آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-06:04م

الجنوب الذي سقط على طاولة الصراع الفئوي والقبلي؟

الأربعاء - 16 فبراير 2022 - الساعة 11:47 ص

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


كثيرون من يتعرضون لتاريخ عدن القديم والقريب وينشدون الخدمات التي كانت قائمة فيها وحتى مع وجود الاستعمار البريطاني من حيث ما تقدمه المطارات والموانئ وكل المرافق الحكومية فهل بعد الاستقلال قيادات الجبهة القومية كانوا لا يعلمون أو يدركوا هذا التقدم والتطور الذي كان عدن والجنوب تعيشه اعتقد الصف الاول من القيادات كانت على علم بكل خيرات الجنوب ومعرفة مكامن ثرواته وأماكن إمكاناته وكان العالم والإقليم يراقب خطوات تلك القيادة وحكمتها في مسايرت الأحداث حينها وكيف تتعامل مع الوضع الجديد،  وطالما محيط الجنوب الإقليمي غنية ولها مصالح في المنطقة وكانت تعمل على اجتذاب النظام الجمهوري في الجنوب والى سيتوجه فوجدوا أن قيادات الجبهة القومية الوطنية تسير بخطط هادئة ومتزنة ولم تحدد اتجاه معين لا مع الشرق ولا مع الغرب ولا حتى مع الجيران وكانت مشغولة بترتيب الأوضاع داخليا ومن يتم الانطلاقة نحو تحديد خطوط التوجه السياسي والاقتصادي والبناء القوات المسلحة والأمن والبحث عن الشركات العالمية لعقد الاتفاقيات من حيث البحث عن الثروات فوق الارض وتحت الارض وفي البحار وتضع نصب أعينها كل ما يهم المصالح المشتركة مع العالم .

 

طبعا هذه الخطوات الأكثر سرية وحذر لم تعجب الجيران ولا الاستعمار البريطاني وحتى بعد مغادرته أرض الجنوب لكنه ظل يراقب الموقع عن قرب والى جانب دول العالم لأن مراكزهم الاستراتيجية كانت تعرف جيدا ماذا تحتوي عليه الأرض الجنوبية من مخزون هائل من الثروات الطبيعية وبماذا يتمتع الشعب الجنوبي من ثقافات وتاريخ عظمين وهذا كان أكبر مكسب للجنوب لكنهم اي الأعداء عملوا جاهدين على تفكيك هذا النسيج الاجتماعي المتماسك وكانت بداية تحريك الصف الثاني في كيان ومكونات الجبهة القومية وعن طريق الروس الذين حصلوا الشيك بيتون مليون بوند استرليني الذي التزمت به بدفعه بريطانيا لحكومة الاستقلال في جنيف فسلم للروس وملف احمر ستحتوي على كل الأسماء اللامعة في الصفوف الأولى في تنظيم الجبهة القومية ومن كان يفاوضوا لجنة تصفية الاستعمار في العالم ومندوب بريطانيا في عدن حول الاستقلال ورحيل القوات البريطانية من عدن ذلك الشيك الذي عبارة قيمة تصفية تلك القيادات النبيلة والنزهة .

 

وبدأت المؤامرة تسحب ذيولوها ومن قبل الروس ومراقبة دول الإقليم في المنطقة وعبر خطوة 22/6/1969 ذلك الخطوة المشئومة والتي دفنت مستقبل الجنوب واشاعات خطط مستقبلية تضعه في مقدمة الصفوف في المنطقة وتكون دولة عظمى اقتصاديا وعسكريا وامنيا وعلميا لكن وللاسف الشديد دمرت كل الجهود وجاؤا عناصر فوضوية ومن خلال أجندات ومشاريع خارجية ولعبت القوى التقليدية في المنطقة دور المحرك للمؤامرة ماديا ومعنويا ولوجستيا وحتى وصل الجنوب إلى ما وصل اليه اليوم وعدن المدينة العملاقة تقزمت وأصبحت غابة وحوش وبلاطجة نهب ورعب وانعدام الخدمات الضرورية من كهرباء وتعليم وصحة وأمن وقضاء ونيابة وقانون وما يعني ذلك بأن يظل هذا الشعب وهذا الجنوب تحت سيطرة الإقليم والعالم والصراع الذي تحكمه المصالح وأهمية هذه النقطة في الخارطة الدولية .

 

ومن هنا على الجنوبيين أن يفكروا جيدا وان يقرأوا بدقة أن مستقبلهم هو في توحدهم ومساندة الماضي قاعدة مهمة وأساسية إذا أرادوا قرار سيادي يستعيدوا بواسطته كيانهم ودولتهم وتحقيق كل أهدافه العود ثم التوحد ثم التوحد والله ولي التوفيق .