آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:40م

مستشفى ابن سينا" قلعة شامخة أبطالها يستحقون الرعاية والاهتمام

الأحد - 06 مارس 2022 - الساعة 03:33 ص

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


يعد المجال الصحي من أهم وأخطر المجالات، اذ يتعلق العمل في هذا المجال بسلامة الناس وانقاذ حياتهم، والمشتغلون في المجال الصحي هم بالدرجة الأولى ينطلقون في أداء مهنتهم بدوافع انسانية، الى جانب كونها مهنة فهي أيضا عمل وطني جبار، بما ان الصحة حق من حقوق الانسان، وأحد الرئيسية في تنمية الأوطان، وتحقيق النمو والرفاهية للشعب، فإن للنظم الصحية دور في حماية صحة الناس واستعادة عافية المرضى منهم.

يعتمد النظام الصحي بالدرجة الأولى على العنصر البشري، وهم جموع المشتغلين في هذا القطاع، من استشاريين وأطباء وممرضيين وفنيين، وحتى أصحاب التخصصات المساعدة كعمال الخدمات والاداريين، الذين يشكلون جميعهم جيش واحد يحارب في جبهة واحدة، وهم العمود الفقري لأي نظام صحي، فبدونهم لا يمكن أن تستقيم أية رعاية صحية.

مع الانهيار الشامل لجميع المنظومات العاملة في بلادنا، لم يسلم القطاع الصحي من الأضرار، وتعرض النظام الصحي في عموم محافظات الجمهورية للانهيار، وبقيت بعض المناطق تقاوم، وحضرموت هي النموذج الأنصع، حيث ابدى المشتغلون في القطاع الصحي في حضرموت مقاومة كبيرة، واستبسلوا في وجه الظروف الصعبة، رافضين السقوط أو الاستسلام، لأنهم يدركون ان سقوط وانهيار النظام الصحي يعني انهيار ماتبقى من حياة للناس.

في ظل الظروف القاسية، التي مرت بها حضرموت خلال سنوات الحرب المستمرة، الا ان منشئاتها الصحية ظلت صامدة، تقدم خدماتها للمواطنين وتساعدهم على الحفاظ على عافيتهم، ومن هذه المنشئات هيئة مستشفى ابن سينا، فرغم شحة الامكانيات، الى جانب الضغوط في أعداد الوافدين اليه، كونه يقدم خدمات لأكثر من أربع محافظات، الا ان كوادر المستشفى ظلوا على ثباتهم، حتى في أحلك الظروف التي مرت مع موجات فيروس كورونا، كانوا يقدمون أروع الصور الانسانية والأخلاقية والمهنية.

مستشفى ابن سينا في المكلا، كما سبق وأن ذكرنا انها تقدم خدمات لأربع محافظات وأكثر، الا ان وزارة الصحة وباقي الجهات الحكومية لا تولي هذه المنشأة الاهتمام المستحق، حيث تعمل بموازنة لا تكفي حتى لمستشفى عادي، كما ان كوادر المستشفى من اطباء وممرضين وعمال، لا ينالون مستحقاتهم وفقا وما يبذلون من جهود، الى جانب بقاء ملف المتعاقدين مفتوحا، فإن الأطباء والاستشاريين والممرضين يتقاضون اجورا متدنية جدا، لا تتوافق مع مؤهلاتهم ولا مع عطائهم وانجازاتهم، الأمر الذي يؤثر سلبا على معنوياتهم وينعكس على أداء المستشفى بشكل عام.

في الفترة الأخيرة حققت هيئة مستشفى ابن سينا قفزات نوعية، وشهدت تحقيق انجازات أشاد بها الجميع، من حيث الأداء التمريضي وتقديم الخدمات الطبية والصحية، ويؤكد ذلك العمليات الجراحية الناجحة التي أجريت لعدد كبير من المرضى، الذين قدموا للمستشفى كثير منهم كانت حالاتهم خطرة جدا، الى جانب باقي الحالات المرضية المختلفة، وخرج المرضى معافون بفضل الله ثم بفضل مهارة وتفاني كوادر ابن سينا.

اننا هنا، نوجه نداء عاجل الى أعلى مستويات الدولة، والى الحكومة ووزير الصحة فيها، بأن يلتفتوا لمستشفى ابن سينا في المكلا، وأن يقدروا حجم الجهود والخدمات التي يقدمها، وأن يضعوا موازنة مالية تتوافق وكل ذلك، كما ان عليهم حل ملف المتعاقدين، الذين أصبحوا القاعدة الأساسية التي تعتمد عليهم في تسيير العمل، وبقاء المستشفى مؤديا خدماته، ومايجب القيام به هو الاهتمام بالكادر الطبي من استشاريين وأطباء وممرضين، بزيادة أجورهم وعلاواتهم، فهم يستحقون أن يكافئوا وأن ينالوا أجور وفقا ومؤهلاتهم ومهاراتهم وجهودهم، وعدم الاهتمام بهؤلاء هو تفريط بكوادر وطنية فضلت العمل داخل الوطن، رغم قساوة الظروف وشحة الامكانيات، على الرغم انها تمتلك من القدرات والكفاءة مايفوق أقرانهم في دول الجوار، الذين لا وجه للمقارنة بين مايتقاضونه هؤلاء وأولئك.