آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

• سيكولوجية الصيام

السبت - 02 أبريل 2022 - الساعة 11:56 م

عدنان حجر
بقلم: عدنان حجر
- ارشيف الكاتب


• معلوم للكثير أن هناك كثير من الفضائل الدينية والروحية لشهر رمضان ومايقترن به من أعمال يقوم بها الإنسان المسلم  وتوجيهات ربانية ونبوية ينفذها في هذا الشهر الكريم ..كون صيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام,وهو أيضا من أحب الشهور إلى الله.  وفي حديث قدسي : " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به " ..لكن ماقد يجهله كثيرون أيضا إن للصيام فوائد إيجابية للإنسان جسديا وصحياً ونفسياً وسلوكياً..

• فكل الآراء والمقولات والتوصيات التي أوصى بها كثير من الفقهاء والفلاسفة والعلماء والكتاب والفنانين والأطباء والزعامات الإنسانية الخيرة ، أثبتت وأكدت صحة قول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : " صوموا تصحوا ".. فهذا هو الفيلسوف وحجة الإسلام  أبو حامد الغزالي   يقول :  الصيام زكاة للنفس ، ورياضة للجسم ، فهو للإنسان وقاية ، وللجماع صيانة.وفي جوع الجسم ، صفاء القلب وايقاد القريحة وإنقاد البصيرة ، لأن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ، وما أكثر الشجار في الدماغ فيتبلد الذهن ، والصبي إذا ما أكثر أكله بطل حفظه وفسد ذهنه ، احيوا قلوبكم بقلة الضحك وقلة الشبع وقلة الحسد وطهروها بالجوع حتى تصفو وترق.. 

• كما أوصى البروفيسور " نوفن " الذي لقب بأبي السكر في العصر الحديث ، أوصى المرضى بأن يصوموا تماماً عن الطعام ، ورأى الدكتور الأمريكي " ماك فادون "  : إن كل إنسان يحتاج إلى الصيام وإن لم يكن مريضاً ، لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض فتثقله وتقلل نشاطه ، فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه .. وجاء على لسان " المهاتما غاندي " قوله : إن الصيام بالنسبة للروح كالعين للجسد ، فيما تفعله العينان للدنيا الخارجية يفعله الصوم للدنيا الباطنية..وحين سئل الفنان الايطالي : مايكل انجلو ، عن سر صحته الجيدة ونشاطه المتدفق بعد أن جاوز الستين من عمره قال : إنني أعزو احتفاظي بالصحة والقوة والنشاط في سنوات كهولتي إلى ممارستي الصوم من حين لآخر ، ففي كل عام أصوم شهراً ، وفي كل شهر أصوم أسبوعاً ، وفي كل أسبوع أصوم يوماً ، وفي كل يوم أكل وجبتين بدلاً عن ثلاث ..

•  وجاء  على لسان أديب العربية والإسلام مصطفى صادق الرافعي قوله : لو أنصفك الناس يارمضان لسموك مدرسة الثلاثين يوماً.وفي كتابه " معجزة الصوم "  ذكر العالم الامريكي (بول بريج) ان الصوم في رأيه هو الطريقة الوحيدة لتخليص الجسم من السموم التي تنتجها المصانع .. ويقول أيضاً : عززوا قواكم الحيوية بالصوم واتبعوا نمطاً طبيعياً في الحياة وعندها سيولي الوهن بعيداً .. فالصوم من رأي بول بريج ، تنقية داخلية عميقة وراحة فسيولوجية من أجل تجديد القوى الحية..

• فصيام شهر رمضان ــ فعلاً ــ مدرسة صحية ونفسية وايمانية والصيام الحق يعزز في الذات الإنسانية فضائل الصبر والرحمة والتراحم ونقاء القلوب ، ويغرس قيم التعاون والتضامن والايثار والاخلاق النبيلة .ومن الصيام وفيه علاج للتخلص من السلوكيات غير السوية، كالكذب والحسد والنميمة وايذاء الناس . وطهارة الجسد والنفس هي من يستهدفها الصيام الحق ، من خلال تحرر الذات من الآثام والمعاصي وحمايتها من شرور الشياطين المصفدين ..

• فالصائم من أمسك عن المفطرات من طعام وشراب وغيرهما ، متقيا غضب الله وعفا جوارحه عن المعاصي ، ماسكاً لسانه عن الزور والكذب،لا يقول إلا خيراً ، ولا يفعل إلا خيراً ، مداوماً في طاعة الله مكثراً من تلاوة القرآن وسماعه ، مجالساً الاصفياء والاتقياء.داعياً الله لما فيه خيره ، وخير أهله وأسرته ودعوة الصائم لا ترد حتى يفطر ..