آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-08:46م

في سبيل البحث عن حضرموت لكل الحضارم

الأربعاء - 16 فبراير 2022 - الساعة 04:15 م

صالح فرج باجيده
بقلم: صالح فرج باجيده
- ارشيف الكاتب


بعيدا عن المغالطات ومحاولات سرقة جهود الآخرين ونتاج صبرهم وبذلهم؛ لجنة تصعيد مخرجات لقاء”حرو“ المبارك التي جاءت الهبة الحضرمية الثانية تتويجا لجهود الرجال الحضارم المخلصين، المنضوين في كتلة حلف وجامع حضرموت من أجل حضرموت والجنوب.. هي فقط صاحبة الفضل في الحراك والتصعيد الذي تمر به حضرموت هذه الاثناء من أجل انتزاع الحقوق.. هكذا هي الحقيقة المجردة لا كما يحاول البعض سرقتها وتحريفها والقفز عليها ..

لاينكر أحد مجهود الرجال والشباب الذين انخرطوا في النضال منذ الهبة الحضرمية الأولى، التي جاءت بعد ان تم التنكيل بالحضارم من قبل قوات الفيد التي اقتحمت الجنوب في 7 يوليو 1994م وقد تصدى لهم الرجال، مقدمين اغلى ماعندهم حتى استشهاد الشيخ سعد بن حبريش العليي في مدينة سيؤون منطقة السحيل على ايدي تلك القوات .. اولئك الرجال الشرفاء انخرطوا في معترك النضال من أجل حياة كريمة تعم أرض حضرموت، وانتظروا فترة طويلة بلغت أعوام وهم يتمنون تحقيق الحلم بانعتاق حضرموت و عودتها لاحضان أهلها وناسها، وانتزاع حقوقها التي يتم اغتصابها جهارا نهارا على مرآى ومسمع العالم، وبتعاون وتنسيق مع بعض ممن نصبهم آنذاك نظام عفاش كرموز صورية يرتكن عليهم لتنفيذ اجندته، من اجل استمرار عمليات النهب والكسب والفيد من ثروات حضرموت الغنية بالكثير من الخيرات والكنوز المتنوعة ..
وانخرط رجال الهبة الأولى وتم تكوين التجمعات تلو التجمعات، وتفرعت وتعددت التشكيلات وكلها تدعي تمثيل حضرموت، دون ان تقدم شيئا ينهي الوضع السيئ القائم بطول حضرموت وعرضها، وانشغل الجميع بمناقشات ومجادلات وتفاصيل لاتغني ولا تسمن من جوع، في ظل استمرار النهب والتدهور المعيشي، حتى وصل الأمر لانعدام الأمن والاستقرار في حضرموت التي لم تُعرف الا بالسكينة والأمان ، وغدا القتل جهارا نهارا في شوارع وازقة المدن الحضرمية في الوادي .. بينما حورب الساحل بحرب خدمات قذرة انعدمت فيها أهم مقومات الحياة من ماء وكهرباء ومحروقات وغيرها من الخدمات الاخرى، وارتفعت الأسعار حتى في تلك المواد والمزروعات وخيرات البحار التي تزخر بها حضرموت ويتم تهريبها ونهبها، ليستفيد منها اباطرة السرقة والنهب على حساب قوت يوم الحضارم ..
لم يستكن اولئك الرجال وحاولوا وبذلوا كل جهد كي تعود تلك التجمعات والتشكيلات التي تم انشاؤها وانخرطوا فيها إلى خط سيرها الذي جاءت من أجله، وهو انتزاع الحق الحضرمي من براثن مغتصبيه.. حتى توجهوا مضطرين إلى تشكيل”الكتلة الحضرمية“ التي حركت المياه الراكدة وحملت على عاتقها هَمّ كل الحضارم؛ لذلك وُجد الالتفاف الشعبي والجماهيري حولها بل وحتى الرسمي؛ الا ماندر ممن لم يكن وجودهم إلا من اجل استمرار وضع النظام العفاشي، وبقاء حال حضرموت بقرة حلوب لبقايا رموز نظامه ..
عندما جاءت الهبة الحضرمية الأولى تحرك هوامير ورموز وعملاء النظام العفاشي ، الذي كان قويا جبارا آنذاك، وعملوا على تشتيت الصوت الحضرمي.. حتى اصبحت مخرجات الهبة الأولى مجرد حبر على ورق، ومجرد مكاتب، وادارات، وهيئات لاتقدم ولاتؤخر..
وعندما انطلقت الهبة الحضرمية الثانية تحركت أيضا كل تلك الرموز السابقة التابعة للعفافشة، مستغلة تنافس بعض رموز حلف حضرموت و الجامع الذين رأوا في الكتلة منافس شديد لهم، وبالتالي لم يتقبل البعض منهم قيام الكتلة وانبثاقها عن الحلف والجامع، كي لاتسحب البساط الذي اعتقدوا انهم افترشوه لهم فقط ..

وعند حدوث أول انعطافة في الهبة الثانية وتم التوجه إلى ايقاف نزيف النهب بإيقاف املاء باخرة النفط، ظهرت فئة تدعي امتلاك الحضرمة وتوزع صكوكها.. بل ان منهم من اراد انتزاع الحراك الشعبي والرسمي والجماهيري الحادث بطول وعرض حضرموت له وحده دون سواه، بل وشطب الآخر صاحب الحق والفضل الأساس في كل المجريات الحاليّة على الساحة الحضرمية.. ممن يحاولون إمتطاء واحتكار الحضرمة لهم دون سواهم بحجة ان من يتحزب او ينتمي لتنظيم مغاير لتوجههم منتقَص منه ومن انتماؤه لحضرموت، ولا يجوز له ان يتحدث كحضرمي، وهم فقط لاغير من يجب ان يمثل حضرموت.. على اعتبار انهم هم فقط الحضارم الأقحاح، ولا يتبعون لاشمال ولا جنوب، وتجدهم غارقين في التبعية للاسوأ، وهو الخارج.. لأن جل اصحاب هذا الطرح مغتربين، والبعض منهم يحمل جنسية بلد اغترابه، او يتلقى تعليماته ودعمه من اولئك..

ايها السادة نحن نبحث عن حضرموت لكل الحضارم دون استثناء ولا أولوية او ولاية لقوم دون آخرين ..

نريد انتزاع الحق الحضرمي المستباح..

نريد السيادة الحضرمية الخالصة على الأرض، وانتشار قوات النخبة الحضرمية على كل تراب حضرموت، وطرد القوات الجاثمة على الأرض الحضرمية والتي لم تقدم لأرضها المغتصبة من قبل الحوثيين شئ، لذلك فهي لن تفيد حضرموت بشئ طالما ليست لديها غيره حتى على تراب أرضها، أو أن أساس وجودها بحضرموت هو ترديد الصرخة الحوثية وإغراق حضرموت واعادة ضمها وإلحاقها مرة اخرى بباب اليمن، وهناك من يسهّل لهم ذلك من الحضارم ..