آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:31ص

هل بات سلام اليمن مرهونا بتحول موقف واشنطن من الحرب؟

الإثنين - 07 مارس 2022 - الساعة 09:06 م

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


مع دخول الحرب باليمن عامها الثامن وعقب مرور اكثر من عام على اعلان واشنطن ايقاف دعمها اللوجستي لقوات التحالف العربي باليمن، وإثناء النظر مليا في وقائع الارض وما آل اليه مشهد الصراع منذ قيام الحرب ومرورا باعلان موقف بايدن منها ووصولا الى واقع اليوم حيث لاأفق للحل او بوادر حقيقية لتوقف القتال هناك سيبدو ماثلا حينها لحظة الحديث عن مستقبل السلام باليمن ووضع نهاية مفترضة لكل تلك الاخفاقات التي سبقت والمآسي التي تضاعفت الجزم بحقيقة جديدة والتاكيد على قناعة مستجدة تتلخص في ان : ( سلام اليمن بات يتطلب تحولا جديدا في الموقف الاميركي من الحرب وسلطة الحوثيين تحديدا ) !!

كانت نقطة التحول الحقيقية في الموقف الاميركي تجاه الحرب باليمن حين غيرت ادارة بايدن سياستها من اعتبار السعودية حليفا كاملا في العمل على استئصال التهديد الحوثي باليمن الى بلد ستحميها الولايات المتحدة الاميركية من الهجمات الحوثية .

ويبدو اليوم ان سياسة الاسترضاء التي تعاملت بها واشنطن مع المليشيات الحوثية منذ قدوم بايدن للبيت الابيض لم تكن واقعية تماما حيث لم تفض الى اي نتائج ايجابية حتى الان، بل على العكس تماما بدا اليوم ان موقف الحوثيين قد صار اكثر تشددا وتعنتا من ذي قبل، وهو بالفعل الموقف الذي كان بدوره قد دفع الى زيادة حدة التعقيدات وشدة الصعوبات امام مساع وقف الحرب وتحقيق السلام في اليمن .

وفي رأيي، ان مشهد الصراع اليمني بما أضحى عليه من إنسدادات خانقة وانتكاسات مؤثرة على مستوى جهود الحل الدبلوماسية يجعله اليوم اكثر حاجة من اي وقت مضى الى تأكيد البدء مجددا بنقطة تحول مختلفة تطرأ على الموقف الاميركي من الحرب باليمن ( ربما خطوة تصحيحية )، وليس هنالك افضل في سبيل تحقيق ذلك من محاولة واشنطن الاستفادة من القرار الاممي الجديد الخاص بتوسيع حضر السلاح على الحوثيين واعتبارهم جماعة ارهابية إذ سيتعين هنا سرعة استثمار ادارة بايدن لذلك القرار ضمن كتلة ضغوط مكثفة تصنعها لغرض جلب الجماعة الحوثية الى طاولة الحوار السياسي .

وقد يرى ان تصريحات مرشح بايدن لمنصب السفير الاميركي باليمن ستيفن فيجن خلال جلسة خاصة لمجلس الشيوخ الاميركي مؤخرا تمثل بالفعل مؤشرا محتملا يدعم فرضية تحول موقف الادارة الاميركية من حرب اليمن .

كما ويمكن اعتبار تهديدات واشنطن خلالها باتخاذ إجراءات عقابية أشد بمثابة خطوة متقدمة جاءت لتصب في ذات المجرى من سلسلة خطوات تحول موقفها تجاه الحوثيين، وبخاصة اذا ما وصفنا خطاب الكونجرس التصعيدي الاخير ورغم تمسكه بنبرة التحفظ على تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية بأخر محاولات الدبلوماسية الامريكية الهادفة الى تحقيق إستجابة حوثية حقيقية تجاه دعوات واشنطن المتكررة للجماعة بضرورة وقف القتال والتوجه لمفاوضات السلام .