آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-06:40ص

تأمين المستقبل ضيّع شعوب

الإثنين - 14 فبراير 2022 - الساعة 09:19 م

عبدالله باظفر
بقلم: عبدالله باظفر
- ارشيف الكاتب


أخي القارئ اعطني من وقتك دقائق فقط , من أجل تعرف كيف تؤمن مستقبلك و مستقبل أولادك ، فهذا الموضوع صار حديث المجتمع ، و الكل يتكلم عنه ، بل إن كل شخص يشغل منصب فهمه الوحيد تأمين مستقبله و مستقبل أولاده , وأكثر الذين حوله ينصحونه بذلك ، ولسان حالهم يقول انك سوف تجلس في هذا المنصب فترة ثم ترحل ، وهنا وقع الشخص في دمار مستقبله و مستقبل أولاده ، بهذه الطريقة وهو لا يعلم.

فضاعت حقوق شعب و تمّ نهب المال العام و تشتت شعوب و أسر بسبب تأمين المستقبل المزعوم .

وعلى المستوى الأسري صار الأخ لا يسأل عن أخيه،  وزاد البخل في الناس و الشح  وعدم إخراج الزكاة ،  ودخل الناس في الحرام بسبب  تأمين المستقبل .

فصار المسؤول يفكر كيف يجمع المال و يؤمن المستقبل المزعوم ، ونسي أن هذا المنصب أمانة وأنه راح يحاسب على كل شيء و صار التاجر لا ينزل زكاة ماله وهي فرض عليه و مقرونة بالصلاة  ، و همهم فقط تأمين المستقبل ، فسّبب هذا خلل في الإدارة ونهب في المال العام و صارت الرشوة أمرا عاديا ، بل من المستحيل أن تنجز أي عمل دون الرشوة! .

فوقع الناس في المحظور و صاروا  لا يفرقون بين الحلال  و الحرام و أهم شيء عنده تأمين المستقبل.  
لذلك نقول لكل مسؤول أو تاجر أو مواطن ، يفكر فقط في مستقبل نفسه و أولاده و صار مايفرق بين الحلال و الحرام بسبب تأمين المستقبل، وبعض المسؤولين صار عمره قريب السبعين وفوق ذلك ينهب على ثروات الشعب من أجل تأمين المستقبل. 
مجرد سؤال كم سوف تُعمر ؟

اوقف معنا هنا و نقول لك أن هؤلاء الذين ضحيت بحقوق شعب من أجلهم و الذين لم تخرج زكاة مالك من أجلهم و الذين قطعت أرحامك و لم تلتمس حاجاتهم من أجلهم،

كيف سوف تكون النهاية مثل ما ذُكر القران الكريم:
قال الله تعالى: ﴿يَومَ يَفِرُّ المَرءُ مِن أَخيهِ﴾﴿وَأُمِّهِ وَأَبيهِ﴾  ﴿وَصاحِبَتِهِ وَبَنيهِ﴾  ﴿لِكُلِّ امرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنيهِ﴾ [عبس]
و قال تعالى: ﴿يُبَصَّرونَهُم يَوَدُّ المُجرِمُ لَو يَفتَدي مِن عَذابِ يَومِئِذٍ بِبَنيهِ﴾ ﴿وَصاحِبَتِهِ وَأَخيهِ﴾﴿وَفَصيلَتِهِ الَّتي تُؤويهِ﴾ ﴿وَمَن فِي الأَرضِ جَميعًا ثُمَّ يُنجيهِ﴾ [المعارج]
وقال تعالى: ﴿فَإِذا نُفِخَ فِي الصّورِ فَلا أَنسابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَلا يَتَساءَلونَ﴾ [المؤمنون]

اقرأ هذه الآيات اخي بتمعن وافهم أن الذين تحاول أن تؤمن مستقبلهم بأكل الحرام كيف تكون النهاية يوم القيامة ويوم الحساب ؟

يعني الذي أكلت أموال الشعب من أجل تأمين مستقبلهم سوف تحاول أن تفدي نفسك بهم يوم القيامة ، وكذلك هم سوف يفرون منك.  
الله سبحانه و تعالى ذكر لنا كيف تؤمن مستقبل أولادك في سورة الكهف . 
قال تعالى : ﴿وَأَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتيمَينِ فِي المَدينَةِ وَكانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَكانَ أَبوهُما صالِحًا فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما وَيَستَخرِجا كَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري ذلِكَ تَأويلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبرًا﴾ [الكهف].
وقال تعالى: ﴿وَأَنفِقوا مِن ما رَزَقناكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقولَ رَبِّ لَولا أَخَّرتَني إِلى أَجَلٍ قَريبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصّالِحينَ﴾ [المنافقون]

فالله سبحانه و تعالى أرسل الخضر مع نبي الله موسى من أجل بناء الجدار . لماذا لأن أباهم كان صالحا . 
فهل من معتبر وهل من متلقي .

تريد أن تأمن مستقبلك و أولادك كن صالحاً .
ولا تضيّع مستقبلك في الحياة الآخرة من أجل عدة سنوات في الحياة الدنيا.