آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-08:19ص

صاحبي و جارة خالته

الثلاثاء - 05 أبريل 2022 - الساعة 11:04 ص

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


قص عليه صاحبي  قصته و قال .. أنا متزوج من بنت خالي و خالي رجل ميسور الحال ذا مال و جاه ، ثم تابع صاحبي و يقول .. و ذات مرة حدثت بيني و بين زوجتي مشكلة أسرية بسيطة على أثرها تركت زوجتي البيت و ذهبت بيت أهلها  بضغط من والدتها زوجة خالي ..  ثم قال.. لم أستطع تحمل البيت بدونها و بدون الأولاد و لهذا بادرت بالاتصال و محاولة تصحيح الوضع ، مرات و مرات لكنها كلها فشلت و وقفت خالتي حاجزاً و سداً منيعاً بيننا لدرجة أنها في الأخير قد منعت اي تواصل بيننا حتى و لو كان عبر الهاتف ..

 قلت لصاحبي و بعدها أيش عملت ؟ قال.. الوالده قالت ما أحد يقدر يلجم خالتك و يحل مشكلتك الا خالك و خالي كان مسافر و أتصلت به الوالده و قال لها أبشري و أعتبروا الموضوع منتهي .. أنتظرنا خالي بعد عودته من السفر و على عكس زياراته السابقة للوالده فقد كانت زيارته لها تلك غير ، حيث جاء محمل بالهدايا الثمينةالغالية و المميزة لأمي و لوالدي و لإشقائي و شقيقاتي و أنتهت زيارته تلك دون أن يتطرق أحد لمشكلتي على إعتبار إنها زيارة عادية و معتادة بعد عودته من السفر .. قلت لصاحبي هاه و بعدين ؟ قال تكررت زيارات خالي و تكررت الهدايا و القات لوالدي و إشقائي و في كل زيارة يكون الحديث عن مشاكل اخواني و اخواتي و صحة والدتي و هكذا لدرجة أنه بداء يتدخل في كل شؤون الأسرة صغيرة كانت أو كبيرة ، مهمة أو غير مهمة .. كثرت الزيارات و أهلي كلهم مستفيدين مال و هدايا  كما أن خالي يحاول من خلال هداياه و زياراته تلك أن يستفيد من الوضع و تسوية مشاكل الميراث مع الوالده حيث أن والدهما قد ترك عقارات و أراضي يحاول خالي السيطرة عليها أو حتى عمل تسويات مع الوالده و يستغل أشقائي أن تكون لصالحه ، الا انا المتضرر الوحيد الذي يعاني و الذي لم يعد أحد مهتماً بمشكلتي أو حتى الحديث عنها و لو تلويحاً ..

 قلت لصاحبي و سكت على هذا الوضع ؟  قال لا و حيث أنني المتضرر الوحيد فقد قررت أن أنتفض و أضع حد لهذا الوضع الذي يستغلونه لمصالحهم و انا صاحب المشكلة الحقيقية ، لهذا فقد ذهبت لخالي إلى شركته و قابلته في مكتبه و دون أي مقدمات قلت له أين أنا و زوجتي و أطفالي من تلك الدوامة التي صنعتوها و أنا أنتظر طويلاً دون أن أرى أي بادرة للحل .. و لن أتلحلح قيد أنملة  من هنا الا بجواب شافي و كافي و بصراحة و وضوح دون تسويف و لا حتى مقدمات ..   عندها لاحظ خالي جديتي و أن الإنتفاضة على الوضع بانت من قبلي و لأول مرة و لم يجد خالي مفر من الأمر و قال.. الصراحة لقد حاولت    لزوجة خالك بكل السبل و فشلت ، لا هنجمة نفعت و لا ليونة و لم أستطع حتى بالمال و العطايا و المزايا التي قدمتها لها و فشلي كان ذريعاً و كنت أماطل و أتهرب منك و لم أستطع أن أخبرك و لأنني خجلت أن أخبرك أن خالتك كسرت ناموس خالك . لكني أوعدك خلال الأيام القادمة سيكون هناك حل من خالك بأذن الله و حينها أدركت أن الأمر سيطول .. غادرت مكتب خالي بعد كل ما سمعته منه .. و قررت انه مادام أنا المتضرر فعلي أن أسعى في كل إتجاه و بكل الطرق لأجد حلا لمشكلتي .. و خلال عودتي من زيارة خالي في الطريق تذكرت أن لخالتي جارة جميلة و ذات مال و تذكرت أنها خلال مراسيم زواجي كانت تتدخل و كأنها أحد أفراد الأسرة .. هذه الجارة تعتبر نفسها من الشخصيات النافذة و ( الهاي و المودرن ) و تحب أن تكون هي الأولى من بين نساء مجتمعها و كانت خالتي و جاراتها يتسابقن و ينافسن بعضهن لكسب ودها و رفقتها.. و لذا قررت الإتصال بها فوراً و بعد محادثة طويلة من المديح و التبجيل طرحت مشكلتي عليها و لم يمر أسبوع واحد على محادثتنا الا وزوجتي و اولادي في منزلي مؤدبة و محملة بالهدايا و كل لوازم البيت و عرض مميز من جارة خالتي أن كل ما سنحتاج إليه سيكون متوفراً حين نبلغها..

  أنتهت قصة صاحبي لكنه أصر أن يكمل الحديث فقال ان قصته تلك تشبه ما يدور على الساحة اليمنية فهو في القصة يمثل الشعب المتضرر من الوضع و مشكلته مع زوجته هي مشكلة الوطن منذ بداية الحرب و حتى اليوم و خاله يمثل السعودية و تدخلها في الحرب و زوجة خاله تمثل الحوثيين و من تحالف معهم أما أمه و أبوه و إشقائه فيمثلون الحكومة و المكونات و السياسية و الأشخاص الذين يشاركون في مشاورات الرياض الآن و الذين عملوا طيلة فترة الحرب مع السفير آل جابر و الذين أستغلوا الوضع للعمل لمصالحهم الشخصية أو السياسية بعيدا عن مصالح الشعب .. و يختم ليؤكد أن لا السعودية و لا الحكومة و لا المكونات و لا مشاورات الرياض قادرين على حسم الأمر مع الحوثيين لا ترهيباً و لا ترغيباً و أن على الشعب أن ينتفض على هذا الوضع بأية طريقة يراها مناسبة او على الأقل فليبحثوا لهم على جارة مثل جارة خالته ..