آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

هل يتجه اليمن نحو الثلث المعطل ؟

الأربعاء - 13 أبريل 2022 - الساعة 10:00 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


 شهدت لبنان أعنف حرب أهلية حيث بدأت في 13 أبريل عام 1975م و أستمرت 25 عاماً ، راح ضحيتها أكثر من 120 ألف قتيلاً و أكثر من مليوني نازح و تدميراً شبهه كلي للبنان و بنيته التحتية .. و على الرغم أن الحرب أهلية بين أطرافاً لبنانية إلا أن الحقيقة أن الحرب كانت بين أطرافاً خارجية و لم تكن لبنان الا ساحتها و اللبنانيون أدواتها و قودها ، فالسعودية كانت طرفاً مشاركاً فيها من خلال دعمها للسنة اللبنانيين و أيران للشيعة و دولاً أخرى كفرنسا من خلال دعمها للمسيحين و حركاتهم المسلحة ..

 أنتهت الحرب في 13 أكتوبر 1990م بعد توقيع إتفاق الطائف الذي عرف لاحقاً بإتفاق الثلث المعطل للسلطة و الحكم بين تلك الأطراف اللبنانية ، فبعد حرباً طويلة لم يستطع أياً من الأطراف المحلية حسم الحرب فأتفقت الأطراف الخارجية على تسوية تحافظ على بقاء أطرافها المحلية  مشاركة في الحكم على أن يكون الحكم توافقي بين تلك الأطراف و يحق لأي طرف أن يعترض على اي قرار يصدر و تعطيله مالم يراه يناسبة و بالتالي فخلال أكثر من 32 عاما من توقيع إتفاق الطائف كان الثلث المعطل معطلا للبنان و مؤسساته  مع معإستمرار الصراع بين الدول الداعمة له في الخارج و في مناطق خارج لبنان.. غُيب الوطن اللبناني في عمل أطرافها المحليين و حضرت  مصالح داعميهم الخارجين على حساب الوطن و هو الأمر الذي أوصل لبنان إلى أن تعلن قبل أيام إفلاسها و تسليم إدارتها المالية و الإقتصادية للبنك و صندوق النقد الدوليين و لن يستثنى بعدها من إدارتها سياسياً لاحقاً ..

 من خلال متابعة المشهد اليمني الآن و ما يحدث في مسقط العمانية من مفاوضات بينها و بين الحوثيين و كذلك متابعة ما حدث في الرياض مؤخراً و تشكيل المجلس الرئاسي يبدو أن الأطراف الخارجية قد تتوصل إلى تسوية بينها لإيقاف الحرب و هذا يعد مطلباً لكل اليمنيين لكن الخوف أن تكون التسوية بين الأطراف الخارجية تشبه ماحدث في لبنان في العام 1990م بتوقيع إتفاق الثلث المعطل للبنان و الذي عطل لبنان و أفلسها مؤخرا .. فمشاورات الرياض نجحت في أن يكون الجنوب طرفاً و الشرعية طرفاً آخر و حال إنضمام الحوثيين إلى مائدة التفاوض فسيكونون طرفاً ثالثاً و حال تقسيم السلطة على هذه الثلاثة الأطراف يكون اليمن دخل في نظام الثلث المعطل للسلطة و الذي من المؤكد أنه سيعطل اليمن إلى الأبد ..