها تأدية القسم أو مايسمى عند البعض اليمين الدستورية ويختلف من دولة وأخرى و بطرق مختلفة ففي بعض دول  يتم القسم بوضع يده اليمنى على كتاب الله ويتلفظ بالقسم والبعض بقسم مكتوب متفق عليه حسب دستور ونظام كل دولة وكلها يبدأ أقسم بالله وهي من الضروريات و تأدية القسم ليست حديثة عهد كما يظن البعض بل منذُ الحضارات القديمة ولازالت عملية القسم مستمرةً إلى وقتنا الحاضر و لم يكن القسم محصوراً على الساسة فقط هناك القسم العسكري ويشمل الكليات العسكرية وهناك القسم الطبي ويشمل خريجي الجامعات والمعاهد الطبية و الصيدلة و كذا خريجي كلية الشريعة والقانون والمعاهد الدينية وغيرها وهناك كثير من المهن الأخرى تستحق أن يؤدي فيها الخريجون القسم كونها مهما ومرتبطة بالمجتمع و قد كان في وقت سابق إلزامي وعند دخولك إلى تلك المرافق يكون ذلك القسم موجوداً بشكل بارز ليذكر الجميع بما أقسم به بعد تخرجه وهو اليوم يزاول تلك المهنة على أرض الواقع لكن في العقود الأخيرة أصبح القسم مجرد شكل وديكور دون تطبيق على الواقع والشهود كثيرة مرت علينا جميعاً ولازالت ؛ أتمنى أن يعاد تأدية القسم للجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة عند استلام شهادة التخرج و عسى يشعر الجميع أن المسؤولية أصبحت مهمة وأمانة وضمير على عاتقهم ، قد يشاطرني الكثير أن يكون قسماً الزامياً لكل المهن المدنية و العسكرية سواءً عند التخرج أو عند استلام الوظيفة لكن أصبح الكذب والدجل والارتزاق سمات يتصف بها كثير من أصحاب الوظائف الحكومية و غير الحكومية وكما يبدو أن الوازع الديني والضمير لدى الغالبية غاب وحضر النهب والسرقة والرشوة والغطرسة، نتيجة لغياب مبدأ الحساب والعقاب وقد يكون هناك مخلصون وثابتون على ما اقسموا به لهم الخير من الله لكن مايحصل في بلاد الإيمان والحكمة وبلداننا الإسلامية جريمة ووصمة عار؛ لدينا دين إسلامي منهج قويم يجب أن نكون مخلصين لله ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم إن من يقسم اليمين أو لم يقسم اليمين ويخالف شرع الله فإن مصيره العذاب و النار سيكتوي بها جراء ما ارتكبه من جرم بحق والإسلام والدين والأمة ؛ ويرى البعض إنه في حالة خالف القسم يقوم بدفع الكفارة أو يستغفر الله ويعتبر الأمر قد صحح . 
تقدم أحد السائلين لشيخ دين يريد منه فتوى على أن رجلاً فاسداً سارقاً مرتشياً ذهب إلى حج بيت الله الحرام هل يقبل حجه؟ 
رد عليه الشيخ : لا يقبل حجه ولو حج عشرين مرة كون أمواله اكتسبها من حرام. 
اليوم نشاهد الحلف المغلظ وشهود الزور مقابل مال مدنس و الغريب في الأمر أن البعض يذهب للحج والعمرة بظنه إنه بدأ صفحة جديدة لكنه عند الله غير مقبول و جزاه وعذابه مكتوب عند الله وعندها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. 
اللهم اصلح شأننا كله واحفظنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين إنك سميع مجيب الدعاء...