آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:18م

لهذه الأسباب.. ليس بمقدور المجلس الرئاسي التفاوض مع الحوثيين!

الجمعة - 08 أبريل 2022 - الساعة 04:07 م

مصطفى المنصوري
بقلم: مصطفى المنصوري
- ارشيف الكاتب



اعلان الرئيس السابق عبدربه منصور هادي من الرياض صبيحة يوم الخميس الموافق 7 أبريل 2022م تنحية نفسة عن الرئاسة ونقل صلاحياتها الى القيادات الفاعلة لإدارة الدولة معناه طواية مرحلة سابقة عززت كثيرا من الفشل والانتكاسات ، هذا الإعلان وهذا التأسيس الجديد لمنظومة الشرعية السياسية لم يكن وليد مشاورات الرياض في مقر مجلس التعاون الخليجي الممتدة أيام معدودات خلال الفترة من 29 مارس – 7 ابريل / 2022م بل امتداد لمشاورات طويلة بمجملها هدفت لتنقية الشرعية اليمنية من الاختراقات التي عبثت بقراراتها ومواقفها وتشخيصها ومعالجاتها للمواقف المتعددة والمصيرية ، والتي انعكست بمجملها سلبا على اداءها ومكنت الحوثيين على الارض ، من الصعوبة ان يبقى هادي بعد اسقاطه الآخرين ، او ان يبقى رئيسا لمجلس متعدد القيادة الرئاسية ، تنحية هادي لنفسة ساهمت بدرجة كبيرة وبسلاسة لهذا التغيير العاصف ، وهذا الفعل خاتمة جيدة للرجل.
من غير المعقول ان تنعكس ثمار هذا الإعلان سريعا في تعاطيه مع الاحتياجات الملحة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وامنيا ، مجلس القيادة الرئاسي هو مجلس عسكري في ملامحه وتخصص قياداته ، وكأن تشكيلته تعكس دراية التحالف العربي بردود ومواقف الحوثيين الرافضة التعاطي الإيجابي مع هذا المجلس سياسيا ، اعتبر الحوثيين على لسان متحدثهم الرسمي ان حاضر ومستقبل اليمن يتقرر داخله ، واي نشاط خارج حدوده مجرد مسرحيات هزيلة ، وذهبت كثير من قيادتهم الى ان الرئيس هادي غير شرعي ونقل صلاحيته معناه استمرار اللاشرعية لمن يخلفه ، أيضا مازال الحوثيين الى اللحظة يصرون على رفع التحالف حصاره لليمن ، وكذا مطالباتهم تجفيف دعمه للقوات اليمنية المتحالفه معه ، هذا معناه ان المرحلة القادمة لن تتشكل بعد حتى يلتقي كل من المجلس الرئاسي للشرعية والحوثيين للتفاوض المفضي للسلام . 
سفير مجلس التعاون الخليجي في اليمن سرحان المنيخر أكد ان اليمن جزء أساسي في المحيط الخليجي ولن يفرط  في ذلك ، وهذا معناه ان ثمة خطوات يؤسس لها الخليج لإضعاف الحوثيين ، هناك اجماع ان إعادة ترتيب الشرعية جيد ، وهناك أيضا مراقبة للكيفية التي ستعكسها كل هذه القرارات على واقع الاستقرار المستدام لليمن في ظل مجلس يحتاج كثير من الوقت لتفعيل نشاطه مع ملفات غاية في التعقيد سياسيا واقتصاديا وعسكريا وامنيا وعلى واقع يرسم مغادرة التدخل العسكري للتحالف في اليمن ورفض حوثي للتفاوض واقتصاد لن تنعشه منحة الثلاثة مليار السعودية دون معالجات جريئة للفساد الحكومي وفتح الصادرات اليمنية لدعم العملة المحلية .
لن ينهي تعنت الحوثيين وقف تدخل السعودية عسكريا، وليس بمقدور المجلس الرئاسي ان يفاوض الحوثيين رغم مسارعة السعودية فور تشكيل هذا المجلس بضرورة البدء بمفاوضته للحوثيين ، المجلس الرئاسي بحسب اعلان هادي يحتاج مالا يقل عن 45 يوم لصياغة مسودة القواعد المنظمة لأعماله من قبل الفريق القانوني المكون من رئيس وهو إسماعيل احمد الوزير وتسعة أعضاء ، ثم انه الى هذه اللحظة لم يعلن الفريق القانوني موافقته للبدء بتنفيذ مهامه .
حتى الفريق الاقتصادي المكون من رئيس وهو حسام الشرجبي وأربعة عشر عضو نرى ان هناك شكلية مفرطة في مهام هذا المجلس والمتمثلة في دعمهم  للإصلاحات العاجلة اقتصاديا وتنمويا وتعزيزهم للشفافية  وفرضهم النزاهة في أجهزة الحكومة ودراستهم للتحديات وارساءهم أسس التنمية المستدامة وتنويع القاعدة الاقتصادية في ظل اقتصاد قائم على قطرات من المنح ، ومناطق مقسمة متنافرة ، واقتصادين متنافرين احداهما في صنعاء والآخر في عدن ، هناك قناعة ان ثمة معوقات في الجانب الاقتصادي اكثر تعقيدا من المعوقات السياسية ، الحكومة على علاتها مازالت تسيطر على المشهد الاقتصادي والخدماتي والإنساني والإعلامي والدبلوماسي .
إعلان المجلس الرئاسي يعد خطوة مهمة عكستها الحاجة الملحة للمتغيرات العاصفة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وامنيا التي انذرت بلا أدنى شك ان الشرعية سابقا فقدت بوصلتها وطوق نجاتها لكن ثمة ملاحظات وهي هل بمقدور قيادة المجلس الرئاسي ان تتناغم وهي خليط مختلف الأهداف والمطامع؟ ولا يخفي على المراقبين  مكر الواحد للآخر.. وان جمعتهم مقاومتهم المشتركة للحوثيين ، كما ان المجلس الرئاسي سيتحرك على تركة ثقيلة اسستها مماحكات الشرعية سابقا من وزراء ومحافظين وقيادات امنية وعسكرية ، زيادة في ذلك بقاء فاعلية مجلس النواب والشورى ، نقل المجلس الرئاسي بحسب التسريبات الى عدن حتى ينطلق منها لتنفيذه مهامه الرئاسية تعد مرحلة قادمة ليست يسيره ، المجلس الرئاسي يسير على كومة قضايا وإرث من التناقضات والفساد على طول مناطق الشرعية  وليس بمقدور هيئة التشاور والمصالحة الخمسينية العدد حلحلتها ، لا نعتقد ان بمقدور المجلس مفاوضة الحوثيين انطلاقا من هكذا أرضية ، وقد يناله كثير من السخط الشعبي اذا فشل في إخراج الناس من معاناة الفقر والجوع .