آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-09:27م

لقد عشنا ردحا من الزمن مع أكذوبة الشعب مالك السلطة

الإثنين - 21 مارس 2022 - الساعة 10:04 ص

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


اليس هذا الامر كان صحيحا أننا عشنا وقتا طويلا تحت شعار وأكذوبة الشعب مالك السلطة بينما كان المفروض ان يتم يطبق هذا الكلام مباشرة بعد خروج الاستعمار البريطاني من الجنوب وأن تكون إرادة الشعب هي الأقوى وفوق كل الارادات كانت مناطقية أو قبلية أو جهوية او حزبية وفعلا لقد تم تذويب هذه الفئات ودفن تلك الظاهرة. السيئة وتم صهرها في المجتمع ومن المفروض أن يكون الشعب هو مصدر السلطات وهو من يأتي بمن  يحكموه وهو من يختار ممثليه في مجلس النواب والشورى من أجل أن يرفع صوت الشعب تحت قبة البرلمان وهو من يصنع الدولة في كل المنعطفات وعلى كافة المستويات وهو من يحدد خطوط التوجهات السياسية والاقتصادية والأمنية وهو من يضع مواد الدستور الشرعية والوضعية ايضا هو من يبني قواته المسلحة من اشرف وانبل أبنائه ذات عقيدة وطنية ودينية وانتماء اصيل إلى الأرض الجنوبية وانشاء قوات أمنية وعسكرية تحمي  مكتسبات الثورة والوطن والشعب وتصون الكرامة والسيادة والشرف وتدافع عن القانون والنظام لكن ما يحدث في دول العالم  الثالث ومنها اليمن شمال وجنوب هو العكس تماما ثم يأتي الثوار المتسلقون المهترؤن إلى السلطة على ظهر الدبابة ويتكلم باسم الشعب والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ثم يطلق شعارات رنانة حنانة طنانة من خلال بالونات معبأ بالهواء الفاسد والقذر.

ثم يبدأ سياسة القمع الحديدية وذر الرماد والملح القاتل في عيون هذه الشعوب التي أصابها الوهن والهوان وانهكه قواها الظلم والقهر والاستبداد بداية من حقبة الاستعمار العفن البغيض القديم واستعمار الثوار الجديد حيث ظلت تلك الشعوب هم الجسر والمطية لهولاء الانتهازيون كي تعبر من فوقهما  قوى الشر من شياطين المراحل الغابرة من المكونات السياسية الطفيلية ومن الذين يتقلدون وسام وشعار الثورة وممن يطبرون في صفوف الشحاتين والمتسلقون أمام أبواب مكاتب وفلل اسيادهم للحصول على قيمة اتعابهم مقابل ما يقدمونه من تامر وبطش وقتل أبناء شعوبهم ويعملوا ضد وطنهم وللأسف ممن يصطادون في الماء العكر على حساب قضايا أمتهم ومن الذين صنعهم الاستعمار القديم وغرسهم على أرض الجنوب بعد خروجه وهو مرغما ويسحب ذيول هزيمته من ضربات الثوار النشاما وحتى مع خروجه من اي بلد كانت ترزح تحت نيران سيطرته وهيمنته وجبروته يرزع ويدس وعملائه وجواسيسه وهذا ما حدث في الجنوب لقيادات العمل الوطني الحقيقيون من الذين صارعوا وجوده ونسفوا كياناته وزعزعوا الأرض من تحت أقدامه ورفضوا الانصياع أو  الرضوخ أو المساومات أو الاستقطابات لقوته ونفوذه ما أدى إلى استعمال ضدهم أساليب المكر والخيانات والقتل واستمر معول الهدم  التصفيات الجسدية والتنكيل والاعتقال والتعذيب كرد انتقامي على أدوارهم البطولية وللاسف على أيادي من صنعهم في الجنوب من العملاء والمندسين الذين حملوا راية الاستقلال زورا وبهتانا وحتى تظل بصماته لها التأثير وعالقة في نفوس الشعب الجنوبي المطحون والذي خرج من أزمة الاستعمار الأجنبي ودخل في نطاق تسلط الاستعمار المحلي الذي نفذ اجندات التصفيات وكل أصناف التعذيب للشرفاء من أبناء الجنوب والارتماء في احضان سياسة  المبادئ الهدامة التي رسمها لهم الاستعمار الوقح دون معرفة اسسها أو اهدافها الخبيثة.

لكن عادت عليهم  بالويل والثبور ولن تعرف قبورهم اين هي وحتى اللحظة وهكذا يكون مصير من يخون أهله وأخوانه وقد أدى القسم ويبيع وطنه وأرضه ويتآمر على ثروات أمته وبعد ان تم تصفية الساحة الجنوبية من الرجال الاوفياء ومات الشعب تحت الصدمات والأزمات المعلبة وذهب الجنوب إلى هاوية المصنفات وتوسيع رفعت المكونات من المرتزقة الذين فتحوا دكاكين السياسة المزيفة لبيع فيها الوطن والثروة والشعب الذي لم تقوم له قائمة منذ فجر الاستقلال وحتى يومنا هذا لقد وزعوا عليه الهموم والماساة وجعلوا منه مروج للإشاعات وبوق اعلامي لهم وهو لا يدرك ماذا يقول أو يعلم كيف يتكلم نعم لقد صنعوا له اصناما يعبدها وجعلوا منه عابد الأصنام التي صنعها الاستعمار القديم والحديث في أرض الجنوب.

اليوم تشكلت في الجنوب أكثر من 20 مكونا سياسيا والكل يتحدث حول القضية الجنوبية وباسم الشعب ويطالب باستقلال الجنوب والقضية برا منهم لقد أضافوا عبء آخر وعبثوا بمقدرات الوطن والجميع يعمل لصالح أعدائه متى يصحوا هذا الشعب المغلوب على أمره ومتى يفكر كيف ينسف هؤلاء العملاء ممن يكتبون التاريخ بالمقلوب ويتشدقون باسم الجنوب كانوا في الداخل أو في الخارج وكلهم يستلم أجره اليومي من مكاتب استخبارات وسفراء دول الإقليم ومتى هذا الشعب يضع النقاط على الحروف ويتخلص من تبعية تلك المكونات الهزيلة والتي تخدم مصالح القوى التقليدية الفاشلة في إدارة الأوضاع في الجنوب نعم إن الشعب هو من يصنع الدولة وليست الدولة هي من تصنع الشعب ولابد من ظهور شمس فجر جديد باذن الله.