آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-04:11م

حوار مع صديقي الحوثي

الجمعة - 25 فبراير 2022 - الساعة 06:35 م

لطفي عبدالله الكلفوت
بقلم: لطفي عبدالله الكلفوت
- ارشيف الكاتب


مع مرور سنوات شداد ننتظر فيها غيث ربنا ويمطر بالهداية على من يريدون فرض عقيدتهم وقناعاتهم علينا وكانوا سببا في تعاستنا عندما قامو بالانقلاب على السلطة الشرعية يزداد وعي من يحب المطالعة والتامل والاستفادة من تجارب الغير ويتمنون الوصول لتحقيق مكاسب وطنية لمستقبل الابناء والاحفاد من بعدهم ويزداد الجاهلون جهلا وتشددا وطمعا في مكاسب شخصية وحزبية والمشاركة في السلطة.

فكل يوم يمر ندرك فيه ان الحوثيين لن يستطيعون فرض سلطتهم على من لا يعتقدون بالولاية ولا من يريدون الديمقراطية والحرية الحقيقية يستطيعون فرضها في مناطق يعتقدون بان الله اوكل لهم حكم الارض ومن عليها وهذا ماجعلني اكتب حواري مع صديقي الحوثي وكيف نستطيع التعايش في وطن واحد دون عداء من وجهة نظري الشخصية.

س: نحن نحترم قناعاتكم ومعتقداتكم وان كنتم تسبون الصحابة فحسابكم وحسابهم عند ربكم فهل لديكم القدرة بان تحترمون قناعاتنا ومعتقداتنا وشعورنا بعدم السباب على الاقل في وجودنا لنتعايش في بلادنا ؟

الحوثي : اولا نحن لسنا سبابون كما اعلن السيد عبدالملك الحوثي ونحن نحترم ايضا معتقداتكم وقناعاتكم فان كان لديكم ولاية لاهل البيت كان بها وان لم يكن لديكم الولاية لانفرضها عليكم.

س: بما انكم تحترمون قناعاتنا ومعتقداتنا فلماذا تقاتلون وتحتلون المناطق التي لاتعتقد بان الولاية والسلطة حكرا لاهل البيت وتفرضون عليهم معتقدكم واستحواذكم على السلطة فيها بعد انقلابكم على الشرعية بقوة السلاح في تلك المناطق التي سيطرتم عليها وتتركون لمن لدية قاعدة شعبية سلطة عليهم بحسب اختيارهم وقناعتهم فهنا يتبين لي ان اقوالكم ليست كما هي افعالكم ؟

الحوثي : نحن نريد المحافظة على وحدة البلاد تحت ادارة سلطة واحدة واذا اعطينا حق حكم المناطق التي لاتعتقد بالولاية واختيار سلطتهم فهذا يعتبر تقسيم للبلاد لذلك لم نقبل بمخرجات الحوار والاقاليم وكان الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمة الله يرى ان الاقاليم انفصال عن الدولة ولم ننقلب على الشرعية وانما انتهت فترتها المحددة لها لذلك كان ينبغي اقامة انتخابات مباشرة عند انقضاء فترتها.

س: في فترة حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمة الله بعد الوحدة اليمنية كان يقسم المحافظات اليمنية من محافظات كانت تشملها حتى وصل عدد المحافظات اثنان وعشرون محافظة فما الفرق بين تقسيم المحافظات وتقسيم الاقاليم سوى انها تحصل على مخصصها من مواردها بدلا من ان يكون اعتماد مركزي ليجعلها تعني تقسيم اليمن الى دول رغم ان النسبة المقررة قليلة في مخرجات الحوار وسيادية بعض الموارد لا تجعل الاقاليم تستغني عن دعم المركز ولن تنفصل الاقاليم وان تم رفع نسبة الاقاليم ومن جميع الموارد حتى السيادية منها وكانت المشاركة في السلطة المركزية عبارة عن نقاط بحسب دخل كل اقليم وليس بحسب عدد السكان عندها سيفتح باب التنافس بين الاقاليم وسيتم انشاء مشاريع ايرادية وتسهيلات للمستثمرين ليزيد دخل كل اقليم وسيتم توريد مبالغ اكبر للمركز ليحظى الاقليم بعدد ممثلين اكبر في المجلس المركزي العام وسلطة الدولة المركزية فلم يكن مبرركم ياصديقي مقنعا لتفرضون سلطتكم علينا بديلا للشرعية دون انتخابات وعدم قبول مخرجات الحوار السابقة فسقف المطالب وتعديل نظام الاقاليم ونسبتها الان سيرتفع لدى الاطراف ليصبح نظام اقاليم حقيقي بدلا عن نظام الاقاليم الصوري السابق في الحوار الشامل المقبل ؟

الحوثي : كان ذلك مانعتقده ومازلنا نعتقد ان هناك فرق بين تقسيم المحافظات ضمن نظام المركزية والاقاليم التي لاتخضع الى حد ما للمركزية كما اننا نرى انها بداية لتقسيم اليمن لعدة دول فالجنوب وسبا والجند وتهامة فيه اهم موارد تعيش اليمن عليها كما اننا لم نعتقد ان تصل الامور لما وصلت الية اليوم ولولا تدخل دول العدوان لفرضنا على العالم سلطة الامر الواقع على كامل الاراضي اليمنية وكان قد بدانا حربنا ضد اسرائيل وامريكا.

س: لم نعترف بعد بدولة اسرائيل وترديد اسمها في صرختكم يعتبر اعتراف بها فنحن نسميها فلسطين المحتلة هذا كتعقيب لك عندما ذكرتها في اجابتك السابقة والحمدلله ان التحالف انقذنا من فرضكم علينا سلطة الامر الواقع ولم تستطيعون فرض سيطرتكم سوى على مناطق مقتنعة بمعتقدكم الديني والولاية واجزاء بسيطة من مناطق لم تحترمون قناعتهم وفرضتم السيطرة عليها بقوة السلاح فهل لديكم نية وقابلية لاحترام قناعة الشعب والدخول في حوار شامل لتحقيق سلام دائم وتحديد اقاليم بحسب الرغبة الشعبية والتي لاتسمح بقيام صراع ومطالبات وتظلمات في المستقبل ؟

الحوثي : نعم لدينا الرغبة في اقامة سلام دائم فيما بيننا نحن اليمنيين ودول الجوار والعالم دون تقسيم اليمن ولكن بعد تنفيذ الشروط المقدمة ومنها فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة.

في نهاية هذا الحوار مع صديقي الحوثي الافتراضي والتي كانت اجاباته مستخلصة بحسب مايصرحون به في القنوات والمواقع الاخبارية وما يتداوله عامة الناس وليست من وحي خيالي وكانت مجرد مقتطفات تبدي عدم منطقية هذه الجماعة لاقامة الحروب ولكي لا اطيل على القارئ وتوضيحا لكل من هم يعتقدون ان الحوثي يدافع عن وطنة نكشف لهم انه طامعا في السلطة والثروة فقط وتنفيذا لاجندات داعمية حتى ولو ابيد شعب اليمن باكملة ولم تكن ثورته دينية او وطنية كما يزعم وان كان لديهم نية وطنية صادقة للدخول في الحوار الشامل والمشاركة في تاسيس نظام اقاليم يبني الوطن بديمقراطية حقيقية فليس عليهم قبل الوصول الى مخرجاته طرح الشروط وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة فمطارات الشرعية والموانئ التابعة لها لم تمنع احد ولم تقطع عليهم امدادات الغذاء والوقود كما فعل الحوثيين في حصارهم على عدن قبل تحريرها الا ولديهم النية في انقلاب جديد بعد ترتيب خططهم وتعزيز قوتهم.