آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:21ص

رحل بصمت

الأربعاء - 13 أبريل 2022 - الساعة 11:38 م
نعمان الحكيم

بقلم: نعمان الحكيم
- ارشيف الكاتب


رحل بصمت وهو الذي ملأ الصحافة المجتمع ضجيجا

نافعا ومحببا لم يصل له احد أقرانه ابدا..

كنت في العام ١٩٧٦م مبتدئافي الف باء الصحافة..وكنت اقرأ (الثوري-١٤ اكتوبر

-الحارس-الجندي

..الخ).

وترسخ في ذهني صورته هنا وهناك..

كانت الثوري ميدانه الارحب..ولا يخلو عدد منها من تحقيقاته بخاصة

في شبوةالتاريخ والعراقة والاثار

وكرم القبائل والرجال ..

كنت منه أتعلم عن بُعد.حتى صرنا بعد سنين قليلة تلميذا واستاذا في (١٤ اكتوبر) تحديدا ثم في مجلة المسار..

توطدت علاقتنا اكثر فاكثروسارت بنا سفينة الحياة وكبرنا دون ان ندري حتى وخط الشيب في رؤسنا..لكن ذاك كان يزيدها ابداعاوعطاء..

كنت اعمل مصححا لبروفات المواضيع قبل طبعها..وهذه بحد ذاتها مدرسة عظيمة دون دراسة او امتحانات..ما مكنني من ان اكون كاتبا بدون ان اخوض في دراسة صحافة واعلام!

في الحرب الظالمة صيف١٩٩٤م على عدن والجنوب عامة

كان الأستاذ الزميل هاشم، الوحيد تقريبا من يقوم بدور الصحفي والكاتب والجندي والبطل بلا منازع..

صباحا كان يأتي الى امام مبنى الصحيفة يأخذ مقالات الزملاء وانا احدهم..ثم يتولى نشرها في ١٤ اكتوبر والراية والجندي لتصل للجبهات على هيئة ورقة ب ٤ صفحات لاغير..

لم نكن نحس بمشقة مايقوم به ولا خطورة ذلك على نفسه!

عاش بطلا ومات بطلا ..رغم المعاناة والمرض والجحود ونكران الدور الذي لعبه صحفيا ووطنيا..

كان شامخا ابيا.لم يمدد يده لاقرب اصدقائه لعفة نفسه وعلو شأنه..هكذا عرفناه منذ الشباب رحمة الله عليه..

رحل وترك لنا مآثر نعتز بها..ولكن عند من يعي ويفهم!

نفتقد اليوم هاشمنا الغالي ،ولن يعوض مكانك احدا، او نجد مثيلا لك..

تعازينا للصحافة والصحافيين ولعدن ولابنة الفقيد..ولنا نحن تلامذته وزملائه ومحبيه.