وصول الرئيس وأعضاء المجلس وهيئات دولة اليمن الشرعية إلى العاصمة المؤقتة "عدن" ، ماكان له أن يتم لولا تمكين الانتقالي من الشراكة في سلطة الرئاسة وتمكينه من التمثيل السياسي لأبناء اليمني في المجلس الرئاسي للجمهورية اليمنية، وانخراط ألوية العمالقة إلى جانب إخوانهم في الجيش في معارك استعادة دولة اليمن الشرعية والدفاع عن النظام الجمهوري المستلب من الميليشيات الحوثية التابعة لإيران تبعية مطلقة، ماكان له أن يحدث بدون إشراك قيادتهم في المجلس.
كل هذه المعطيات تمثل بوادر خير قادم لليمن واليمنيين في حال صدقنا النوايا حيال بعضنا.
وعلى مستوى إقليمي فهذا الحدث هو الرد السعودي على صحيفة (وول استريت جورنال الأمريكية) على تقريرها الذي نشرته اليوم.
ونحن نحتفي بهذا الحدث لايفوتنا أن نذكر بحجم الدور الذي لعبه الرئيس السابق ونائبه في مواجهة الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة ولايمكننا إنكار ذلك.
لكننا وفي المقابل لايمكننا أن تتجاهل أن المرحلة التي ارتبطت باسم هادي ومحسن كانت قد وصلت مؤخرا إلى أضيق حدودها السياسية.
ليس هذا فحسب بل وينبغي علينا أن نعترف بشجاعه أنه خلال العامين الماضيين كانت كل الأطراف التابعة للشرعية في الداخل اليمني لاتعمل الا لإطالة أمد الانقلاب الحوثي وبطريقة غير مباشرة.
رغم أنه لم يكن لأي طرف اتفاق مع الحوثيين ،ولكن حالة التشرذم والشقاق التي تعيشها القوى المناهضة للانقلاب فيما بينها، هي أهم العوامل التي استثمرها الكيان الحوثي بتخطيط ايراني وحولها إلى عامل قوة يداري بها ضعفه ويغطي بها حالة الياس التي دبت في نفوس أفراده بسبب فشل محاولاتهم الانتحارية في دخول مدينة مأرب الأبية للعام الثالث على التوالي، إذ بلغت خسائر هم في الأرواح فقط مايقارب (65) الف قتيل حتى نهاية العام الماضي.
وايزاء هذه الحالة العقيمة التي كانت لم تعد موائمة لإنتاج اي جديد على أرض الواقع، أصبحت قيادة التحالف العربي أمام خيارين إما أن تعلن إخفاقها في تحقيق أهدافها المعلنة في اليمن وإما أن توفر لليمنيين إطار سياسي حيوي جديد، ويتصف بسعة كبيرة تمكن كل اليمنيين من توحيد صفوفهم بصيغة توافقية منبثقة من قلب المشروعيات الإقليمية والدولية الملتزمة بها دولة اليمن الشرعية في الخارج .
وعندما أعلنت قيادة الرياض عن بدء حملة " اليمن السعيد"، كانت أبرز أهدافها دعوة اليمنيين في الداخل لتوحيد صفوفهم،وبدات قيادة التحالف تحشد كل إمكانياتها الإقليمية والدولية لإنتاج إطار موسع يحظى بموافقة جميع الأطراف ويتسع لمشاركتهم بدون استثناء لاحد ولا إقصاء لأحد.
فاليمن لايمكن أن تستعيد دولتها وعزها وسعادة سكانها وتصبح فاعلة في محيطها الاقليمي، الا بوحدة صف أبنائها.
فالمجلس الرئاسي بطاقمه الراهن وبرئاسة الدكتور رشاد العليمي الرجل المعروف لدى غالبية اليمنيين برصانته السياسية وحنكته الإدارية لم يأتي من فراغ بل جاء نتاج ضرورة يقتضيها الواقع اليمني الذي كان قد وصل فيه المشهد العسكري والسياسي إلى حالة انسداد شامل.
ومن الجدير بنا جميعا أن نحشد كل طاقاتنا الوطنية والاجتماعية خلف هذا المجلس ونمده بكل اسباب التأييد والمؤازرة ليتسنى له تنفيذ مايمكنه من المهام الأولية.
خصوصا المهام المتعلقة بإعادة توحيد القوى الداعمة للشرعية وتوحيد السوق المالية لليمنيين بما يخفف من جحيم معاناتهم المعيشية التي بلغت أقصى حدودها.
وهنا يتبين لنا بوضوح أن المجلس الرئاسي هو في حقيقة أمره فرصة انقاذ ذهبية لنا جميعا في الداخل اليمني ولشركائنا في مجلس التعاون الخليجي .
وهو في المقام الاول إنقاذ لدولة اليمن الشرعية على وجه الخصوص وتحديث لآلية عملها لكي تستمر وليس خروج عنها ولانقيضا لها كما يصفه البعض من شذاذ الآفاق.