آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-05:11م

قسم علم الاجتماع في كلية الآداب يسقط آخر قلعة من النظام القيمي الأكاديمي

الإثنين - 07 فبراير 2022 - الساعة 01:31 م

د. عبدالله عوبل
بقلم: د. عبدالله عوبل
- ارشيف الكاتب


مصطلح التكريم ليس مصطلحا علميا، وهو ليس الحافز الذي درجنا على استخدامه في علم النفس وعلم الاجتماع. التكريم هو مجاملة ونوع من انواع النفاق.والطريقة المثلى التي استخدمت التكريم بمعنى الحافز كانت في دول النظام الاشتراكي السابق. حيث يتم تكريم العمال الذين حققوا نجاحات معقولة في مجال الانتاج .ولم يكن التكريم عبارة عن مبالغ نقدية ،بل شهادات وتعلق صور المكرمين في مدخل المؤسسة المنتجة. 
منذ سنوات بسبب الحرب وبسبب تدخل العلاقات الشخصية والقبلية، أختلطت النظم القيمية الأكاديمية بالنظم القيمية والأعراف القبلية، بما عرف عنها من تساهل أمام الغياب وحالات الفشل الكثيرة وتمرير الفاشلين من الطلاب وحالات الغش وتوسط المدرسين لتمرير حالات الفشل.
ان الفرد يكتسب السلوك والقيم من بيئته الاجتماعية. وفي مجتمعنا القبلي تظل المنظومة القيمية البدوية هي التي توجه سلوك الفرد وتبقى ضاغطة عليه، فهو لم ينفصل من القبيلة بل ويتعلق بها لكي توصله الى المناصب العليا حتى وان كان دكتور او اكتسب أعلى الدرجات العلمية أو الالقاب  
مناسبة هذا الحديث أني فوجئت بدعوة من سكرتارية القسم ، مفادها انه سيتم تكريم أعضاء القسم وانا منهم. توقعت ان يأتي التكريم من رئاسة الجامعة أو من عمادة الكلية. لكن المفاجأة ان التكريم جاء من أحد الطلاب . وهي سابقة تدل على انهيار قيم التعليم الجامعي، وسقوط هيبة الاستاذ الجامعي لدرجة انه يمكن ان يصعد الى المنصة ليستلم جائزة من احد طلابه.
نصحت زملائي في القسم ان يوقفوا هذا الأنزلاق نحو تشويه رسالة الاستاذ الجامعي وسقوط هيبته. 
ان القسم العلمي في الجامعة هو السلطة العلمية العليا، وما الادارة في الجامعة أو الكلية الا لخدمة الاقسام العلمية ومتطلبات العمل الاكاديمي . في كثير من الكليات في العالم رئيس للمجلس العلمي يكون أكثر الإعضاء درجة علمية ولقب بينما العميد يكون عضوا في هذا المجلس ويعمل ويقدم تقاريره الى المجلس الذي يحاسبه . فهل يعيد الدكتور الخضر الأمور الأمور الى نصابها ويصحح كل هذا الخلل المعياري في جامعة عدن واقسامها العلمية .