آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

البشر والإدراك المعقول واللامعقول

الثلاثاء - 08 مارس 2022 - الساعة 11:51 م

عبدالله آل عبدالله
بقلم: عبدالله آل عبدالله
- ارشيف الكاتب


يعتبر الانسان  الوحيد بين المخلوقات الذي يتمتع بفكر واسعا  لا محدود فهو يمتلك كتلة من الافكار تختلف بين البشر حسب تمكن عقل كل انسان فى فضاء افكاره، 
فهناك افكار يعتقد انها لامعقول وتبقى لامعقول حتى عند صاحبها وتسمى من عالم الخيال حتى تصير معقولة ليدركها الاخرين 
فعلى سبيل المثال فكرة الكهرباء والاتصالات والتكنولوجيا وطلوع الفضاء وغيرها التي كانت ذات يوم عبارة عن فكر لامعقول حتى صارت عمل يدركة العقل ويستوعب اثره ويستفاد منه 
وتبقى افكارنا نسيج من الخيال،و حتى يتم استيعابها باسباب حدوثها وسبيل ادراك العقل لتحولها من فكرة لعمل ملموس يحاكي الواقع ومقنع للبشر.

فلاتعجب من اي افكار لامعقولة حتى وان لم يدركها العقل ولكي نستطيع العيش بأتزان ودونما تاثير على حياتنا علينا التعامل مع الافكار بذكاء حتى يمكننا  العيش فى عالم الواقع ولا يؤثر ذلك على سلوكياتنا وافعالنا سلبا.
وانت تطالع عيادات الطب النفسي  مراقب ومتابع لحالات تعاني من المرض النفسي وهي تنثر الافكار المنوطة بها تجد ان الافكار متواجدة لدى الكثير والغالبية العظماء من البشر الا ان الفرق يكمن فى كيفية ترجمتها وتحليلها لذات الشخص المنوط والمحاط بمثل تلك الافكار.
جلست ذات يوم مع احد الشخصيات المشهورة محلل لشخصيات البشر وسلوكياتهم معبرا ان الناس مرضى نفسيين فتعجبت ايعقل ان يكون هذا مثقف 
لم استطع شرح له ما وصلت إليه من خلال تجارب حياة عشتها وبين حالات وصلت لعيادات طب النفس رافقتها.
نعم كل انسان محاط بافكار بين المعقول واللا معقول ويصير الانسان رهين افكاره ومنا من اوصلته تلك الافكار اللى الجنان بحال لم يستطع السيطرة عليها والتفريق بين الممكن قولها وادراكها من اللا ممكن ادراكها،
واعتقد ان الحل يكون فى اغلاق ملف الفكرة التي لايستطيع المتلقي استيعابها وعدم فتحه الا لمن يمتلك القدرة على الاستيعاب 
لان النفس البشرية فى اعماقها بحار ومحيطات جديرة بالاكتشاف وانت تغوص فى اعماق نفسك وبحار غيرك تجنب الامواج العاتية  ولاتحاول ان تسبح عكس التيار الشديد لتخرج باستكشاف يفيدك ولا يؤثر على حياتك.
فمنا من يغوص فى اعماق النفس ليجد اللؤلؤ والمرجان وطيب الروح وزخرفها ومنا من لايجد شيئا بسبب الظلمات المعتمة التي  لاتمكنه من رؤية الاخرين بوضوح .
وهناك الكثير ممن غرق بحر متلاطم الأمواج ، ولم يستطيع الخروج من بحور الافكار وصارت تتلاعب به كالامواج لترمية بين جزر التية والضياع وتدخله بحالة الجنان.