آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-11:38م

حملوا السلاح وهجروا مسك القلم

الثلاثاء - 01 مارس 2022 - الساعة 04:08 م

دنيا الخامري
بقلم: دنيا الخامري
- ارشيف الكاتب


 

دنيا الخامري

(كنت اعتقد أن الطفولة مرحلة ساذجة أتمنى أن تنتهي وأكبر.. وأن التقدم بالعمر ميزة.. وأن قصص الأطفال وأفكارهم تفاهة نستخلص منها العبر عندما نكبر.. كبرنا وادركنا معنى الطفولة والبراءة وأن يكبر عقلك وقلبك وفكرك وأنت تحمل طموح وأحلام بعيدة المنال.. تكبر يوماً كأنك كبرت أعوام في أوطان يكبر شبابها أعوامٌ على أعوام).. تلك كانت صدمة ما بعد الحرب التي تركت ومازالت تترك آثارها النفسية والاجتماعية على مدى بعيد على الطفل.. فما بال والحرب مستمرة ولم تنتهي حتى الآن؟!..
الحرب اقحمت الأطفال على حمل السلاح فانستهم مسك القلم، جعلت معظمهم يبيعيون ورداً في شوارع بعض المحافظات المحتلة وآخرون يبيعون المناديل الورقية من أجل شراء رغيف خبز يسد جوعهم عوضاً عن شرائهم الكتب ليتعلموا!!
طوقتهم المليشيا الحوثية وخنقت مستقبلهم وسلبت طفولتهم وجعلتهم وقوداً للحرب؛ ناهيك عن مقتل مئات الأطفال دون سن الـ 15، جندت الكثير منهم ودفعتهم للقتال في صفوفها على الرغم من أن القانون الدولي الإنساني "يحظر تجنيد أو استخدام الأطفال من قبل الجماعات المسلحة أو القوات المسلحة". لكن لا رقيب ولا حسيب..
قامت بتفخيخ أدمغتهم عبر تغيير وتشويه المناهج التعليمية على أساس طائفي وعقائدي، لتنشىء بذلك جيل كامل على الكراهية والأحقاد لسهولة الزج بهم في جبهات القتال.. إلى جانب تعرض الكثير منهم لصدمات كثيرة منها فقدان أو استشهاد أحد الوالدين، تدمير المنزل أو المدرسة وربما أيضاً صدمة التعرض لاعاقة وفقدان أحد أعضاء أو حواس الجسد.. كيف نعيد لهؤلاء الأطفال أمانهم واطمئنانهم النفسي إذ أن غالبيتهم تحول سلوكهم إلى عدائي أو ناقم على مجتمعه ولا يشعر بالانتماء والحب والسلام ممن حوله.. يحتاج هؤلاء الأطفال إلى الحماية والاهتمام بنقلهم من مرحلة الصدمة إلى التعايش الطبيعي وإخراجهم من دائرة الحرب وتوفير البيئة المناسبة لهم كالانخراط في التعليم والنشاطات والبرامج الترفيهية.. واقع الحرب في بلادنا يحتاج إلى اهتمام كبير من قبل المنظمات الدولية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل.. فالأطفال بمراحلهم العمرية المختلفة يواجهون واقع مؤلم وصعب جراء الحرب التي فرضتها المليشيا الانقلابية ونتائجها على حياتهم مآساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. انتهاكات بكل أشكالها تعرضوا لها أثرت على أعماقهم النفسية وتحتاج لمعالجتها إلى جهود كبيرة ومشتركة للخروج من الكابوس الذي أتاهم فجأة دون سابق إنذار كما يحتاجون إلى سنوات طويلة للعودة إلى الحياة الطبيعية..
فهل من مجيب لإنقاذ الطفولة المنتهكة في اليمن؟!!