آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

متفائل رغم أنف النووي

الخميس - 10 مارس 2022 - الساعة 02:54 م

علوي الوازعي
بقلم: علوي الوازعي
- ارشيف الكاتب


مرت أوروبا بواقع  شنيع مزري ، إلى أن جاءت الثورة الفرنسية ذلك الحدث الذي غير مجريات التاريخ وبقيت إنعكاساته تفرض نفسها على العالم برمته فكم حدث وكم ثورة خرجت من هذا الرحم ،فتأثير هذه الثورة ظل حتى عصرنا هذا  كالعطسة التي نقلت عدواها للعالم أجمع.

فبعد الثورة الفرنسية تغير حتى شكل الفكر ومضمونة  وبرز فلاسفة وأدباء أثرت إنتاجاتهم في عقلية سكان هذه الكرة بشكل أو بأخر، وظهر المنادون بالعدالة الإجتماعية وحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية إلخ.. كإنعكاس لذلك العصر الذي أستغل فيه الإنسان أسوأ إستغلال وقيدت حريته وصودرت كرامته وحقوقه كأدمي... فكان عالم ماقبل الثورة الفرنسية بحق عالم مأساوي كارثي وتسونامي من العذابات والوجع الذي عصف بالعالم ،لا سيما أوروبا بحكامها المتوحشين لإنسانها المسترق، ومن ثمار تلك الثورة تجريم الرق والعنصرية في القرن العشرين، وحق المرأة في العمل.

وما يهمني من هذا هو الحرب الروسية الأوكرانية 
وصلة الوصل بينها وبين الثورة الفرنسية أنها حدث له مابعده .

ورغم كل مبررات القلق التي أحدثتها هذه الحرب على قصرها، إلا إنني متفائل جدا ،بأن عالم جديد وجميل قادم من رحم هذه الكريهة، وكما الثورة الفرنسية، والحرب العالمية الثانية ستتغير مفاهيم وستأتي بقيم جديدة من رحم الرغبةوالخوف، من حرب كونية ساحقة ماحقة ،لسكان كوكبنا وربما نهاية الحياة، هذا التوجس سيكون ملهماً لخارطة طريق تحمي هذا الكوكب من الدمار، وهذا هو سر تفائلي .

ذلك أن الحرب قد تضمنت في مقدماتها ؛ماستتمخض عنه النهايات، فنهاية القطب الواحد قد ولت وأن أقطاب جديدة ستظهر ليحل التوازن بعد الهيمنة ،وأن هذا سيجعل الأمم المتحدة هذه العجوز الشمطاء المنحازة ،ستعمل على خلع منقارها، ونتف أرياشها كنسر ؛لتستعيد شبابها ،وحيويتها وتعيد النظر في مهامها بشكل جدي أكبر تفاديا لحروب مدمرة وساحقة ماحقة للعالم  ، وستنظر في الأسباب المؤدية للحروب وتحاول تجفيف منابعها ..وتقليص المبررات للحروب، وستعيد النظر لكل شيء ولكن بنظرة غير أحادية. 
وأتوقع أنه سيتم عقد إجتماع أممي؛ كي تستعيد الأمم المتحدة ومجلس الأمن دورهما بكل جدية ،وصرامة، وأكثر فعالية من ذي قبل بعد أن تنبه العالم إلى مآلات الحروب الكونية.

حقبة مابعد الحرب ستكون ،غير معهوده في متغيراتها مختلفة ،فمفكرو العالم وفلاسفته وادباءه ورجال السياسة وقادته وزعماءه والمؤثرين فيه سيقفون كثيراً عند هذا المنعطف.. وسنجد الداعين لسلام دائم حقيقي لهم دور فعال... سيسلكون كل سبيل للحفاظ على الكوكب الأزرق من الدمار.

الحرب الروسية درس زاخر بالعلامات
"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم "
الخلاصة :
متفائل أن مرحلة كونية أجمل وأفضل قادمة...!

علوي الوازعي