آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:14م

الصيف قادم والكهرباء بوادرها واضحة اليوم

الثلاثاء - 22 فبراير 2022 - الساعة 08:12 م

عبدالله ناصر العولقي
بقلم: عبدالله ناصر العولقي
- ارشيف الكاتب


تعاقبت أعوام عديدة على عدن ،  شهدت خلالها تطورا في إتلاف محطات التوليد الكهربائي ونموا في فترة الانقطاعات الكهربائية ، وذلك أدى إلى غرقها في ظلام الانقطاعات الكهربائية الطويلة ، فتغيرت صورة عدن البهية ، وصارت شبيهه بقرية كبيرة ، عدن العاصمة التي كانت مصباحا منيرا لفت أنظار شعوب جميع الدول المجاورة ، وذلك حين تم افتتاح أول محطة للطاقة الكهربائية في عدن قبل ما يقارب قرن من الزمان ، فجعلت ليلها مشرق بنور الكهرباء في ذلك الزمان البعيد .

من المعروف أن التيار الكهربائي الذي تنتجه محطات التوليد الكهربائي عبارة عن تيار  متردد ، وقد نسبت تلك التسمية للتيار  لتناوب أطواره بخمسين ذبذبة في الثانية ، وكل ذبذبة لها وجه موجب وآخر سالب ، ويحدث انقطاع للتيار عند الانتقال من وجه لآخر ، وتقدر مدة ذلك الانقطاع بواحد في المئة من الثانية الواحدة ، لذا عندما ينير هذا التيار  مصباح كهربائي لا تستطيع العين اقتناص فجوة الانقطاع وذلك لضآلة زمنه الذي يجعل سرعة العودة فائقة جدا ، فلا حس ولا خبر لذلك الانقطاع بالمرة ، لكن المشهد اليوم للانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في بلادنا وفي عدن على وجه الخصوص ، أعطت صورة جديدة للتيار المتردد ، فجعلته تيار متجدد  يختفي فترة زمنية ثم يعود ، وذلك بعد أن تمددت فجوة انقطاعه لساعات طويلة تجاوزت كل الحدود وتخطت جميع الخطوط ، وأدت لحجب النور عن البصر في اليوم الواحد لوقت يفوق ضعف معدل الساعات التي تغمضها العين أثناء أخذ الجسم قسط راحته بالنوم خلال اليوم !.

 لا يمكن أعتبار قضية العجز في الطاقة الكهربائية من القضايا المستحيل حلها ، فلكل مشكلة حل ، ولكن أساس المشكلة يكمن في تسليم الحكومة وصمتها إزاء هذا العبث ، فهي لم تعط قضية الكهرباء ما تستحقه من اهتمام متواصل بل تهاونت ، وعلى الرغم من إنشاء محطة توليد كهربائي جديدة في الحسوة ، وقد كان الواجب يدعو لقيام مثل هذه قبل سنوات عديدة ، ومع ذلك هذا الانجاز الذي تم مؤخرا لم يظهر مردوده على أرض الواقع ، مع أن المرحلة الأولى منه قد استكملت ، قبل شهور عديدة ، ولكن الانقطاعات لا تزال مستمرة وبوتيرة أكثر من السابق ، بينما نعيش اليوم في ظل أجواء  فصل الشتاء القصير والذي تنخفض فيه الأحمال الكهربائية ، ولكن المسألة وكما يبدو لم تعد محصورة بالطاقة التوليدية بل اشتبكت مع مشكلة توفير وقود كاف وبصورة دائمة لتشغيل محطات الكهرباء ، وقد تعهدت المملكة العربية السعودية بتزويد عدن وبعض المحافظات بمنحة وقود لتامين عمل محطات التوليد وبشروط تلتزم بها الحكومة ، وهذا الاتفاق لم يكفل ثبات وانتظام تزويد المحطات بالوقود ، وكأن  هدفه الأساسي كان تهدئة الخواطر فقط ، وليس غايته تامين عمل محطات توليد الكهرباء ، بحيث يقيد بضوابط دقيقة ، تمنع حدوث ثغرات تعرقل ضمان استمرارية تزويد المحطات بالوقود اللازم .

ويبقى السؤال المطروح اليوم وصيف عدن الطويل والحار على الأبواب ، ما الذي ستعمله الحكومة لتحد من عبث الانقطاعات الكهربائية الطويلة مع قدوم فصل الصيف ؟؟.