السلام .. لعبد السلام ..

 سمى نفسه ( السلام ) وسموك ( عبدالسلام ). فكنت نعم العبد الذي عاش حياته عبد ( السلام ) ولم تكن ثانية عبدا لأحد غيره..ولأنه ليس في الموت شفاعة وللموت جلال للراحلون العظام, فقد قضت مشيئة ( السلام ) أن ينام ( عبدالسلام ) هناك في " جنة الخلد "  حيث من خص بهم  ( السلام ) في قوله عز وجل : " وادخلناهم في رحمتنا انهم من الصالحين "..

 غصة في الحلق وعين تدمع ونفس منكسرة وقلب لم يستقر نبضه وفقدان لايداويه دواء سوى الدعاء بأن يرحمك ( السلام ) يااخي الذي لم تلده أمي ياصديقي ( عبدالسلام )..وقلم يرتجف وكلمات رثاء لن تجلب لي السلوى لكنها سلام مني اليك ياصديق الوفاء والمحبة والإخاء والسلام ..

 صباح رحيلك كان صباحا مرا في فمي ضربة إلهية قاضية , صاعقة إلهية اختطفت مني سمعي وبصري , بل صاعقة طالت أفراد أسرتي التي كنت منهم..كل ذات عرفتك وزقاق مررت منه وبيت سكنت فيه في مدينة الحديدة وحواريها واهلها وبخاصة حارة الدهمية , جميعهم ينعون ويرثون رحيلك..

 ماذا سااتذكر من 43 سنة , سموك ونبلك وصدقك ووفائك وكفاحك ونضالك ونجاحك واخلاقك وابتسامتك ومزاحك,  لعبنا وسهرنا ومذاكرتنا ونومنا وصحونا وخبزنا ومائنا وهوائنا وكتبنا الدراسية والثقافية وهواياتنا الإبداعية وأنشطتنا الرياضية وملابسنا المتبادلة بيننا ووساداة نومنا ..تواريت يا ( عبدالسلام ) عن الورى تحت الثرى..تاركا خلفك إخوة ومحبين وأصدقاء كنت قنديلا وقدوة لهم فغدت حياتهم بعدك تشبه نهاية العالم بالنسبة لهم, فنهاية العالم حين يصحو مثلي ذات صباح على فقدان عزيز وغالي..

 مايزيد على  43 سنه نظرات وكلمات وقصص وحكايات وهوايات  كانت وستظل نجوم هداية اذا ما حاولت ذاكرتي أن ترتد أو تضل عن ذكرك ماحييت.. مايزيد على 43 سنة معا ,من1978م حتى الخميس فبراير2022م . لم نفترق لم نختلف لم نتخاصم..

 سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم قال : “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقمان الحكيم قال لإبنة وهو يعظه : (يابني ليكن أول شيء تكتسبة بعد الايمان أخا صادقا فإنما مثلة كمثل شجرة إن قعدت في ظلها أضلتك وإن إحتطبت من حطبها نفعك وإن أكلت من ثمرها وجدتة طيبا)... وعلى لسان لقمان الحكيم جاء المثل : "رب أخ لم تلده أمك" وحكاية المثل طويلة،، ويصب المثل فيمن يجالسك اكثر من اخوتك ويلازمك عمرا في السراء والضراء.. وفي مواقف الشهامة والرجولة والوفاء..

 إنه أخي الذي لم تلده أمي..الاستاذ/ عبدالسلام احمدعبده عبدالله العزعزي.( رحمه الله رحمة الأبرار )..إلى إخوتك وصداقتك السلام ,إلى تاريخك الابيض وسيرتك العطرة السلام , إلى جسدك السلام , إلى روحك السلام , والى السلام أتوجه واساله  أن يرحمك رحمة الأبرار  وان يغفر لك ماتقدم من تقصير وماتاخر  وان يسكنك فسيح جناته..وأدعو كل من يطلع أو يقرأ رثائي أن يقرأ الفاتحة على روح  الطاهرة..