آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:26ص

عندما يتواضع الكبار ..محافظ شبوة إنموذجاً !

الأربعاء - 02 مارس 2022 - الساعة 08:34 م

زبين عطية
بقلم: زبين عطية
- ارشيف الكاتب


 

 دلفت مكتبه وسلٌمت عليه و صافحته،ثم طبعتُ قُبلة حب حارة على جبين محافظ شبوة الشيخ/ عوض بن محمد الوزير إجلالاٌ وإحتراماً لشخصه كردة فعل عاطفية بعد اقل من ساعة لإستماعي لرواية تُليت على لسان احد المواطنين الذي كان شاهد عيان  لموقف أخلاقي فريد ونادر جسد نبل وتواضع هذا المحافظ وطيبته ،.. يقول الراوي : قبل ايام قلائل وبينما كان  موكب المحافظ الشيخ عوض الوزير يعبر ( يمر)  احد الشوارع الرئيسية في مدينة عتق ونتيجة الزحمة القائمة حينها اصطدم احد الأطقم المرافقة له بسيارة مواطن بسيط مما تسببت في اضرار بسيطة في الجزء المتقدم من جسم السيارة ، عندها و فور وقوع الحادثة توقف الموكب بهدوء ، حيث فؤجي الجميع بشخص المحافظ يترجل من على سيارته الخاصة بكل هدوء ويتقدم بنفسه نحو سائق السيارة المصدومة و يصافحه  ويهنئة بالسلامة ويقدم له الإعتذار عما حصل ويبدي استعداده بتحمل كامل تكاليف إصلاح سيارته ،  المواطن حينها كان يرد عليه بأن  المسألة بسيطة ، ولكن المحافظ اصر على اخذ اسمه ورقم هاتفه وثم وكلف احد مرافقيه المقربين بمتابعة سمكرة السيارة ،و يضيف الرواي كان الموقف مذهل ونادر ومحط اعجاب وإحترام المواطنين الذين تجمعوا بالمكان  لان مثل ذلك ظاهرة فريدة لم يسبق لها مثيل في شبوة بل اليمن عامة - انتهى كلام الرواي - .

قُبلتي التي لم اسبق فعلها على جبين أي مسؤول طوالي حياتي ،طبعتها على جبين مسؤول يستحقها تسلح بقيم الأخلاق والتواضع والنخوة والمروءة والشهامة ، يؤمن بان المسئولية هي قيم واخلاق وان الرعية أمانة في عنقه وان جبر الخواطر من فضائل الدين الحنيف و مبادئ الحياة وسماحة الإنسانية ومن تواضع لله رفعه  .
نعم ..محافظنا رجل حكيم خلوق يتعامل بواقعية إدراكا منه ان المناصب زايلة والحياة فانية ولن يبقى للإنسان إلا الأثر الطيب .

وامام هذا المشهد الرائع فكيف لايجيز لنا ان نطلق عليه "الأب الروحي لشبوة " وسلطان القلوب "  فقمة أخلاقه وتواضعه هي من رفعت مكانته ومحبته عند ربه ورعيته .

نستعرض هذه الرواية الواقعية ليس للتمجيد او المديح او التطبيل لهذا المحافظ الأنسان فهو والله لا يرغب ذلك إطلاقا ، لكن الغاية من هذه القصة ان نعطي منها درس يتعلم و يستلهم اولئك المغرورين والمتطفلين على المناصب من بعض المسئولين والقادة الصغار في عيوننا حينما نشاهدهم يستعرضون بمواكبهم في الشوارع ويلحقون الأذى بالناس غير مبالين بحياة الناس وممتلكاتهم، وحينما  يجلسون يتفاخرون و يتباهون ويقفزون عن الواقع ويعيشون حياتهم بأستعلت وتكبر وتنمر حياة مملوة بالشطحات والنطحات تشبه افلام الخيال ( الاكشن) .