آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-12:22م

ندخل بقى في الغويط يا عم الحج"

الأحد - 24 أبريل 2022 - الساعة 06:08 م

سامي الكاف
بقلم: سامي الكاف
- ارشيف الكاتب


 

كثيرة هي الأعمال الشعرية و الغنائية باتجاه الوطن خلال ما مضى من عمرنا، وهذا الزمان ليس زماني بشهادة ما يجري على أرض الواقع و حال لساني، ومع ذلك يظل أجمل و أصدق و أعظم نص إبداعي باتجاه الوطن تم غنائه و أسر قلوب اليمنيين كما لم يفعل مثله نص من قبل، كان:

"حبي لها رغم الظروف القاسية
رغم المحن
حبي لها أمي سقتني اياه في وسط اللبن"

عندما يكون أي نص مبدعاً فإن من شروطه أن يكون سهلاً و صادقاً حين تقرأه أو يُلقى على مسمعك؛ ومتى ما كان كذلك فإنه ينبض بالروح حقاً و فعلاً، وهكذا فعل نص "حبي لها" حين راح يلامس أوجاع الناس دون أن يفقد ارتباطه الوجداني بوطنه. 
متى ما كان النص مبدعاً فإنه سيأسر القلوب وستظل الناس تعشقه، و بمرور الزمن تُخلّده.
وهكذا فعل غالبية اليمنيين مع هذا النص الإبداعي الخالد للشاعر الفذ حسين أبو بكر المحضار، وأعطت بحة صوت الفنان كرامة مرسال المُعبّرة عن أوجاع الناس بُعداً إنسانياً صادقاً؛ بحة آتية من تراب الأرض وتنوع ناسها البسطاء، أداء صادق آت من روح متعبة لكنها عاشقة لوطن طحنته الظروف القاسية و المحن، فكان اجتماع النص المبدع مع معطيات و مكانة كرامة مرسال الوجدانية في قلوب الناس، عملاً فنياً من صنف السهل الممتنع؛ و لأنه كذلك أحبته الناس و سكن في قلوبها و خلّد نفسه بنفسه إلى يومنا هذا و إلى يوم ما بعد نهاية الكون بمليون يوم.

#سامي_الكاف