آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

متى نتعلم احترام وحماية العملة النقدية الوطنية ؟

الخميس - 17 فبراير 2022 - الساعة 02:01 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


غالبية السكان في اليمن متهمون بالتقليل من احترام وحماية الأوراق النقدية ومهملين للغاية في التعامل معها ،  حتى أن الأوراق النقدية الجديدة فئة الألف و فئة الخمسمائة  اصبحت في زمن قياسي جداً في حالة يرثى لها ، الكثير  منها ممزقة من الاطراف والوسط  واخرى مكتوب عليها رسائل  وغراميات وشعارات وارقام هواتف وأخرى تقرأ رسائل من الجهتين وكأنك امام خطبة الجمعة، أما بالنسبة للعملة المعدنية التي اختفت تماما من التداول وفقدت قيمتها الاسمية  اصبحت منسية ، أفرزت علاقة جديدة بين البائع  والمشتري قائمة على إعادة البائع للمشتري الباقي بالعلكة والحلوى .

 

يلاحظ  أن التاجر والمواطن والبائع في اليمن يحافظون على الدولار والعملات الاجنبية الاخرى بكل  قوة واحترام، فيما لا يتوانون عن تمزيق وتشويه عملتهم والاستخفاف بها، متناسين أن العملة الوطنية هي السمة المميزة للدولة  على المستوى العالمي والأوراق النقدية تعكس تاريخ تطور البلاد  وقيمها الثقافية والروحية.

 

سلوك المواطن وتحضره في نظافة عملته واحترام طريقة تبادلها، لان ثمن الاستهزاء والاستخفاف والتشويه للعملة  يجبر البنك المركزي اليمني لطباعة كميات بديلة عنها ،  والأموال التي تتكبدها الدولة وخزنتها هي في النهاية من أموال المواطنين، الجدير ذكره أن هناك قوانين في العالم المتحضر تفرض غرامات مالية على سوء استخدام العملة، لأن الدول هناك تدرك أن حضارة وتطور الأوطان تظهر للزائر والسائح والمقيم قبل كل شيء من خلال نظافـة عملته الوطنية.

 

الدول المتحضرة تسير وفق قاعدة أن متوسط ​​عمر الأوراق النقدية يبلغ حوالي 2.5 سنة ، أي أن البنوك المركزية في هذه الدول تسحب من التداول وتتلف حوالي 2.5 مليار ورقة نقدية سنويًا، بينما في اليمن بطريقة مبهمة  بعض الاوراق النقدية تختفي من التداول واحيانا الأوراق النقدية القديمة تحل محل  الجديدة بقدرة قادر، لكن هذا ربما لا يرجع إلى الموقف الاستهزائي للسكان تجاه النقود ، بقدر ما هو علاقة بين السلطات والتضخم  .

 

العملة الورقية الجديدة والنظيفة نعمة اما اذا كانت  عكس ذلك  وتجمعت عليها الأوساخ والقاذورات والبكتريا والطفيليات و تنتقل من شخص الى اخر  فهي  تجلب  الكآبة وتنقل الأمراض ، وتنفق في المستشفيات والعيادات الخاصة  ، لأن العملات الورقية القديمة المتسخة لها تأثير سيئ على جلد الإنسان  وكذلك على ألأنف وتشكل خطر في زمن كورونا .

 

في مصر يعاقب قانون البنك المركزي كل من أهان النقد أو قام بتشويهه أو إتلافه أو الكتابة عليه بأي صورة من الصور، بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تتجاوز المائة ألف جنيه ، اما في السعودية فالعقوبة هي السجن لمدة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف ريال ولا تتجاوز عشرة آلاف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين.