آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-05:30م

ماتت ابنة أخي حينما تحول الطب إلى تجارة بمستشفى السعيدي

الإثنين - 21 فبراير 2022 - الساعة 09:46 ص

ماهر البرشاء
بقلم: ماهر البرشاء
- ارشيف الكاتب


ماتت الابتسامة البريئة التي كانت تملئ بيوتنا سعادةً وهاهي الآن مليئةٌ بالكآبة..

ماتت فاطمة بعد أن أشعلت في قلوبنا ناراً لن تطفئها مياه بحار عدن ..ماتت وانطفى الضوء المضيء لنا في ليلنا الموحشة ، وكم سنفتقد تلك الضحكات الناعمة.

ماتت فاطمة بقضاء الله وقدره لكن بعد ستة أيام وكأنهن ست سنين عجاف ، كانت مؤلمة علينا ككبار وعليها كطفلة فالمستشفى الذي كانت فيه قاعدة تجرد تماماً من الإنسانية وأصبح أطباؤه حيوانات مفترسة تتاجر بأرواح البشر .
نعم، أصبحت غابة ترتع فيها الحيوانات المفترسة، والتي كل همها أن تلتهم أموال الفقراء والمرضى دون تردد أو مخافة من الله تعالى فالإهمال الذي رأيته والتقاعس بأرواح الأبرياء كان كفيلاً بأن يجبرني على أن أضع عنوان بارز مفاده أن مستشفى السعيدي بعدن قد تحول إلى وحش على هيئة أطباء يدعون أنهم ملائكة الرحمة بينما هم بالأصح شياطين عذاب وإجرام.

توفيت فاطمة وأضرمت في قلوبنا براكين ملتهبة من الوجع والآهات ،ربما ياطفلتي قد تكوني أنتِ واحدة من  آلاف الأبرياء الذي تلقون الإهمال من قبل مستشفى السعيدي خاصة ومشافي عدن عامة فمعاملة الأطباء والممرضين لكي في تلك اللحظات أظهرت لنا أن الطب أصبح مهنة تتاجر بأرواح المساكين والذي لاحول لهم ولا قوة إلا بالله وحده ..

فبمجرد أن تملك المال الوفير أو الوساطة من قبل إدارة المستشفى أو جهات حكومية أخرى ستحظى بعناية تليق بك كإنسان يريد أن يحيا مثل خلق الله.

لاعليكِ ياطفلتي  إلا أن تخبري الله بكل شيء حدث معكِ خلال ستة الأيام أخبريه أن الأطباء الحقراء حولوا مهنة الطب إلى استرزاق في ظل صمت الجهات المسؤولة كوزارة الصحة فتقاسم العكعة والمحاصصة تتم فيما بينهم.

فهل ياترى بعد هذا كله سينظر مكتب الصحة في عدن مثل حالة فاطمة التي تعد واحدة من بين آلاف الحالات؟ هل سيسلط الضوء ويتخذ إجراءات صارمة ضد كل من يتهاون بأرواح الناس أم إنه سيقف صنماً مكتوف اليدين وبهذا يكون شريكاً معهم بل ومشرعاً لهم بالصمت؟!