آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:20م

غابة الأخوين

الجمعة - 25 فبراير 2022 - الساعة 01:27 ص

سام الغباري
بقلم: سام الغباري
- ارشيف الكاتب


 


هي #اليمن فوق اللغة، ومصدر كل المصطلحات، فلا ينبغي تصريفها على أي وزن، لأنها الوزن ذاته

عندما يغشاها السلام، ينسى أهلها العداوات والحروب كأنها لم تكن

لا ينتقم اليماني، لأنه طيب
ولأنه يستحي
ولأنه مصمم على استعادة الهوية من فم الظلام، وارسال نورها إلى كل العالم

يريد اليمانيون شيئًا واحدًا
فقط
أن نبقى يمانيين
بهيئتنا، وسمرتنا القحطانية، بألواننا المشرقة، وأعيننا المكسوة بغبار الحزن
بتلك الابتسامة، والشهامة
بأن ننقب في القرى والمدن عن أولئك القتلة الذين لا يشبهوننا، فنخرجهم من أرضنا
ندفعهم إلى البحر
ليموتوا أو يقطعوا المحيط كاملًا مجدفين بأذرعهم 
لن نكترث

ونبقى نحن، ومن يحبنا
معًا على المركب الأخير
الملتصق بآخر يابسة في هذا الكوكب
وكأنه سفينة نوح
ذلك الفلك الذي صار أرضًا وجبالًا، وبقي الطوفان داخله، يعتصرنا كل عام، فلا ينجو غير الذي اتبع نوحًا وابناءه

ولن يؤمن فيه إلا من قد آمن
ويلد الفجرة، كفرة

من هنا كانت الأرض
والانسان
أول قطرة حب
وأول دم يسفك
وأول شجرة تنزف جروحها على الأخوين اللذين ولِدا من صلب واحد، ورحم واحد

فقتل الأخ، أخيه
ومع كل قطرة دم يانعة تهرق في الهواء، تنمو شجرة أخوين جديدة،
حتى صارت الأشجار غابة كثيفة تذكرنا بآثامنا القاتلة

جمعة مباركة
#خواطر_سام
#اليمن_بلدي_انا