آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-07:31م

مأساة العقل اليمني

الأحد - 17 أبريل 2022 - الساعة 01:12 ص

عدنان حجر
بقلم: عدنان حجر
- ارشيف الكاتب


• العقل هو الوعي بالمنطق والحق والجمال , وأن ابتعد العقل عن ذلك الوعي , أصبح مجرد عقل  فارغ من دوره الفاعل في الحياة باعتباره ضمير الله في الأرض..وهذه هي مأساة العقل اليمني.. مهزلة المهازل ومأساة يمر بها العقل اليمني تجعلك أمام بشر يعيشون بأجساد فارغة من العقول كأنما هي تعيش في عصور الجهل والظلام والبابوية الكنسية..ومناقشة قضايا مضت عليها قرون أو قضايا راهنة بدون الاعتماد على بعد النظر في تحليلها.

•حرب ودمار وقتل وجوع وفقر وفساد واغتصاب وتجنيد أطفال وتسول موظفين وانهيار في مختلف المجالات الحياتية, وارتداد تاريخي الى ماقبل المجتمع البدائي , والعقل اليمني صاحب الحلول بين دعاة لاسترداد الشرعية ودعاة لاسترداد الحق الإلهي ودعاة لاسترداد دولة الجنوب ودعاة لاسترداد دولة الجمهورية اليمنية ,ودعاة الأقاليم الخمسة والأربعة والثلاثة والاثنين,العقل اليمني لم يستوعب حتى الآن أن الحرب ليست بين يمنيين بعضهم البعض ولابمشاركة عرب.لم يستوعبوا أن الحرب تدار خارج اليمن وخارج البيت العربي , بل تدار بين الغزاة القدامى المحتلين القدامى , اليمن هي مسرح الحرب فقط..وفي هذه الحرب ليس مسموحا لأحد فيها أن ينتصر.

• ومن مأساة العقل اليمني أن منطقة جعل الدولة أكبر من المجتمع , بل ومقدما عليه , والعكس صحيح .. كما يرى أن الدولة جغرافيا ونظام سياسي وسلطة حاكمة وأجهزة مؤسسية , بينما الدولة هي مظلة  سياسية وإدارية لمجتمع أفراده أو شعبه تجمعهم قواسم مشتركة في الدين واللغة والتاريخ والدم والنسب والعادات والتقاليد والأعراف.

• كيف لهذا العقل اليمني الذي يفترض أن يكون نقيا خاليا من شوائب الارتداد ودوافع الانحياز البرجماتي النفعي والولاءات الحزبية والمذهبية والمناطقية والقبلية والقروية والأسرية , نجده يعبد أصناما عفى عليها الزمن لا تقوى على الكلام فكيف ستحقق التنمية والبناء وتوجد العدل والحرية , وهي تمجد أشخاصا هم من تسببوا في مٱسي ومعاناة الشعب وتدمير البلد , ويتحدث باسم زعيمه وقائده وحزبه وشيخه وسيده , أكثر من ما يتحدث باسم الشعب.

• مأساة العقل اليمني أن شأنه أصبح شأن المريض الذي يفضل اللجوء للااساطير والخرافة والشعوذة بدل عن العلم والفكر والطب .أو شأن من يقوده ابليس مؤكدا  له إن كان طاووسا للملائكة , أو شأن من يرى أن دولته مفككة وشعبه مسحوق ويجي يقول لك نحن قادرون على فعل كذا وصنع كذا...مأساة العقل اليمن أنه يقيم قياساته في القضايا الحساسة على مقدمات خاطئة فتصبح النتائج أما خاطئة أو مجهولة وغير معروفة..ويصر على اقناعك انها صحيحة فيكتشف بعدها أنه كان مخطئا وعقله جزمة نتنة.

•مأساة العقل اليمني أنه يقرر أن أولوياته في الحياة والتاريخ قائمة على الإيمان بالله والأنبياء والملائكة والصالحين وبالركوع والسجود والصوم والادعية المأثورة بينما العمل والخير والحق والصدق ومساعدة وإغاثة المحتاج والمحروم ,  لاعلاقة لها بتلك الأولويات كايمانيات ومسلمات  وقرارات ضمن سجل حياته وتاريخه..فغدا أداة للتضليل والسفسطة والنفاق والتجميل والهدم والتجهيل والتدمير والنهب والحقد والتعصب والكراهية والتحقير , بدلا عن المنطق والحق والخير والجمال والتعاون والبناء والتنمية والتعمير والتنوير..لأن الله هو الحق والدين هو الحق والعمل بالحق هو من الإيمان بالله والقيام بالعبادات.

•مأساة العقل اليمني أن هناك أقلية قليلة شمالا وجنوبا تحصل على كافة حقوقها والأغلبية مسحوقة منهوبة محرومة مدعوسة , والعقل اليمني يرى الظلم والاجحاف وانعدام العدالة،، ويرى المجرمين يتحركون بحرية واللصوص يتحولون إلى أثرياء والسفلة ابطال،، وهو لايتحرك بما لديه من سلاح لوضع حد لهذا الوضع ،، بل يجهدون أنفسهم في التفكير بعاقبة هؤلاء ولا يجدون من يطمئن حياتهم سوى انهم على يقين بأن هؤلاء سيذهبون حتما الى الجحيم.. والحقيقة المرة أن هذا العقل اليمني برمته هو من سيذهب إلى زبالة التاريخ في الدنيا والى الجحيم في الآخرة.