آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-05:55م

باب المندب يبسط ذراعيه للأمبراطورية السوفيتية

السبت - 26 مارس 2022 - الساعة 07:49 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش
- ارشيف الكاتب


كلنا نعلم أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وأن النجاح يبدأ بطموح، وأن حماية الوطن يبدأ بحماية حدوده التي تتغذاء بقوت الأمان من علاقاته الأمنية مع الدول المجاورة . ومن هنا أنطلق الدب الروسي، ليؤمّن قوته وأمنه ومستقبله، في رحلة الصيد ألتي وطأت خطوتها الأولى على غابات أوكرانيا لتصل لخطوتها الألف على طريق إعادة إمبراطورية الإتحاد السوفيتي  .
ونعلم أيضاً أن الحاجة أم الاختراع، وأن الضرورات تُبيح المحضورات، وأن بزوق أمبراطورية جديدة تُعلن بقرع طبول الحرب . لذلك أستطاع الدب الروسي أن يكسر جناحي النسر الأمريكي من التحليق في سماء كلاً من الشيشان وسوريا وشبة جزيرة القرم وأخرها أوكرانيا، اللأتي مرصعة على حدود غابة الدب الروسي الذي أستقطب جميع أنظار العالم، المترقبة _ بعيون وساع _ مايجول في خاطر الدب وما سيقدم عليه في الأيام القليلة القادمة . فهل سيتبرقع طموح بوتين بالمدى الذي وطأت عليه أقدامه أم بالمدى الذي سيصل إليه صاروخ كينجال الروسي الذي يفوق سرعته بمقدار 10 أضعاف سرعة الصوت ؟ 
فمن تجرأ، ولأربع مرات توالياً، على كسر شموخ رؤساء أمريكا ( بوش الأبن واوباما وترامب وبايدن ) حين حذروا بوتين بعدم التدخل في شؤون كلاً من الشيشان وسوريا وشبة جزيرة القرم واوكرانيا الحدودية لروسيا، قادراً على كسرها ألف مرة وفي إطار مدى وسعة صدر صاروخ كينجال الروسي  . 
فالوضع والظروف مناسبة ومهيئة جداً للدب الروسي أن ينتف ريش جناحي النسر الأمريكي، المنطوية على مسامات الكرة الأرضية ويغرس مخالبه بدلاً منها . هذه الظروف التي تمثل حصان طروادة الذي سيميل موازين القوى العالمية، نحو إحياء الإمبراطورية السوفيتية التي ستتغذاء على هذه الظروف وتحيي عظامها من الرميم، هذه الظروف المتمثلة بالأتي : -
- حسمت روسيا تفوقها في توازن الردع العالمي لصالحها، حين نجحت بإطلاق صاروخ كينجال الروسي الذي يفوق سرعته بمقدار 10 أضعاف  سرعة الصوت والذي جعل فرائس بايدن ترتعد خوفاً ليلاً ونهاراً .
- تعطش أغلبية دول العالم لإمبراطورية ذات قوة عظمى تكتسي بسياسة ثابتة، لأنها سئمت من السياسة الأمريكة التي لاتعترف بصديق او حليف او شريك دائم في سبيل مصالحها، بعكس السياسة الروسية التي لا تخذل حلفائها وأصدقائها إلا في حالة إنهيارها، والتاريخ شاهد على ذلك  . 
- ما صنعته أمريكا بالعالم من تشوهات وتصدعات وخلق العداوة بين الدول المتجاورة، وزرع ألغام موقوتة في الداخل لكل دولة في العالم، جعلت رؤساء وشعوب العالم تواقين لفارس مغوار الذي سيزيح الكابوس الأمريكي من أحلامهم  . 
- الرغبة العالمية الجامحة لخلق توازن بين القوى العملاقة لأجل تغيير نظام السيطرة العالمية من القطبية الأحادية إلى القطبية الثنائية او الثلاثية أو أو  . 
- العلاقة الحميمة بين الدب الروسي والتنين الصيني ( القوتان العظمى النوويتان المنافستان لأمريكا إلى جانب كوريا الشمالية )، المرتكزة على الرغبة المصبوغة بالمصلحة التي تفوح منها رائحة الفخ لسقوط الإمبراطورية الإمريكية وحل محلها  . 
- حنين أغلبية دول العالم إلى الحرية وعتق الرقاب من سيف أمريكا القذر الذي أذلتهم به وبالذات الدول الإسلامية والعربية وخاصة الخليجية  . 
- الغضب العالمي بسب إزاحة اللثام عن الوجه البشع والحقيقي لأمريكا، من جراء الفضيحة المدموغة بالوثائق والسجلات التي وجدها الدب الروسي في 30 مختبراً بيولوجي، أقامتها أمريكا في أوكرانيا لتنتج فيروسات تسبب أمراضاً خطيرة للعالم، وذلك أظهر لنا أن من كان يدعي أنه يحمي العالم، هو نفسة من يقتل أرواح العالم  . 
- تلذذ أمريكا بخلق أعداء من العدم ( شوعية، صدام، قاعدة، داعش، حوثي، إيران ) لأجل أبتزاز الدول الخليجية وشرذمة الدول العربية وتشوية الإسلام، جعل الدول العربية تشتاق لزمن الجميل الذي كان هوائه ومائه وزاده القومية والعروبة التي تواجدت أيام العلاقات الحميمية مع إمبراطورية الإتحاد السوفيتي التي تآمر عليها الغرب  . 
- العصيان الذي ثار، كردة فعل من قبل دول ضاقت ذرعاً من غطرسة أمريكا والغرب، منها دول عظمى ونووية وتملك الحق الفيتو ضد قرارت الغرب ضد روسيا وهي الصين، ودول نووية تزفر هواء  العداوة لأمربكا مثل كوريا الشمالية، ودول مثل وكوبا وفنزويلا وغيرها الذين مترقبين الإشارة لدخول الحرب، ودول غنية مثل الإمارات التي أستقبلت في أبوظبي بشار الأسد ( حليف روسيا ) وأيضاً السعودية التي رفضت طلب أمريكا لرفع إنتاج النفط لتغطية السوق العالمية للإستغناء عن النفط الروسي  . 
فالعالم بإجماع رأضي على حرب أوكرانيا لسبب وأحد المتمثل بأنها حرب بين الشرق والغرب، وأن الدب الروسي الذي يراه العالم بأنه العملاق الذي سيكسر عنق النسر المتغطرس الذي أغتر بجناحيه، كسيد العالم، التي أرتقت به إلى أعالي السماء التي تضاريسها تختلف عن تضاريس الأرض، التي نقش عليها الدب الروسي بمخالبه لحد وضريح النسر الأمريكي، الذي حين يُحلق ترتعدت فرائسه لأنه يرى بوضوح ضريحه وقباره مع معوله من أعالي السماء  . 
ألم تكفي هذه الظروف المهيئة لأن يآن الأوان لروسيا أن تُرصع بكثافة أسطولاتها على شرايين الكرة الأرضية، وتحكم سيطرتها على رئات مضايقها الثلاثة ( هرمز، السويس، جبل طارق )، وتحتضن بشغف قلبها ( باب المندب ) الذي منذ عقود ظل بأسط ذراعيه، بلهفة طفل، متأملاً عودة حضن الإمبراطورية السوفيتية التي عاش في عهدها أيام الزمن الجميل ألتي توهجت بأنوارها القومية والعروبة والإسلام ألتي قضت عليها الإمبراطورية الأمريكية - بريطانية  .....