آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-09:07ص

مكاسب وخسائر القضية الجنوبية في مشاورات الرياض

الجمعة - 08 أبريل 2022 - الساعة 02:50 ص

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


  بُعيد الإعلان عن إنتهاء المشاورات اليمنية - اليمنية في الرياض و التي كان من أبرز مخرجاتها تشكيل مجلس رئاسي و لجاناً ميدانية تعمل في الميدان لتنفيذ بنود الإتفاق السياسية و العسكرية و بقية المحاور الأخرى .. خرج الإعلام الموال للمجلس الإنتقالي مصراً على أن مخرجات المشاورات تعد نصراً حققه وفد المجلس الإنتقالي بشأن القضية الجنوبية و بالذات فيما يخص إنتزاع المناصفة في المجلس الرئاسي و كذلك حضور من يمثل الجنوب في أي مشاورات أو تسوية نهائية لإقاف الحرب ..

  الحديث عن النصر في إنتزاع مناصفة مجلس الرئاسة فلا يعد نصراً أو مكسباً لقضية الجنوب بل خسارة أخرى أضيفت إلى خسائرها السابقة منذ إستفراد المجلس الإنتقالي و إستحواذه بتمثيلها ، فالمناصفة التي يتحدث عنها إعلام المجلس الإنتقالي لا تخدم القضية لهشاشتها و ضعفها لتباينات واضحة في الولاء و الإنتماء السياسية لأعضاء النصف الجنوبي  ، فالعليمي تعزي أكثر من كونه شبوانياً و إصلاحياً ترعرع في مخيمات جماعة الإخوان و هو يفتخر بذلك و لا ينكره ، أما العم فرج معلوم عنه مواقفه المتذبذبة و لاحظنا ذلك خلال فترة توليه حكم محافظة حضرموت ، و عن المحرمي فهو إماراتي الصناعة و الولاء و سلفياً لا يخرج عن طاعة أولياء الأمر ، و بالتالي فمن تبقى للجنوب في المناصفة فهو الزبيدي عضو مجلس الرئاسة اليمني و هذا اذا أفترضنا أنه لا يزال يعمل لصالح القضية الجنوبية و بالتالي فالمكسب أفتراضياً هو عضواً واحداً من بين الثمانية الإعضاء الذين يمثلون المجلس الرئاسي ..

  أما عن المكسب الآخر الذي يتحدث عنه إعلام المجلس الإنتقالي و هو الإتفاق على أن تكون القضية الجنوبية حاضرة في المشاورات النهائية فهو بند غير ملزم و لا مكتوباً في مخرجات مشوارات الرياض و لو أفترضنا جدلاً أنه ملزماً فمعلوم أن من حضروا مشاورات الرياض سيمثلون فريق التفاوض أمام الحوثيين حال موافقتهم بالتفاوض و الحوار و بالحديث عن المناصفة ففريق مشاورات الرياض سيوزع مناصفة بين الشمال و الجنوب فإذا كان الفريق مكوناً من أربعة أعضاء فسيكون نصيب الجنوب عضوين و عضوين للشمال و مثلهم من الحوثيين و بالتالي سيكون أجمالي عدد المتفاوضين ستة أعضاء من الشمال و عضوين من الجنوب مع التأكيد أن عضوي الرياض الشماليين و الأربعة الأعضاء من الحوثيين سيتحدون في مواقفهم بالنسبة لأي طرح للقضية الجنوبية و كذلك لا يمكن التكهن بموقف العضو الجنوبي الآخر حال تم إختيار عضو جنوبي من المجلس الإنتقالي و عضو جنوبي من خارج المجلس كما حدث في إختيار أعضاء مجلس الرئاسة في النصف الجنوبي و بالتالي فلا مكسب للقضية الجنوبية عند الحديث عن نصر تحقق لها في حضورها في التسويات النهائية .. إضافة إلى ذلك فلن يذهب أي فريق تفاوضي يمثل مخرجات الرياض قبل أن تتم هيكلة قوات الأمن و الجيش و المقاومة و دمجها تحت مظلة وزارتي الدفاع و الداخلية و هو الأمر الذي يفقد القضية الجنوبية قوتها العسكرية و تواجدها على الأرض و هذه خسارة كبيرة و مجحفة تجاه قضية الجنوب ..

 و لعل أكبر الخسائر لقضية الجنوب في مشاورات الرياض تمثلت في سعي ممثليها في المشاورات للحصول على المناصب و إستحقاقاتها مناصفة أو غير المناصفة الأمر الذي حول مطالب الذين ينادون بالإستقلال و فك الإرتباط إلى مطالب حقوقية فقط يمكن حلها عن طريق المناصفة في إطار اليمن الموحد ..