آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-08:44ص

مشاورات الرياض جمعت الاقفال وتركت المفاتيح

السبت - 16 أبريل 2022 - الساعة 12:00 ص

عبد السلام بن عاطف جابر
بقلم: عبد السلام بن عاطف جابر
- ارشيف الكاتب


 

لا يشك أحد أن بين المشاركين في مشاورات الرياض من خيرة عقول وهامات اليمن من الجنوب والشمال . . . شاركوا في المشاورات لأنهم يحملون هم البلاد، ينشدون له الخير أينما سمعوا الداعي . . . لكن وجودهم لايمنع من الدراسة والتحليل, وتقديم النصح والنقد في نفس الوقت.

ومن العجيب والمثير للسخرية أن يكون "تشخيص الوضع" أحد أهم مواضيع المشاورات.!! عن أي تشخيص يتحدثون والبلاد في السنة الثامنة للحرب والدمار.؟! ألايعلمون كنه هذه الحرب وعفاصها.؟ إذا كانوا لايعلمون فهم ليسوا قادة ولاساسة ولاذوي علم ومعرفة..؟

كثير من المحللين الذين شخصوا الوضع قالوا؛ إن أكبر معضلة أصابت التحالف "التردد" كما قال البروفسور الإنجليزي هارولد لانسكي (إن أخطر مرض يصيب القيادة في الأزمات "التردد" فهو يؤدي بها إلى الضعف والهزيمة وهلاك البلاد). وضرب مثلاً بتردد الحكومات البريطانية بين 1931-1939 وقال لو أن هتلر وجد القوة وعدم التردد في قيادة بريطانيا ماكانت اندلعت الحرب العالمية الثانية.  . . ولو أنها تدخلت في أول تحرك عسكري ألماني -ضد تشيكوسلوفاكيا- ولم تتردد؛ كانت ستمنع احتلالها وتمنع زيادة قوة المانيا بالسيطرة على مصانع تشيكوسلوفاكيا للسلاح . . . وعليه فإن حالة التردد في حسم المعركة تسبب بطول الحرب وزيادة قوة جماعة الحوثي، ودمار البلاد.

وإذا شخصنا الوضع من زاوية أخرى سنجد التحالف وقع في حفرة أخرى (المعلومات الاستخبارية القديمة المنتهية الصلاحية) ومازال حتى اليوم. وهذا جعل التحالف يدعم وينصب قيادات وساسة ومشايخ فاشلة-هزيلة. . . وهذا الخطأ غير مقبول في حالة الأزمات لأنه يتسبب بالهزيمة.؟ وقد تحدث عنه -هارولد لاسكي- وكيف يوثر الفاشلون على القيادة؛ ويدفعونها إلى رفض التغيير والأفكار الجديدة ورفض العقول الراجحة وتتمسك بالمتسلقين أصحاب العقول الخاوية والتافهة؛ وقال لاسكي: إن المتسلقين يتحولون إلى فاسدين، لصوص، مجرمين، عصابات، مرتزقة، خونة وانتهازيين . . . وقال إن أول طريق خروج الدولة من الهزيمة أن تتخلص من المتسلقين, والاستعانة واستشارة وتقريب ذوي العقول .

الرئيس بوتن عندما اكتشف خطأ المعلومات الاستخبارية عن اوكرانيا سجن المسؤل عن ذلك، وغير استراتيجية الحرب. . . لكن التحالف حتى اليوم مازال ينصب هؤلاء المتسلقين؛ ولذلك تجد الأغلبية في المشاورات منهم . . . وهذا مخالف للمبادىء الأساسية لعلم السياسة؛ فالمشاورات التي تهدف لإخراج أي دولة في العالم من أزمة؛ تشترط أن يكون المشاركون من أهل العلم والمعرفة حتى لوكان بعضهم من دولة أخرى . . . وكذلك المشهود لهم بالنزاهة والأمانة، وأهل الوجاهة والتأثير الشعبي، حتى لولم يكونوا موظفين في أجهزة إدارة الدولة.

وللتأكيد على هذه الرؤية نتذكر المشاورات الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية؛ عندما قام السياسي ورجل الأعمال الأمريكي "ديفيد روكفلر" بجمع أكبر مائة عالم أمريكي في كل التخصصات العلمية (أغلبهم من الحائزين على جائزة نوبل). وخصص لهم أحد فنادقه، ووفر لهم كل سبل الراحة. وشكل لهم فريق من السكرتارية كان أغلبهم من حملة الدكتوراة، وهنري كسنجر أحدهم . . . وطلب منهم وضع خطط استراتيجية للولايات المتحدة لمئة عام قادمة. وتم ذلك.  

ختاماً؛ قد نكون مخطئين, ويكون إختيار المشاركين متعمد على قاعدة المثل اليافعي  (من يبي الحيلة "الاحتيال" يجمع المغاليق "الأقفال" ويترك المفاتيح) ولذلك جمعوا الاقفال وتركوا المفاتيح. وسبب ذلك وجود خارطة طريق للحل أعدها الأشقاء في مجلس التعاون, وان في مسقط مشاورات كالرياض.. ويشير لهذه الرؤية قرارات الأمس؛ فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة والهدنة . . . . إلى آخره، والتي بمثابة قبول بشروط الحوثي لوقف الحرب. ولاحاجة لتضييع الوقت في انتقاء المشاركين، وكل شيء كمايقول المصريون "متستف"


وللحديث بقية
عبدالسلام بن عاطف جابر