آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:43م

الورقة السياسية واللاعبين

الأربعاء - 16 فبراير 2022 - الساعة 04:04 م

د.عبدالجبار ألدعيس
بقلم: د.عبدالجبار ألدعيس
- ارشيف الكاتب


 


      

اكدت امريكا واوروبا لروسيا عدم التدخل في حال الاجتياح الروسي لاوكرانيا وسحب رعاياها من الاراضي الاوكرانيةومايضحك في الامر تمني الامريكان ان لايطال الاجتياح الروسي الدول المجاورة لاوكرانيا اشبه مايكون بعرض يقدم لبوتن اذا كان حلم يراوده او تصرف حقيقي يريد القيام به ويعتبر خديعة للايقاع به في فخ العظمة ولتصبح اوكرانيا ورقة سياسية يلعب بها الغرب مع روسيا واذا تم الاجتياح فلن ينتصر الروس حيث قد عمل الغرب علي الاسباب التي سوف تضعف الجيش الروسي مثل الطيران والدبابات وامدوا الجيش الاوكراني بالصواريخ المضادة لها ليهزم الجيش الروسي كما هزم بها في افغانستان وبهذا يكون الغرب قد رتب حرب ومستنقع لهزيمة بوتن وجنوده في ارض اوكرانيا وللرئيس الاوكراني دور متماهي مع السياسه الغربية.

اكانت اطماع الاجتياح حقيقية او غير حقيقية بما قد صوره الغرب سبب للازمة لاقناع الشعب الاوكراني للدفاع ورفع الحماس بانهم قادرين علي التنكيل بالجيش الروسي وسوف تكون الخاتمة لحياة بوتن السياسية وتسقط روسيا من قائمة دول القيادة في العالم وانها ليست اول هزيمة في تاريخ الروس فقد هزم الروس مع فنلندا ثم افغانستان و هي نتيجة حتمية مع اوكرانيا وهذا مايوهم الغرب الاوكرانيين وهو اسلوب الاستحمار للانزلاق للمستنقع ويتحقق الهدف بتهييج المهاجم وبطولة المدفاع.


ان الغرب يستغل اطماع بعض القوى لتصبح تفاهمات وتتوافقات مع مصالحه الجيوسياسية والاقتصادية
وقد تكون هذه الاطماع حقيقية كما يسيل لعاب الروس للاستيلاء علي دول شرق اوروبا ووسط اسيا وكما تحلم ايران في الخليج والجزيرة وكذلك بين دول الشرق الاقصى والخلافات الحدودية والجزر المتنازع عليها بين هذه الدول ولكنها تظل تحت مسمى النفوذ للاقطاب وتحمل التوافق الغير مصرح به او يسمى اتفاقات غير معلنة .


ان -صناعه-اطماع الاجتياحات والتصريح بالوقوف موقف المحايد المتفرج وعدم التدخل في الحروب واجلاء للرعايا يعتبر من الدول الغربية ضمن التوافقات ولكنها تضل لها قدراتها علي ادارة الحرب وامكانيات التفوق في السيطرة علي مجريات الاحداث اما بقرارات دولية او الولائات لتجعل الخصم محاصر لايتمتع بفريسته ولا قادر علي افلاتها في حرب استنزاف وهذا ماحصل مع ايران في اليمن  
وصدام في الكويت ويتجنب منه الروس اليوم ودول الشرق  .


وفي عهد ترمب دقت طبول الحرب عبر وسائل الاعلام في شرق اسيا في البحر الجنوبي ولكنها فشلت لعدم تهور دول شرق اسيا وايضا اليوم في عهد بايدن صرح الامريكان بانهم سوف ينقلون مصانعهم من تايوان وكائنهم يريدون القول لن نتدخل للدفاع عنها واليوم الاعلام الغربي يدق طبول التوقعات بالساعات والايام في اوكرانيا التي ليست سهله كجزيرة القرم الذي دفع اوباما بوتن اليها ومع ان اوكرانيا ليست ضمن دول الناتو لكنها منطقة حرب ليست سهلة جغرافيا وانسانيا.

ان كل الشعوب المستهدفة لن تكون لقمة سائغة وسوف تدافع وجاهزة بالانسان كما اوكرانيا من الرئيس الي اصغر طفل الوحدة الاساسية في معادلة الدفاع عن اوكرانيا سوف يدفعون الثمن ليستحقوا فخر النصر او شرف الدفاع وعدم الاستسلام او الخيانة.

وهنا مادام وقد فهم الاوكرانيين ان الروس معتديين فهم يعلمون جميعا انهم سوف يقدمون الكثير في هذه الحرب ولكن العزيمة والحماس للتنكيل بالعدو والانتصار عليه هي من تجعل الاوكرانيين يقبلون بدفع الثمن الغالي من ابناء الوطن ولن يقبلون بالمقايضة بالوطن والحرية انها الشعوب التي تعلمت من التاريخ وذاقت ثمار ماكسبته من الحرية الانسانية والفكرية تحرم عليهم القبول بالعودة للذل والعدمية وفي ارضهم تكون المواطنة ثانوية.

ان الغرب لم يعد حبيس للايدلوجيات في العصر الرقمي وانما سياسة المال والمصالح الجيوسياسية هي من تعبر عن بعض الانحرافات اللااخلاقية في سياسة الغرب .

ان صناعة الازمات والاستهتار بالشعوب لغايات سياسية ولمصالح خاصة من المسؤل عليها وكيف لايحاسب عليها القانون الدولي ولامحاكم مجرمي الحرب الذي يقاد اليها قادات من الدول الضعيفه.

ان ازمة اوكرانيا وبوتن سوف يتضح المسؤول الحقيقي عنها من خلال التدابير العسكرية ورد فعل بوتن خلال الايام القادمة مع ان تصريحاته التي استنكر بها تسليط الاعلام الامريكي علي الحرب بعد المحادثة المباشرة بينه وبين بايدن والذي دامت لساعة من الوقت والتي بعدها صور بوضع المندفع للاجتياح وما ورد من تصريحات عن صور الاقمار الصناعية بتموضع الجيش الروسي.

وعلي ماسبق
اذا كان هذا موقف الغرب المعروف مدلولاته بتفعليل الازمة وموقف بوتن الذي سوف يتضح مع الايام اما ان يفشل الدفع به الي الجحيم اويقع في الفخ ويسقط روسيا في الهاوية.

ولكن هنا مايجب علينا الاهتمام به وفهمه هو موقف الرئيس الاوكراني بحيث اذا كان الغرب اراد ايقاع بوتن في فخ فلماذا يخاطر الرئيس الاوكراني بجيش وشعب ودولة؟ وكذلك باقي رؤساء الدول الحليفة مع الغرب كيف يخاطرون بدولهم وشعوبهم؟ وماذنب الشعوب؟ وهل سيحاكم المسؤلين كما حوكم صدام حسين بعد غزوة الكويت والذي دفعه الامريكان لهذا؟ 
واذا كان الاجتياح فعلا باسباب حقيقة وهي غطرست المهاجم وهي من خلقت الازمة .

فهل تعاون الرئيس الاوكراني وتفاعله مع الغرب في الدفاع عن بلده طريقة صحيحة تبقي علي السيادة والحدود؟

فاذا ماوقع واصبحت الدولة ورقة سياسية في ايديهم تصبح ورقة رخيصة حقوقيا وانسانيا  
وعليه يستوجب ان لاتصبح الدول ورقة سياسية بيد الاخرين

لن تكون اي دولة ورقة سياسية بيد الاخرين الا اذا فقدت الشخصية الرئيسية في الدولة قيمتها ودورها واصبح الخارج هو الاعب الاساسي والعكس بعض الشخصيات الرئيسية تلعب لصالح دولها وتحقق مكاسب عالية مع المجموعة الدولية كما اردوغان في تركيا ومهاتير ماليزيا ودول الخليج والشقيقة السعودية واليوم مصر العروبه تضروب اروع الامثلة في التعاون اليجابي مع الغرب والشرق والتي تنقل بلدانها الي صفوف الدول الفاعلة بعد ان كانت دول مستهدفة

ولكن للاسف بعض الدول شخصية القيادة مزدوجة لخدمة الخارج ومصالحها الخاصة وهي سبب فقدان الدولة والمقومات التي كان تمتاز بها في عصبة الأمم من دولة وسيادة وحدود وعدم التدخل الخارجي الي ان يصل الحال بدولة مفككة و شعب يعيش ماءساة.

ولذلك حال الدول المستهدفة لتصبح ورقة سياسية علي طاولة المفاوضات الدولية بين الكبار وتستغلها دول المنطقة ويستفيد منها لاعبين محليين في استقطاب الدعم الخارجي وبيع الولائات...  يتوقف علي شخصية الرجل الاول في الدولة

ماهي مصالحه الخاصة؟ 
وماهي المخاطر والحلول المحيطة؟  
وهل المخاطر حقيقية ام مختلقة؟ 
وهل الشعوب تحاسب الخونة؟  وهل العالم عادل حتي يحاسب العابثين بمصير الشعوب الصغيرة من قيادات الدول الكبيرة ؟

وفي الختام ! 
هل يتحمل الاتصال بين بوتن وبايدن لمدة ساعة وزر من الازمه ك مسؤلية اخلاقية للحفاظ علي الاوطان ويقع علي الاعلام جزء منها ؟ هل وجدت تفاهمات الحياد؟


وهل تعلم ان الرئيس الروسي امر الرئيس عبدالفتاح اسماعيل ان يتراجع من اجتياح الشمال التابع للغرب في نهاية السبعينات!!!!!


اذا الشعب اراد الحياة 
لايجب ان يسمح لعابث بالوطن   🇾🇪