ليست عمارة الرويشان الأولى التي تنهار في عدن ، فقد سبقها الكثير من المباني التي تهاوت للسقوط ، لأننا نفتقد الوعي لأدراك ما ينبغي أدراكه ، ولذلك أصبح تقييم المباني العالية في المناطق المطلة على البحر كخور مكسر ، يتم فيها البناء دون الرجوع إلى مختبرات لدراسة مميزات التربة ومدى تحملها لتلك المباني ، فبريطانيا العظمى ، كانت تدرك خطورة التوسع العمراني الرأسي في خور مكسر ، ولهذا سارعت في بناء المنازل الخشبية أطلاقا من دراسات مختلفة نحن لم نعيها ، ولهذا إنهيار عمارة الرويشان تحمل في طياتها رسالة لتخاذل الحكومة والتحالف لأهمالهم في أعادة ترميم ما خربته حرب 2015م ، فأصبح الحديد لتلك الخراسانات الاسمنتية مكشوف لهواء ورطوبة الملوحة في خور مكسر وغيرها ، مما أدى إلى تهالك عنصر الحديد ، خاصة مع شدة الرطوبة في تلك المناطق ،فهناك الكثير من المباني التي تعرضت لاضرار الأعيرة النارية للأسلحة الثقيلة ، ولم يتم ترميمها ، فنحن شعب لم نستفيد من تجارب الأخرين ، وندفع الثمن دائما مع أرواحنا قبل مبانينا ، ولا نعمل الحلول مع أننا نلتمس خطورتها ٠كما إن إنهيار عمارة الرويشان رسالة إنسانية لمالكي مصانع الخراسانات الأسمنتية ، للأخلاص في عملهم ، بالأتقان الصحيح في وضع المركبات والمواد التي تضاف مع الخراسانات الجاهزة ذات التوقيت الزمني المحدد ٠والرسالة الأخيرة لأصحاب النقاط العسكرية الذين يعرقلون حركة سير سيارات الأسمنت الجاهزة ( الخلاطات)، وخاصة وإن مدة فعالية مادة الأسمنت لها زمن محدد ، وكل تاخير يضر أصحاب المباني أو مالكي المصانع ، والضحية المواطن الذي يطمح في مستقبل بناية منزله ٠ فهل نتعلم من تلك الأحداث المتكررة كما صنعت الأقدار في عمارة الرويشان ؟!أم للصمت عنوان كما تعودنا مع حكامنا !؟