آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-12:11ص

سيادة الرئيس  وزراء غير مناسبين في مكان مناسب

السبت - 05 مارس 2022 - الساعة 02:35 م

د. الخضر عبدالله
بقلم: د. الخضر عبدالله
- ارشيف الكاتب


الحقيقة إنه ليس أسوأ ولا أخطر من عملية غياب الأسس الصحيحة في اختيار الكوادر القيادية في المؤسسات العامة, وسائر أجهزة الدولة, وتعد هذه جوهر لمشكلة الإحساس بالعجز عن تنفيذ سياسات شفافة وصدقية. 

والاختيار العشوائية الغير مدروس لوضع المسؤولين الغير مناسبين في الأماكن الخطأ , فإنه يعني اعترافا بعجز وتقصير الأجهزة المسؤولة عن الوفاء بالتزاماتها، في تنفيذ  المهمة المناط بها . 

سيادة الرئيس .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ( إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة)  لعل أبرز ما جاء به هذا الحديث هو التحذير من مغبة تكليف العمل لأفراد مؤهلاتهم مغايرة تمامًا لمتطلبات الوظيفة المراد شغلها، وهذا بحد ذاته أكبر معول للهدم وضياع الوقت وتبذير المال وصرفه بشكل عشوائي ، لا سيما أن هناك تراكمات لا يستهان بحجمها من تجاوز شروط الوظائف منذ سنوات أدت إلى حالة من التردي في الأداء وتعطيل المصالح بسبب إشغال أشخاص لا ينتمون إلى طبيعة العمل، بل شتان ما بين مؤهلاتهم ومسمى الوظيفة، فتجد وزير خريج حقوق يشغل وظيفة في وزارة  التربية والتعليم ,وكذا وزير خريج  أقتصاد يشغل في وزارة الصحة , والأمثلة كثيرة موجودة في مختلف القطاعات وبهذا الاختيار الغير صحيح احدث ارباكا لا يمكن إنكاره من تدني لمستوى الخدمات والأداء الوظيفي والنمو في كافة القطاعات بشكل عام. 

سيادة الرئيس .. المراقب من بعيد يستطيع رصد حجم التخبط والقرارات العشوائية الخاطئة غير المدروسة لبعض الأمور التنظيمية الهامة، لذلك تتوالى الأخطاء تباعًا بسبب وجود ثغرات في أساس عملية توزيع الوظائف والمهام برمتها. 

ولست أبالغ عندما أقول أننا نحتاج إلى حزمة من القرارات الشجاعة لنظام وظائف المسؤولين  وخاصة فيما يتعلق بالمهام ذات الأهمية  لعملية تصويب الأوضاع والإصلاح لرفد  قدرة بلادنا بالإنتاج والعمل المؤسسي المنظم. 

سيادة الرئيس .. لا يعقل أبدا ان المواطن اليمني يتجرع مرارة الحرب وفشل المسؤولين معا , ان بلدنا بحاجة إلى قيادات ووزراء  ومسؤولين لهم القدرة على تفجير طاقات العطاء لدى العاملين، ويوصلون الليل بالنهار وباعتبارهم شركاء في المصلحة والمصير، ومثالا على ذلك فقد اشترت أجهزة خارجية أحد صنّاع القرار في بلد ما، حيث ساعدوه لاعتلاء ذلك المنصب، ووفاء لهم برد الجميل، طلب منهم ماذا يريدون منه ليقدم لهم، فقالوا له لا نريد شيئا سوى وضع الشخص المناسب في المكان غير المناسب, لقد اعتبر أن هذا الطلب بسيط ولم يكن يعلم أن ذلك كافيا لتدمير بلده بالكامل.

لذلك إذا أردنا المحافظة على بلدنا والنهوض بها وتجنبها الانحراف، فإن وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، لهو عماد النجاح والتقدم والتطوير والرقي. يا سيادة الرئيس .!