القائد امجد خالد , اجلك واحترمك , باحترام واجلال عدن الطيبة , كبذرة من بذورها , نبتت وتفتحت براعمها بحديقة أزهار عدن الإنسانية المتنوعة , حيث تربينا معا على السمو والارتقاء , نحب ونسامح ونصالح ونعطف على بعضنا بعض , لم تربينا عدن على الحقد والكراهية , ولم تكن يوما عدن عنصرية , ولن تكون بذورها خبيثة بهذا القدر الذي تسمم فيه عدن , من عصبيات وكراهية قادمة من أغوار العنف , وهي تعاني اليوم مرارة هذه السموم , ويعاني أبنائها جور الاقصاء والتهميش , تسيد عليهم وقوما وضعوا مقدارهم بمرتبة اقل مما تستحقه عدن , شغف العيش , وعذاب مرارة الذل والمهانة , وفقدان الكرامة .
لا احتاج ان اذكرك بحق عدن عليك , يا ابن اعرق مدن اليمن , وحقها ان ترأف بإخوانك ورفاقك من أبنائها , الذين لم يجدو حينها وظيفة , وكانت الوظيفة المتاحة هي العسكرة , ومع تعمد تشكيل كتائب بانتماء مناطقي او جهوي , لا مفر أمام أبناء عدن غير الالتحاق في كتائب انت قائدها , لم تستوعبهم بقية الأطراف الا فيما نذر , ثقه او ارتباط , وهذا حال الحروب التي تقودها عصبيات وجهوية .
ولب الموضوع هنا ان كل جهوية ترعى أصحابها و وتغدق عليهم من إيرادات عدن , ويبدو ان عدن يتنكر لها الجميع , وابنائها يصبحون ضحية هذا الفرز العقيم , اليوم في عدن من يموت جوعا , ويعيش شغف الحياة , وآخرين يتنعمون مثخنين بالنعمة , والإكراميات والرواتب بالعملة الصعبة .
معظم أبناء عدن جنود براتب 60 الف ريال , ومعلمين متعاقدين ب30 الف ريال , لا تكفي شراء دبة سليط اليوم , وتأتيهم بعد طوووول انتظار , ومرارة الفقر والحاجة , يأتي راتب المعلم المتقاعد مخصوم , وشهر لهفه الفساد , واشهر ستأتي بعد عام , هي سياسة اذلال ومهانة , والجندي كذلك , ومثله مثل القوات النظامية التي في الكشوفات الرسمية , قوات الدولة التي ترعى حماتها وصمام أمان سيادتها , بعدم كم شهر يصرف راتب , وكتائبك يستلمونها بخصم 20 ألف أي ثلث الراتب , وتهديد بالتحضير لمحافظة تعز , وهم مهددين في عدن , ولا لهم في صرعاتكم ناقة ولا جمل , ما ذنبهم في كل هذا , ولهم أطفال واسر ومصاريف وعلاج , كم الديك وكم مرقه , واليوم يقال ان عليهم الحضور والمباشرة او توقيف الراتب , افتحوا معسكرهم المعروف في مديرية دار سعد , وهم مستعدين يباشروا خدمة للوطن والقضية الوطنية , لا تجعلونهم بين سندانكم ومطرقة المسيطر على عدن , وأبنائهم يتضورون جوعا ورمضان قادم .
حتى سلطة عدن لا تخجل بصرف اكرامية بالعملة السعودية لجنود حراستها ومحمياتها , ولا تنظر للآخرين , كانوا عسكريين او مدنيين , شاءت الظروف ان تضعهم في معسكر الخصم.
الناس كفرت بالتغيير الذي يأتي بأمثال هؤلاء , كان الفاسد عفاش , اذا انتصر في معركة أول قرار يصدره هو العفو العام , , ويسمح لمن يريد ان يعود لبيته يعود ,كان صادقا او كاذبا , المهم انه لم يمس رواتب خصومه , كان يتمسك بالعرف القبلي , الذي يقول (الراتب حق الجهال ) , فخذو شيئا من خيره واتركوا شره وكفى المؤمنين شر القتال .
احمد ناصر حميدان