آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-04:02ص

هل ستسلم محافظة أبين على الطريقة الشبوانية؟

الإثنين - 14 فبراير 2022 - الساعة 01:48 ص

سعيد النخعي
بقلم: سعيد النخعي
- ارشيف الكاتب


منذ أن وقع الاختيار عليها أن تكون مسرحًا للمعارك الهامشية التي افتعلها التحالف بين الأطراف الموالية له، تبيّن أن الغرض من إشعالها هو الحفاظ على إثارة العرض، عند توقف جبهات القتال مع الحوثيين،فيضطر التحالف أن يملأ فراغ الانتظار، فتحرك أبوظبي قعطها الشطرنجية بزعم العودة إلى محافظة شبوة،لتقابلها الرياض بتحريك أدواتها بدعوى العودة إلى عدن، بعد أن قرارا نقل المعركة بين حليفيهما إلى صحراء محافظة أبين،لتعذر استمرارها في عدن نتيجة لوضعها الدولي،معارك ظلت تراوح مكانها، في صحراء خالية لأكثر من عامين، دون تقدّم أي طرف على حساب الآخر، ،صراع  لم يحتاج التحالف إلى انهائه سوى قرار ممهور بتوقيع هادي؛ تم بموجبه تسليم محافظة شبوة لشرطي المصالح البريطانية دون قتال،وبهذا يكون التحالف قد أطلق رصاصة الرحمة على القوات الموالية للشرعية في شقرة،بعد أن أصبحت في حكم الساقطة، بعد أن قُطع الشريان الذي كان يمدها بالتعزيزات العسكرية القادمة من محافظة شبوة عند كل مواجهة،ومنهيًا في الوقت نفسه خدمات القوات التي كدستها أبوظبي -من خارج المحافظة- بعد أن أصبح وجودها زائدًا عن الحاجة ! 
لثبت الأحداث أن تلك المعارك لم تكن إلا إخراجًا سينمائيًا متعمدًا؛ لضمان استمرار العرض للأفلام الهوليودية، حتى لايملّ المتابعون من العروض المكررة،في كل المواسم السبعة الماضية، المستوحاة أحداث فصولها  من وحي الخلافات المفتعلة بين قطبي التحالف، رغم ركاكة الإخراج،وهبوط الأداء لكل المشاهد التمثيلية، التي أنفق  القائمون عليها بسخاء من أموال النفط التي يذهب ريعها لشركات الإخراج العالمي،على حساب إزهاق حياة الآلاف من اليمنيين الذين سحر أعينهم بريق الريالات السعودية،وأصم أذهانهم صريف الدراهم الإماراتية،فيساقون كقطعان الإبل، إلى مهاوي الردى،على أصوات الحداة التي يتردد صداها من اماكن إقامتهم في عواصم الخارج .
لذا بات من الواضح أن الصراع قد اتَّخذ منحًا جديدًا،بدأت ملامحه تتضح في محافظة شبوة،فهل ستكون محافظة أبين على نفس موعد جارتها؟ فيتم تسليمها  على غرار ما حصل في محافظة شبوة، في ظل تنامي الحرك السياسي الذي يشهده الداخل والخارج؛  للملمت شتات المؤتمر الشعبي العام بعد تفرق جمعه على إثر مقتل زعيمه على يد الحوثيين.
لذا بات من الواضح أن السيناريو المقترح لمحافظة أبين هو تسليمها للمؤتمر الشعبي العام على الطريقة الشبوانية،خيار لن يحتاج التحالف سوى توقيع هادي على قرار  يقضي بتعيين محافظ من المؤتمر،لإنهاء حالة انقسامها،وبمجرد إعلان القرار لن تحتاج أبوظبي لاستكمال سيطرتها  سوى إطباق فكي كماشتها على الرقعة الممتدة من أخر حد لمحافظة شبوة حتى الشيخ سالم .
يبدو أن هذا الخيار بات وشيكًا، تؤكده المعطيات السياسية المفروضة على محافظة أبين التي ظلت طوال الفترة الماضية كالمنشزة، التي تنتظر الطلاق، وفي حال طلاقها من الشرعية هذا يعني انتقالها إلى مربع شرطي مكافحة الإرهاب، الذي سيبدأ مهامه في الأيام القادمة،بعد أن تم التمهيد له بواقعتين مفتعلتين،الأولى خطف أجنبي يعمل لدى منظمة أجنبية،والأخرى تنفيذ حكم إعدام على الطريقة الإرهابية، فتقرأ من توقيت الواقعتين أن الهدف منهما هو إعادة تفعيل اتهام المحافظة بالإرهاب، الذي دأب صالح على إلصاقه بالمحافظة طوال العشر السنوات الأخيرة من حكمه. 
 فهل سيتم بعدها إلحاق ماتبقى من الجنوب بالتاج البريطاني؟ أم أن قطبي المعادلة الدولية سيتفقان على وجود مشترك، في حال توقف راعي المصالح البريطانية في محافظة شبوة، أم أن الإمبراطورية العجوز ستستعيد أمانتها بموجب اتفاق القسمة مع حليفتها واشنطن،وتتجه الأخيرة شمالًا،هذا ما ستفصح عنه الأحداث القادمة في محافظة حضرموت، وما ستؤل إليه الأوضاع فيها  .

              سعيد النخعي 
          14/فبراير/2022م