آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:36ص

قرار مجلس الأمن 2624, إذا لم تستفد منه الشرعية، فسوف تتجرع السم

الأربعاء - 02 مارس 2022 - الساعة 05:53 م

د.عادل الشجاع
بقلم: د.عادل الشجاع
- ارشيف الكاتب


 

اعتمد مجلس الأمن أمس الاثنين القرار 2624, (2022) , تحت البند السابع واعتبر جماعة الحوثي جماعة إرهابية وأدرجها على قائمة العقوبات وحضر السلاح عليها ، وقد صوتت على القرار جميع الدول دائمة العضوية ، وسرد القرار أسباب التصنيف ، منها الهجمات على المدنيين ، واستخدام العنف الجنسي ، وتجنيد الأطفال واستغلالهم ، واستخدام الألغام الأرضية ، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية والهجمات التي تنفذها عبر الحدود .

هذا القرار يخص مليشيا الحوثي بشكل مباشر ، ويخص القيادات المؤتمرية التي انفصلت عن انتفاضة الثاني من ديسمبر ، أبو رأس ومن معه ، بوصفهم شرعنوا وبرروا لهذه المليشيا الإرهاب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وتعاونوا معها وجندوا لصالحها وسوغوا لها الأفعال الإرهابية وقدموا لها التغطية الإعلامية والتحليلات التي تحقق أهداف الأعمال الإرهابية ، لهذا يجب على قواعد المؤتمر أن تتبرأ من هذه القيادات المتورطة بالإرهاب ، حتى لا تحسب على الحزب .

هذا القرار يخدم الشرعية من ناحية ، ويضرها من ناحية أخرى ، يخدمها أن المجتمع الدولي من اليوم وصاعدا سيتعامل مع الحوثيين كجماعة إرهابية وليس كسلطة أمر واقع ، ولهذا السبب لا يمكن للعالم أن يتماهى مع جماعة إرهابية تسببت في حرب أدت إلى مجاعة ثلثي سكان اليمن ، وهذا يستدعي من الشرعية تشكيل فريق سياسي حقوقي للتحرك إقليميا ودوليا للضغط على الدول والمنظمات بتفعيل القرار ومنع التعامل مع أي جهة تتعامل مع هذه الجماعة الإرهابية .

أما الضرر الذي يقع على الشرعية من هذا القرار ، وأعتقد أنه تم تمريره داخل القرار بخبث من قبل دولة ما ، فيتمثل بالإشارة إلى المضي قدما في الحوار والمصالحة بين الأطراف المتعددة والمتنوعة والتي تشمل تمثيلا لا حصرا الحكومة اليمنية ، بمعنى أن الشرعية هنا لم تعد الطرف الرئيسي في العملية السياسية ، بل طرفا من بين أطراف متعددة ، ولعل ما يجري التحضير له في الرياض يعد جزءا من ذلك .

خلاصة القول إن الشرعية أمام فرصة أخيرة للبقاء ، إما أن تستثمرها وتبقي على اليمن حاضرة في أروقة المنظمات الدولية ، وإما أن تضيعها ، فإذا أرادت الإبقاء على الشرعية الدستورية ، فعليها تشكيل فريق سياسي حقوقي ينقل للعالم خطر هذه الجماعة الإرهابية التي ذهبت باليمن بعيدا عن محيطها العربي وحولته إلى بلد يعاني الفقر والتخلف وحولته إلى بؤرة إرهابية ، كما يجب على الشرعية أن تفعل الدور الدبلوماسي وتتخلص من كثير من ديدان الاسكارس التي تملأ أمعاء السفارات ، وإن لم تفعل ذلك ، فإن انعكاسات القرار سترتد عليها قبل أن ترتد على الحوثيين .