آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-05:21م

مشاورات الرياض بين معوقات الانتقالي وإختيارالوفد المفاوض!

الأربعاء - 06 أبريل 2022 - الساعة 01:52 ص

مصطفى المنصوري
بقلم: مصطفى المنصوري
- ارشيف الكاتب


إعلان هدنة مؤقتة وان كانت محددة الفترة الزمنية بين طرفي الصراع وسريانها واقعا بين الحوثيين والشرعية بهكذا انسيابية يعد إنجاز رائع  لسبب ان الحرب في هدفها  لم تعد  الطريق الأمثل للاستقرار القادم وسيطرة طرف بعينه على الحكم اصبح مستحيل  ، بنظرة سريعة هناك تطورات ملحوظة حيث تبدلت كثير من الرؤى والقناعات واصبح المتمرد سلطة واقع بل سلطة قادمة  مكتملة الأركان ، فتح مطار صنعاء ودخول الوقود اليها من ميناء الحديدة معناه ان القضاء على صبية مران انتهى الى غير رجعة ، لا يمكن عزل تدخلات غاية في القوة على الملف اليمني وصراعاته ، بل أصبحت  نهاية الحرب تقترن بطمأنة كثير من الأطراف الإقليمية والدولية .
من غير المعقول الدخول في تفاصيل عمل المجموعات في مشاورات الرياض التي تحولت فيه كل الأطراف المنطوية تحت مظلة الشرعية اليمنية والمناهضة للحوثيين الى خلية نحل في مقر مجلس التعاون الخليجي في الرياض لانجاز مسودة الحلول للتحديات المختلفة اكانت اقتصادية او امنية او سياسية او إعلامية وفي بضع أيام ، تحدث الرئيس هادي امام الكل  والتقى بجميع القيادات المفصلية للشرعية اليمنية اكان مجلس الوزراء او مجلس النواب والسفراء وقادة الأحزاب ، هذا التجمع الكبير عكس ان مرحلة قادمة  يجب ان تتشكل من تحت هذا الجمع المختلف المشارب والتوجهات .
في البعيد عن عمل المجموعات المقامة في الرياض وتحديدا هناك في سلطة عمان يتم ترتيب المرحلة الثانية وهي مرحلة ايقاف الحرب بصورة نهائية، هذه المرحلة هي المرحلة التي سيتأسس عليها الحل السياسي المستدام عبر التفاوض ، بالنسبة للحوثيين اجنداتهم واضحة للدولة القادمة من حيث الشكل والنظام والاقتصاد والسياسة والعلاقات الخارجية ويتم تهيئة أطراف الشرعية لهذا الامر برعاية  مجلس التعاون الخليجي .
مشاورات الرياض لها هدفين القريب اقناع الشرعية بقبول الحوثيين والهدف البعيد حلحلة المشكل اليمني المعقد دون تداعيات تربك استقرار السعودية والخليج في المستقبل ، هزيمة الشرعية من الحوثيين عسكريا معناه حرب لن تتوقف بين  اليمن والسعودية  وستنحى مناحي اشد ألم على استقرار المنطقة  ، وبقاء الحرب بهكذا تراوح تعد استنزاف مهلكك أيضا للسعودية ودول الخليج خصوصا وان النيران اشتعلت في الأراضي السعودية وتوسعت بفعل الضربات الصاروخية والطيران المسير من قل الحوثيين ، ومستوى التهديد يرتفع كلما طال الصراع اليمني . 
الإشكالية مازالت تحملها الشرعية اليمنية نتيجة تناقضات وتوجهات واهداف كثير من القوى السياسية المنطوية تحت قيادتها لمحاربة الحوثيين، عندما تتوقف الحرب ستطفوا الصراعات بين القوى مختلفة الطموح السياسي وتحديدا بين الشرعية والانتقالي الجنوبي، الانتقالي قوة مؤثرة ومربكة اذا خرجت عن جلباب طاعة الشرعية، قد تخرج للعلن مسودة اتفاق لنتائج المشاورات بعيدة عن اتفاق وموافقة الأطراف وهذا الفعل يمرر كثيرا من تحت هكذا سقف جمعي لكن مصيرية القضية الجنوبية وتوصيفها واستحقاقها السياسي سيربك مشاورات الرياض.
تعنت  الانتقالي الجنوبي سيبنى عبر مطالبته ضمانات استحقاق تقرير مصير الجنوب في اطار مستقل عن اطار الصراع اليمني وهذا ما ذهب اليه عضو رئاسة الانتقالي الجنوبي عمرو البيض في لقاءه مع صحيفة الاندبندنت ولحقه في ذلك رئيس الجمعية الوطنية احمد بن بريك وقياداتهم الاعلامية  ، هناك أيضا توجهات سياسية لكن الأعنف هو التوجه السياسي للانتقالي الجنوبي الذي سيريك محاكاة الاجماع في الشرعية وسيصطدم بقوة مع الحوثيين ، سنرقب نهاية المشاورات في الرياض وبيانها ونتائجها وإعلانها اسماء اعضاء الوفد المفاوض عن الشرعية اليمنية الذي بالتأكيد سينبثق من مقر مجلس التعاون الخليجي بموافقة الجميع وهذا معناه الانطلاق برؤية موحدة بلا تصدعات في جبهة الشرعية اليمنية .