آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

إقليم عدن ... لن ينفع المدينة عدن

الخميس - 31 مارس 2022 - الساعة 06:55 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان
- ارشيف الكاتب


 

يصر مجلس التعاون الخليجي في الرياض, و المشاورات مع القوى السياسية على تقسيم اليمن لأقاليم , بهدف تخفيف من سلطة الدولة المركزية , حيث تتسلط دولة العصبية على دولة المدنية .

الإقليم مشروع قد  يفيد بعض المناطق , ويزيد من حجم مركزية دولة العصبية في مناطق أخرى .

عدن في التقسيم وقعت بين سندان ابين ومطرقة المثلث , وهي ساحتهم للصراع منذ 67م , ودمروها في صراعاتهم وعصبياتهم , ومع كل مرحلة صراع , تفقد عدن خاصية من خصوصياتها التي وهبها الله , واكتسبت على مر سنيين من تلاقح الشعوب و الأعراق والأطياف التي جمعتهم عدن , وتعايشوا فيها , واكتست بنسيج متنوع جميل , قابل للأخر , ومتسامح مع المختلف ومتصالح مع الذات , حيث كانت رائدة , وذو فائدة اقتصادية وسياسية وثقافية وفكرية واجتماعية .

لازالت لليوم عدن مهددة بالعنف , ومن يحكمها هو نتاج لمعركة ضد الآخر , وسيبقى يعيش هاجس الآخر , ومرعوب من الانتقام , يعيش بترقب متى سيتلقى رد الصفعة , وكل من يختلف معه يراه خلية نائمة لذلك الاخر , وكل جريمة ترتكب لم تأخذ أطرها القانونية , بل ينظر لها من منظار الحرب مع الآخر , وحتى وان كان المجرم متخفي في إطار السلطة القائمة , ولا نستبعد ان تكون العملية في إطار الشكوك من الاخر, وتصفية حسابات لتثبيت سلطة قوية لمواجهة الآخر , وكل الاحتمالات واردة في ظل معركة مع الآخر .
اذا عدن ستبقى تعيش مركزية سلطة العصبية , ولن تسمح بسيادة النظام والقانون , لن تسمح بعودة الاخر دون ان يكون صاغرا مهان , وبذلك لن يسمح لعدن ان تكتسي نسيج مختلف متعايش , وبذلك لن تكون رائدة , كما كانت , وسيبقى أبنائها متهمون مع الاخر , ومضطهدون من سلطة تعيش وجس الآخر ورهاب الانتقام من الآخر .

نكررها للمرة الالف ان عدن ذات خصوصية سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية , لا تقبل ان تكون ساحة للصراعات والعصبيات , والكراهية والعنصرية , عدن مدينة اقتصادية ومركز تجاري مهم , وميناء حر , يجب ان تكون بعيد من سيطرة دولة العصبية , وتكون لها نظامها الخاص ومنظومتها الأمنية التي تحفظ السكينة فيها والسلم الأهلي , وتوفر الامن والأمان لكل مرتاديها , وخاصة رجال الاعمال والشركات المحلية والدولية متعددة الجنسيات , وراس المال المحلي والدولي جبان ما لم تكن عدن في مأمن من سلطة العنف والعصبية , التي تعكر صفو عدن , وتعيق ريادتها ودورها في نهضة البلد , وخصوصيتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية , هذا اذا أردتم إعادة الأمور لصوبها , وعودة عدن كرائدة في المنطقة , ومنافس اقتصادي قوي , ونقطة وصل بالعالم , وثغر اليمن الباسم , او ثغر الجنوب المتطلع للدولة المحترمة , لا لدولة العصبية , التي تعيش فيها عدن كئيبة بكآبة الممارسات والأعمال الصبيانية , الطائشة والمتهورة , التي أفسدت عدن وواقعها .
اليوم عدن بحكم السيطرة عليها , يتم تجريد أبنائها وكوادرها من وظائفهم المهمة في مؤسسات حيوية ومرتكزات اقتصادية هامة , وان كانت عليهم ملاحظات يمكن إصلاحها , فالبديل كارثة على عدن , انظروا حال النقابات ومنظمات المجتمع المدني , والمؤسسات الخدمية , والمرتكزات الاقتصادية , كل تغيير كان كارثة على واقع عدن , من المحافظ الى مدراء المؤسسات , الى هيئات النقابات والجمعيات السكنية ومنظمات المجتمع المدني , ولازالت عدن تعيش كارثة سيطرة البندقية , الذي تغتال نسيج طيف عدن الجميل , وتنوعها الرائع , يراد لها ان تكون تابع , وستبقى تقاوم التبعية إلى ان يقول الله وكفى المؤمنين شر القتال صدق الله العظيم

احمد ناصر حميدان