آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-11:26ص

لماذا تختلف أوكرانيا عن اليمن !

الجمعة - 25 فبراير 2022 - الساعة 10:45 م

مصطفى المنصوري
بقلم: مصطفى المنصوري
- ارشيف الكاتب



الحرب الروسية الأوكرانية لم تكن وليدة  اللحظة ، والصراع الأمريكي على النفوذ ، وشهيتها في حكم العالم انطلاقا من إضعاف روسيا واضح في استراتيجية امريكا التوسعية ، استغلت امريكا طموح أوكرانيا نحو الغرب لتصطاد الروس على حساب الشعب والحكومة الأوكرانية ، رسمت أمريكا هدفين  إما ان تجعل أوكرانيا مسرح خصب لقواعدها العسكرية وتمدد حلف الناتو بقواعده وسلاحه ليلاصق روسيا او إضعاف روسيا  بالعقوبات والعزل انطلاقا من إدراك أمريكا ان روسيا لن تقبل ذهاب أوكرانيا بعيدا عنها وستتحرك بقوتها العسكرية لإستعادتها الى الحضن الروسي ، المتضرر الأكبر هم الاوربيون ، حتى أن حلف الناتو بداء يعزز من قواته شرقا خوفا من توسع روسيا الى ما بعد اوكرانيا ، حققت أمريكا كثير من أهدافها ضد الروس ، وادرك الرئيس الاوكراني أنهم ضحية وفي اقل من 24 ساعة  لبدء المعركة أعلن انه وعائلته منتهين ، إنطلق بوتن في حربه على أوكرانيا أنها روسية مستدعيا بذلك التاريخ وانه يحمي الدونباس من الابادة العرقية ويحمي اللغة الروسية والروس في لوغانسك  ودونيتسك من بطش وإبادة الحكومة القومية النازية في كييف حد تعبيره .
المعركة مازالت وكييف سيسقطها الروس وبحسب المتابعات العسكرية والاستخباراتية ترتب روسيا وضع حكومة حليفها لها على غرار بيلاروسيا ، تمتلك روسيا قوة ردع نووية ولوحت به حال تدخل أي قوة خارجية لمساندة حكومة كييف ، ثم ان لروسيا قوة نفوذ وحق الفيتو وحلفاء اقويا كالصين وإيران وتواجد الروس بقوة أيضا في الشرق الأوسط ، صناعاتها العسكرية فتاكة وجيشها في مصاف الدول الأقوى عسكريا ومصنف الثاني عالميا ، والى اللحظة لم يستخدم الجيش الروسي الكثير من قواته وقدراته العسكرية في أوكرانيا ، في الإتجاه الآخر نرى السعودية تعتمد بدرجة رئيسة على السلاح المشترى خارجيا وتعتمد بدرجة رئيسية وتستعين بدول كبرى كأمريكا في تحديد الأهداف وتحركات للعدو وبحريا تعتمدعلى الاساطيل الخارجية وفي البرلا تملك قوات محترفة ودفاعاتها الصاروخية وصواريخها مشتراه .
حرب أوكرانيا يجب ان تصل بالسعودية الى قناعة تامة من أي تدخلات أجنبية لحسم المعركة لصالحها ، وان أمنها القومي على المحك خصوصا اذا اعتلى الحوثيين الحكم على صنعاء ، عندها لن تقوى على أي ردع عسكري لإنتشار قوات يمنية او إيرانية على حدودها مع اليمن وإعلان الحرب ضدها إنطلاقا من إستعادة الأراضي اليمنية نجران جيزان وعسير اومن أجل حماية الشيعة من إذلال السعودية على أراضيها و قد تصل حد منازعتها حماية وخدمة بيت الله الحرام ،  في كل الأحوال يعتبر تأخر حسم المعركة هزيمة للسعودية لان المتغيرات القادمة قد تعصف بقبضة السعودية على اليمن خصوصا وان التدخلات لحماية طائفة او قومية او لغة بات مشروع في قانون الأقوياء ، وعلاقة روسيا بإيران استراتيجية في المنطقة وهناك تفاهمات بين كل من الصين وروسيا وإيران تستند الى عدم ممانعة أي دولة لطموح الأخرى عند توسعها بما يلبي أمنه القومي واستراتيجية دفاعهم وقوتهم المشتركة . 
فقدت السعودية طيلة حربها الكثير من الدول الداعمة لها وتوالت الانسحابات لتبقى  الإمارات الى جانبها في اليمن ، وعلى المستوى الداخلي كثير من القوى لا تدين بالولاء للسعودية وفي مقدمتها الشرعية التي صنعتها السعودية بنفسها  ، الانتقالي والعمالقة قوات ولاءها صارخ للإمارات ، كما أن المشكل اليمني معقد وساهمت السعودية في هذا التعقيد سابقا منذ عهد الرئيس صالح الى لحظة صياغة المبادرة الخليجية حتى أعتلاء طيرانها سماء اليمن معلنا الدفاع عن امنها القومي من إيران .
اصبحت السعودية  بين فكي ضعف الشرعية واتهامها بتقسيم اليمن وكلاهما صنيعة سعودية ، لم ترسم السعودية مع داعميها الدوليين اقصر الطرق للحرب وصناعة السلام المستدام ، ولم يعد اليمن بشكله اليوم باعث للاستقرار ، ولن يأمن الجوار من ارباكاته ، وحري على السعودية تغيير استراتيجيتها في التعامل انطلاقا من تأمين الجنوب وحمايته ورفده بكل وسائل القوة ، والتفرغ للشمال انطلاقا من إجتثاث القيادات العسكرية والسياسية  التي اثبتت فشلها طيلة السنوات الثمان في معارك الشمال ، واستبدالها  بقيادات شابه كما أحدثت ذلك الإمارات في صناعة حلفاءها جنوبا  ، مع الأخذ أن أي اتفاقات دولية تحمي صنعاء تكون في حل من السعودية ومادون ذلك ستجد السعودية قريبا قوة فائقة تتدخل في اليمن لحماية اليمنيين من الحصار والإبادة السعودية.